ممثل ينوّع ظهوره بين خشبة المسرح والسينما والتلفزيون

وكالة أنباء حضرموت

يظل حسن فولان واحدا من الأسماء المألوفة والمحبوبة في البيوت المغربية مثل دور”ب اعلال” في شريط “شوك الورد” وشخصية “ميلود” في سيتكوم “فلوكة” وشخصية “المدني” في فيلم “الغادي” وشخصية عمي لخضر “الجيلالي” في مسلسل “ولاد المرسى” وشخصية العاقل المجنون “عباد” في مسلسل “المستضعفون” وغيرها.

مواجهة التحديات
استطاع الممثل عبر مشواره الفني أن يرسّخ مكانته سواء في المسرح أو التلفزيون، وبدأ رحلته من تجربة الثنائي ثم انتقل إلى مسرح الحي، الذي انطلق بنجاح لكنّه توقف بشكل مفاجئ مثل العديد من التجارب الفنية الأخرى. وواصل حسن فولان مسيرته بعد ذلك، وأصبح أكثر حضورًا في المجال الفني، ليس فقط بصفته ممثلا، بل أحيانًا كمنتج منفذ، مما يعكس رغبته في التحكم بمساره المهني وعدم ترك مصيره بأيدي الآخرين. عرف عنه أنه لا يتهرب من النقاش، وكان من أوائل الفنانين المخضرمين الذين قدموا التعاون مع أسماء شابة، إلى جانب تجديد علاقته المهنية مع بعض رفاق الأمس.

اشتهر حسن فولان بالكوميديا لكنه في السنوات الأخيرة بدأ في أداء شخصيات جادة ودرامية، أثار تساؤلات حول ما إذا كان لا يزال قادرًا على إضحاك الجمهور المغربي، ويرى فولان أن الممثل الحقيقي قادر على لعب جميع الأدوار، سواء الكوميدية أو الدرامية، وهو ما يفسر قدرته على التألق في مختلف الأنماط الفنية.

ويؤكد أيضا أنه فضل أن يكون متحكما في مشواره المهني، متجنبا أن يتحكم فيه الآخرون، وأصبح أكثر وعيًا بأهمية الإدارة والتسيير في المجال الفني، بينما هذا التوجه يثير بعض التساؤلات حول ما إذا كان انخراطه في الإنتاج قد يؤثر على طبيعته كفنان، خاصة أن مصالح الفنان قد لا تتطابق دائما مع مصالح المنتج المنفذ.

وبدأ حسن فولان مسيرته المهنية في المجال الفني باختيار أدوار مختلفة تتناسب مع قدراته الفنية، وأثبت نفسه من خلال تقديم شخصيات متنوعة تجمع بين الكوميديا والدراما، واشتهر ببراعته في أداء الأدوار التي تتطلب تنوعا عاطفيا وفكريًا. يسعى حسن دائمًا إلى تطوير مهاراته الفنية عبر التعلم المستمر والتفاعل مع مختلف التجارب، ويحرص على استكشاف مجالات جديدة ضمن الفن السابع، ويعتبر أن كل مشروع فني يمثل فرصة للتطور والنمو، ويتوجه نحو الفنون المتعددة ويسعى للاستفادة من التجارب التي خاضها في كل مرحلة من مراحل عمله الفني.

ويواجه حسن التحديات الفنية بروح مرنة وقوية، ويعتقد أن النجاح لا يأتي إلا بعد تخطي العديد من العقبات، ويعتبر أن كل تجربة صعبة تعزز من قدراته وتجعله أقوى في مواجهة المستقبل، وهذه الروح التفاعلية ساعدته في الوصول إلى مكانة مرموقة في الوسط الفن، ويعتمد في اختيار أدواره على تقييم دقيق للمحتوى الذي يقدمه، ويهتم بتقديم أدوار متوازنة تحاكي القضايا الاجتماعية والثقافية التي تهم المجتمع.

إستراتيجيا النجاح
يؤمن فولان بأهمية العمل الجماعي في تحقيق نجاح أي مشروع فني، و يولي اهتمامًا خاصًا لبناء علاقات مهنية متينة مع المخرجين والزملاء الفنانين، ويشير دائما إلى أن التعاون هو المفتاح لتحقيق أهداف المشروع، ويتسم بالاحترافية العالية التي تساهم في النجاح المشترك للفريق، كما يساعد الجيل الجديد من الفنانين على اكتساب المهارات وتحقيق النجاح، ويقدم الدعم للمواهب الشابة من خلال إرشادهم وتوجيههم في مجال الفن، ويرى أن تقديم الفرص للفنانين الجدد يساهم في تنوع وتحقيق المزيد من الابتكار في مجال الفن.

ويخطط حسن دائما لمستقبله الفني بشكل مدروس، كما يقوم بتحديد أهداف واضحة لكل مرحلة من مراحل عمله الفني، ويضع إستراتيجيات لضمان النجاح في المشاريع المستقبلية، ويرى أن التخطيط السليم هو الذي يضمن له استمرارية النجاح والتفوق في المجال، بينما يتمتع  بقدرة فائقة على التفاعل مع شخصيات متنوعة سواء في الحياة اليومية أو في مجاله الفني، ويتعامل مع الجميع بأسلوب يتسم بالمرونة والاحترام المتبادل، كما أنه يؤمن بأن العمل الجماعي والتعاون هما سر النجاح في أيّ مشروع فني.

