تحرش حوثي بمأرب ينذر بإشعال جبهاتها مجددا
أشاعت تحركات عسكرية لجماعة الحوثي حالة من التوتّر في عدد من الجبهات في محافظة مأرب شرقي العاصمة صنعاء، منذرة بإعادة إشعال تلك الجبهات الخامدة منذ فترة بموجب تهدئة تلقائية غير متفق عليها بشكل معلن بين الجماعة ومعسكر السلطة اليمنية المعترف بها دوليا.
وتشكل مأرب الغنية بالنفط والقريبة من صنعاء، مركز سلطة جماعة الحوثي ومقر حكومتها الموازية، هدفا رئيسيا للجماعة التي سبق لها أن شنّت حملات عسكرية واسعة النطاق وخاضت قتالا شرسا للسيطرة عليها دون جدوى.
وجاءت مواجهات عنيفة شهدتها عدة مواقع في مأرب خلال الأيام الماضية كمؤشّر على استئناف الحوثيين حملاتهم على المحافظة، الأمر الذي أثار القلق على مصير التهدئة الهشة القائمة، وأيضا على مآل جهود السلام التي لا تزال الأمم المتحدة وقوى إقليمية تعمل على الدفع بها رغم حالة الجمود التي تشهدها تلك الجهود منذ مدّة.
ونقل موقع سبتمبر نت الناطق باسم الجيش اليمني الحكومي عن مصادر عسكرية قولها إن “مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين اندلعت في عدد من جبهات محافظة مأرب.” وأضافت المصادر أن قوات الجيش حققت إصابات في صفوف الحوثيين، دون ذكر أعداد القتلى أو الجرحى.
ويأتي هذا التصعيد امتدادا لتصعيد أشمل اتهمت الأطراف الحكومية جماعة الحوثي بإشعاله وشمل محافظات الجوف وتعز والبيضاء، ودفع الأمم المتحدة إلى التحذير على لسان مبعوثها الخاص إلى اليمن هانس غوندبرغ من تزايد خطر التصعيد العسكري في اليمن.
ولا يعتبر سقوط التهدئة في اليمن والعودة إلى واقع الحرب شأنا خاصّا بطرفي الصراع بقدر ما هو أيضا شأن إقليمي ودولي يكتسي أهمية كبيرة لدى الجهات ذات الصلة بالملف، بما في ذلك المملكة العربية السعودية الآملة في طي صفحته سلميا. وقال غروندبرغ إن خطر التصعيد العسكري داخل اليمن يتزايد ما ينذر بتفاقم المعاناة وإعاقة جهود إحلال السلام وتعمّق الأزمة الإنسانية.
ومن جهتها أعلنت أطراف من معسكر الشرعية اليمنية الاستنفار في مواجهة أي عمل عسكري حوثي يستهدف مأرب التي تعدّ أحد أكثر معاقل السلطة المعترف بها دوليا استقرارا قياسا بالعديد من المناطق الأخرى.
وقال طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني والذي يتولى قيادة قوات المقاومة الوطنية، إنّ “محافظة مأرب ستجدنا في أي اعتداء يطالها إلى جانبها بسلاحنا ورجالنا،” ووعد في لقاء جمعه مع قيادات ومشايخ محافظتي مأرب والجوف خصص لمناقشة الأوضاع الأمنية والتطورات السياسية، بعدم ترك مأرب وحدها في أي مواجهة قد تفرض عليها.