«تنبيه مسبق».. إسرائيل تضبط «زمن الخطر» بوجه صواريخ الحوثي
بين سماع الانفجارات في سماء تل أبيب وضغطة تنبيه على الهاتف، تسعى إسرائيل لإعادة «تعريف زمن الخطر».
فبعد وابل من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي أطلقها الحوثيون من اليمن منذ منتصف مارس/آذار الماضي واستياء الإسرائيليين من عدم إعطائهم الوقت الكافي للتوجه إلى الملاجئ أو الغرف المحصنة، قرّر الجيش الإسرائيلي منح مواطنيه بضع دقائق ثمينة تسبق دويّ صفارات الإنذار، عبر تنبيهات مبكرة أو ما يعرف بـ«التنبيه المسبق» الذي يرسل مباشرة إلى هواتفهم.
فماذا نعرف عن «التنبيه المسبق»؟
تمنح ترتيبات استحدثها الجيش الإسرائيلي وقتًا للمواطنين للاستعداد قبل إطلاق الصواريخ من اليمن.
قال الجيش الإسرائيلي في بيان اطلعت «العين الإخبارية»، على نسخة منه: «ابتداءً من اليوم، سيتم إصدار تعليمات مسبقة قبل تفعيل الإنذار من إطلاق صواريخ من اليمن باتجاه أراضي إسرائيل، كجزء من عمل تنظيمي وتخطيطي تقوم به قيادة الجبهة الداخلية».
منذ 18 مارس/آذار، عندما استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه على حماس في قطاع غزة، أطلق الحوثيون في اليمن أكثر من 20 صاروخًا باليستيًا وعدة طائرات مسيرة على إسرائيل، إلا أن تل أبيب تقول إنها اعترضت معظمها خارج مجالها الجوي.
وأضاف: «ستصل التعليمات المسبقة عبر تطبيق قيادة الجبهة الداخلية في المناطق المهددة، من خلال صوت تنبيه دون صفارة الإنذار التصاعدية والتنازلية».
الجيش الإسرائيلي أشار إلى أن «هذه التعليمات تهدف إلى إتاحة إمكانية الاستعداد المسبق للمواطنين، وضمان التواجد بالقرب من وسائل الحماية الأفضل، وتلقي البلاغ من جهات رسمية».
«بالإضافة إلى ذلك، سيتم نشر بيان من الناطق باسم جيش الدفاع يُفيد باحتمال إطلاق صواريخ من اليمن باتجاه دولة إسرائيل خلال الدقائق القليلة المقبلة، وبضرورة الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية»، يقول الجيش الإسرائيلي.
وثمة وقت بين إطلاق الصواريخ من اليمن وبين وصولها إلى إسرائيل حيث يسعى الجيش الإسرائيلي لإبلاغ مواطنيه عن إطلاق الصواريخ من أجل الاستعداد.
ما الأسباب؟
بحسب تقارير، فإن الإسرائيليين يقولون إنه لا يتاح لهم الوقت الكافي للتوجه إلى الملاجئ والغرف الآمنة في الفترة ما بين وقت إطلاق صفارات الإنذار ووقت الإعلان الفعلي عن اعتراض الصواريخ الذي غالبا ما يترافق مع أصوات انفجارات ضخمة تنتج عن الاعتراضات.
وأشارت إلى أن المناطق الواسعة التي تغطيها صفارات الإنذار حال إطلاق الصواريخ من اليمن وبخاصة في ساعات الليل المتأخرة أو ساعات الفجر، باتت تشكل مصدر استياء للكثير من الإسرائيليين.
وغالبا ما يتم إطلاق صفارات الإنذار في منطقة وسط إسرائيل بما فيها منطقة تل أبيب الكبرى، التي تشمل مطار بن غوريون الدولي، والقدس الغربية.
ما الفرق بين التنبيهات الحالية والمستقبلية؟
حاليًا، تُفعّل صفارات الإنذار بناءً على أقصر مدى تهديد، بغض النظر عن مصدر إطلاق الصاروخ.
فعلى سبيل المثال، في تل أبيب، يُمنح المدنيون 90 ثانية للبحث عن ملجأ - بناءً على إطلاق صواريخ من غزة أو لبنان - حتى في حال إطلاق صاروخ من اليمن، والذي يستغرق حوالي 10 دقائق للوصول إلى إسرائيل.
لكن لأن الجيش الإسرائيلي لديه معرفة عن الموعد الحقيقي لإطلاق الصواريخ من اليمن، عبر أجهزة الرصد، فإن الجيش الإسرائيلي سينذر السكان في المناطق المستهدفة عبر تطبيق الجيش على أجهزة الهاتف النقال قبل إطلاق صفارات الإنذار، ما يمنح المواطنين الإسرائيليين في المناطق المستهدفة دقائق إضافية للاستعداد والتوجه إلى المناطق الامنة.
وبموجب الترتيبات الجديدة، فإنه في حال إطلاق صاروخ من اليمن، فإن قيادة الجبهة الداخلية بالجيش ستُرسل إنذارًا مبكرًا على تطبيقها إلى المتواجدين في المناطق المعرضة لخطر محتمل، وسيمنح هذا التنبيه الإسرائيليين من 3 إلى 5 دقائق للاستعداد للبحث عن ملجأ قبل انطلاق صفارات الإنذار.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن الإنذار المبكر لا يُلزم الناس باللجوء إلى ملاجئ فورًا، ويهدف إلى منحهم مزيدًا من الوقت للاستعداد والشعور بأمان أكبر.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه سيتم توزيع الإنذار المبكر على منطقة واسعة معرضة لتهديد محتمل، لكن قد تُطلق صفارات الإنذار في مناطق محددة فقط.
ويقول الجيش إنه قد تكون هناك حالات يتلقى فيها الناس تنبيهًا مبكرًا، لكن لا تُطلق صفارات الإنذار في منطقتهم.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه «يأتي التحديث الجديد لتطبيق قيادة الجبهة الداخلية بعد عدة أسابيع من التجارب، وعمل الموظفين، وردود الفعل من الجمهور».