عاصفة الحزم.. عقدٌ من المواجهة والتحولات الاستراتيجية
عشرة أعوام خلت على انطلاق «عاصفة الحزم»، التي أعادت رسم المشهد اليمني ووضعت حداً لتمدّد المشروع الإيراني في خاصرة الجزيرة العربية.
فلم تكن عملية «عاصفة الحزم» مجرد حملة عسكرية، نجحت في تحرير مساحات واسعة من قبضة الحوثيين، لكن آثارها امتدت إلى جهود إنسانية وسياسية، جسّدها التحالف العربي بمبادرات السلام رغم تعنت الميليشيات.
وبدأت «عاصفة الحزم» في 26 مارس/آذار 2015، بتحرير مأرب ثم عدن والمحافظات الجنوبية وحتى الساحل الغربي من قبضة المليشيات الانقلابية، ونجحت في تحجيم قوات الحوثيين وانسحابها من المناطق التي كانت قد اجتاحتها بوحشية.
وقدمت العمليات التي قادتها السعودية ودولة الإمارات دروسا ثمينة من الانسجام مع المتغيرات العسكرية والسياسية الدولية، التي منحت «عاصفة الحزم» مرونة الانتقال من الأهداف العسكرية المحققة إلى السعي لإحلال السلام في اليمن عبر الجهود السياسية.
واليوم، مع استمرار التهديدات الحوثية وتوسّع رقعة الصراع إلى البحر الأحمر، تعود ذكرى «عاصفة الحزم» كدليل على أن الصراع في اليمن ليس معركة مؤقتة، بل اختبار طويل لحسابات الأمن والاستقرار في المنطقة.
دور حازم
يرى الخبير بالشؤون العسكرية، العميد عبدالرحمن الربيعي، أن التحالف بقيادة السعودية قدم الدعم البري والإسناد الجوي الذي كان له دور كبير في تحقيق انتصارات كبيرة، تمثلت في استعادة العديد من المحافظات الجنوبية والشرقية من أيدي الحوثيين، والوصول إلى مشارف صنعاء.
وأوضح الربيعي أن «استمرار الحزم العسكري حتى عام 2021، حين بدأت الجهود في التركيز على الملفات السياسية لإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية، رغم وجود الكثير من العثرات والتحديات، التي واجهت هذا الحل السلمي؛ نتيجة تعنت الحوثيين».
ولفت إلى أهمية «دور عاصفة الحزم في دعم مؤسسات الشرعية»، معتبرًا أن هذا الدعم كان ولا يزال أساسيًا لتحقيق الاستقرار واستعادة الدولة اليمنية، معربًا عن أمله في استمرار موقف التحالف العربي الداعم حتى يتم استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب.
تحولات مدروسة
ويرى محللون سياسيون أن المراحل التي مرت بها «عاصفة الحزم» مثلت تحولات مدروسة لواقع اليمن وتطور الأحداث والمستجدات، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأشاروا إلى نجاح العمليات العسكرية للتحالف العربي، واستعادة المناطق المحتلة في جنوب اليمن والتقدم في تعز ومأرب والساحل الغربي.
وأكد المحللون أن عاصفة الحزم صنعت تحولات كبيرة مدروسة في اليمن، مشيرين إلى حرص التحالف العربي على استعادة مؤسسات الدولة من قبضة مليشيات الحوثي سلما أو حربا.
تأتي الذكرى العاشرة لعاصفة الحزم وتحرير عدن في ظل هجمات حوثية امتدت للبحر الأحمر؛ مما يعيد التذكير بمعركة الحديدة التي أوقفها المجتمع الدولي والغرب باتفاق ستوكهولم أواخر 2018، وفقا لمراقبين.