ويسعى حسن فولان إلى تقديم أعمال فنية مبتكرة وغير تقليدية، ويعتقد أن الفنان يجب أن يتجاوز حدود التقليد ويبحث دائمًا عن الأساليب الجديدة التي تضيف قيمة للعمل الفني، وهذا التوجه يساعده على التميز وتحقيق مكانة خاصة في الوسط الفني ولم يكن الطريق مفروشا بالورود للفنان حسن فولان، ففي البداية كان يواجه تحديات صعبة في الوصول إلى الأدوار المناسبة في ظل غياب الفرص الكافية للفنانين الموهوبين في المغرب، وكان يلاحظ كيف أن الفنانين الذين ينتمون إلى دوائر معينة يحصلون على فرص أكبر من غيرهم، ورغم ذلك لم يستسلم واستمر في السعي نحو تقديم أدوار متجددة لا تقتصر فقط على ما هو سائد في الساحة الفنية.

وظل حسن فولان متمسكا بمبادئه الفنية التي كانت تعتبر مصدر إلهامه في كل عمل، ولم يكن يرضى أن يكون مجرد ممثل تابع لتيار معين أو يقتصر على أدوار تافهة، وكان يسعى دائمًا لاختيار أدوار تتطلب مهارات خاصة، وبرز في أدوار معقدة كان يتقن فيها إبراز مختلف الأبعاد النفسية للشخصيات، وكان يركز بشكل أساسي على تقديم أفضل ما لديه في كل تجربة، بينما قرر حسن فولان توسيع آفاقه الفنية والدخول إلى مجال السينما والتلفزيون، بالإضافة إلى المسرح، وقدّم مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي ساعدت في إبراز طاقاته بشكل أكبر.

ورغم تحديات الصناعة السينمائية المحلية، كان يسعى بكل إصرار لأن يكون له حضور قوي في هذا المجال، ويرى في الفن المغربي مجالًا واسعا للتطور والانتشار عالميًا، وكان يردد دائما أنه لا يجب أن يكون الفن المغربي محصورا في السوق المحلي فقط، ويجب أن يتجاوز هذا الحدود ليصل إلى العالم، لذلك، كان يسعى لإظهار ثقافة المغرب الأصيلة عبر أدواره المميزة، وفي ذهنه كان يريد أن يكون جزءا من صناعة السينما العالمية، مثل العديد من الفنانين الذين بدأوا من خلفيات بسيطة وتمكنوا من إحداث تأثير عالمي.

مشاركات متنوعة

ولد حسن فولان في الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، وعاش أحداثا كبرى منذ عهد الحماية، حيث تعرّف على فدائيين ومناضلين وسجناء رأي، وخاض تجربة غنية فجّرت موهبته في التمثيل والمسرح، واعتبر هذا الفن جزءا من حياته، وشعر منذ طفولته بامتلاكه قدرة على إدخال السرور والسعادة إلى قلوب الناس، وأدرك مع مرور السنوات أن ما يملكه هو موهبة تتطلب الرعاية والتطوير، فالتحق بالمعهد البلدي للموسيقى والمسرح، وتتلمذ على يد الفنانين الطيب العلج وأحمد الصعري وفريدة بورقية.
وشارك فولان في العديد من الأعمال المسرحية التي تركت بصمة واضحة في المشهد الفني المغربي، مثل “شرح ملح” و”حسي مسي” و”حب وتبن” و”العقل والسبورة” و”شارب عقلو” و”المدير الجديد”، وجسد أدوارًا متنوعة أظهرت قدرته على تجسيد الشخصيات بأسلوب مميز، كما جسد العديد من الأدوار السينمائية التي عكست موهبته الفريدة، وشارك في أفلام مثل “نهار تزاد طفا الضو” و”أحلام مؤجلة” والشريط “شوك الورد” و”طاكسي بيض” و”نوح لا يعرف العوم” و”بوغابة” و”يما” و”البليزة” و”بنت الفقيه” و”الغادي”، وأتقن أدواره بحرفية.

وتميز حسن فولان في العديد من المسلسلات التلفزيونية التي لاقت نجاحا كبيرا، وشارك في أعمال مثل “السراب” و”زايد ناقص” و”موعد مع المجهول” و”المستضعفون” و”ناس الحومة” و”ولا عليك” و”رحلة العمر” و”فلوكة” و”دار الهنا” و”ولاد المرسى” و”مرجانة” و”حبال الريح” و”زين البيار” و”ساعة في الجحيم” و”سير حتى تجي” و”جحا يا جحا” بجزأيه الأول والثاني، واستطاع من خلال هذه الأعمال أن يقدم شخصيات متنوعة تجسد قضايا المجتمع المغربي، كما خاض تجربة الإنتاج إلى جانب التمثيل، وعمل كمنتج منفذ لفيلم “شوك الورد” ومسلسل “المستضعفون”، وشغل منصب مدير الإنتاج في فيلم “شمس القنديل”، وساهمت خبرته الطويلة في المجال في تقديم أعمال ناجحة.