مصر تثأر من الكاميرون بيد حارسها ابو جبل

مصر تنهي حلم الكاميرون باللقب على أرضها

القاهرة

أنهت مصر حلم الكاميرون بالتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا على أرضها عندما أقصتها الخميس من الدور نصف النهائي بركلات الترجيح (3-1) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي على ملعب "أوليمبي" في العاصمة ياوندي، لتضرب موعدًا مع السنغال في النهائي الاحد.

وتدين مصر بعبورها الى حارسها محمد أبو جبل الذي تعملق متصديًا لركلتين ترجيحيتين، لتثأر من الكاميرون التي حرمتها من لقبها الثامن عندما فازت عليها في نهائي العام 2017 في الغابون.

وكانت هذه المباراة الثالثة تواليًا التي تلجأ فيها مصر الى شوطين إضافيين في النسخة الحالية، بعدما شقت طريقها بصعوبة الى دور الاربعة إثر اصطدامها بمواجهات صعبة في الأدوار الإقصائية، بدءًا بالفوز على ساحل العاج بركلات الترجيح ومن ثم المغرب 2-1 بعد التمديد.

وطالبت مصر خلال المؤتمر الصحافي بعد اللقاء على لسان ضياء السيد، مساعد المدرب البرتغالي كارلوس كيروش الذي حل بدلا منه لطرد الاخير في المباراة، بتأجيل المواجهة النهائية المقررة في "أوليمبي" أيضًا الاحد الى الاثنين "أطالب الاتحاد القاري بإقامة النهائي يوم الاثنين. لدى السنغال يوم راحة أكثر، آمل أن يحصل كذلك كما تم تقديم مباراة تحديد المركز الثالث (من الاحد الى السبت)".

وستأمل مصر التي حققت لقبها الأخير عام 2010 تعزيز رقمها القياسي في ألقاب البطولة عندما تواجه ونجمها محمد صلاح زميل الأخير في ليفربول الإنكليزي ساديو مانيه وبلاده السنغال التي بلغت النهائي الثاني تواليًا الاربعاء على حساب بوركينا فاسو (3-1)، علمًا أنها خسرت نهائي العام 2019 في القاهرة ضد الجزائر التي حرمتها من لقبها الأول.

وقضت مصر على حلم المنتخب الكاميروني، ثاني أكثر المنتخبات تتويجًا في البطولة (5)، من حلم الفوز باللقب على أرضه للمرة الأولى.

وكان هذا اللقاء الحادي عشر الذي يجمع مصر مع الكاميرون في النهائيات القارية، وحقق كل منهما أربعة انتصارات مقابل ثلاثة تعادلات (الفوز بركلات الترجيح يعتبر تعادلاً). وكانت مصر فازت في المباراة النهائية في القاهرة في 1986 بركلات الترجيح 5-4 على الكاميرون.

وطرد البرتغالي كارلوس كيروش مدرب مصر في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي إثر تلقيه إنذاراً ثانياً بعد ثلاث دقائق فقط من الأول بسبب اعتراضات طيلة المباراة على القرارات التحكيمية.

إسعاد الشعب المصري

وقال المدافع محمد عبد المنعم الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في اللقاء "الحصول على جائزة رجل المباراة تم بمساعدة زملائي ولذلك أهديها إليهم"، مضيفًا عن النهائي بعد إرهاق شديد أنه حتى "لو كان بعد 24 ساعة هدفنا تحقيق اللقب وإسعاد الشعب المصري...نحترم السنغال بالتأكيد وهدفنا حصد اللقب".

فيما اعتبر رمضان صبحي "الكاميرون فازت علينا في نهائي 2017، والفوز اليوم شيء كبير...لم نفكر في أنفسنا بل في إسعاد الجمهور"، مضيفًا "النهائي سيكون صعبًا، نلعب تحت أي ظروف، ونقوم بعلميات التعافي كل يوم مرتين أو ثلاثة وسنتدرب جيدًا لمواجهة السنغال".

وكانت هذه المباراة الاولى التي تقام في ملعب "أوليمبي" منذ حادثة التدافع قبل مواجة الكاميرون وجزر القمر في الدور ثمن النهائي التي أدت إلى وفاة ثمانية أشخاص وإصابة 38 بجروح، ما دفع بالاتحاد القاري (كاف) إلى نقل مباراة في الدور ربع النهائي إلى الملعب الآخر في العاصمة.

وكانت "الأسود غير المروضة" الأفضل في الشوط الأول من المباراة حيث كسبت معركة خط الوسط وحرمت مصر من إخراج الكرة وشكلت الخطر في الركنيات والكرات الهوائية، فيما فشل "الفراعنة" في إيجاد المساحات والتصرف بطريقة أفضل مع المرتدات.

رفعت مصر مستواها في الشوط الثاني وأهدر صلاح فرصة ذهبية عندما أخطأ مارتان أونغالا في إرجاع الكرة إلى حارسه، فاقتنصها صلاح وانطلق بها، إلا أن الحارس أندريه أونانا خرج من منطقته وفشل صلاح في مراوغته (56). كما نجح "الفراعنة" في الحد من خطورة هداف البطولة فانسان أبو بكر (ستة أهداف) طيلة المباراة.

لم نحقق الهدف

ورأى البرتغالي توني كونسيساو مدرب الكاميرون بعد الخسارة "لن نكون في النهائي، نحن حزينون مثل 27 مليون كاميروني، لكن هذه هي كرة القدم. في مباراة بهذا الحجم وهذه الحدية، ظهرت علامات التعب في الشوط الثاني. لعبنا بشكل جيد في الشوط الأول وكان يجب أن نسجل هدفًا".

وتابع "في الشوط الثاني رأينا علامات عدم التوازن. لقد تدربنا على ركلات الترجيح، لكنها مسألة شحن عاطفية، يمكن أن يحدث هذا لجميع اللاعبين. اللاعبون بَشر، لقد لعبوا مباراة رائعة ويمكننا أن نفخر بالفريق طيلة فترة المسابقة لكننا لم نحقق هدف الوصول للنهائي".

وكانت أولى المحاولات في المباراة من جانب صلاح بتسديدة بيسراه من خارج المنطقة علت العارضة (9).

ولم يتأخر كيروش للتعبير عن استيائه من الحكام بعد أن ركع على الارض رافعًا يديه نحو السماء اعتراضًا على خطأ تم احستابه للكاميرون قبل حديث على خط التماس مع الحكم الذي طلب منه العودة الى مكانه (12).

وكان كيروش اعترض على الحكام بعد الفوز على المغرب وأمل قبل مباراة نصف النهائي "أن يكون هناك ثلاثة فرق رائعة على الملعب، مصر والكاميرون وفريق الحكام"، علمًا أن الاتحاد المصري كان قدم تقدم باعتراض لتعيين الحكم الغامبي باكاري غاساما نظرًا لتاريخه مع منتخب مصر والاندية المصرية.

كما غاب الجنوب إفريقي روجيه باولو، مساعد كيروش الآخر، بعد ايقافه من الاتحاد القاري بعد المباراة ضد المغرب.

وانتظرت الكاميرون حتى الدقيقة 19 لتهديد أول فعلي وكانت قريبة من افتتاح التسجيل لولا نابت زواية المرمى عن الحارس لإبعاد رأسية المدافع مايكل نغادو إثر ركنية، قبل أن تتهيأ الكرة أمامه من ركنية سددها لكن عَمر السولية كان في المكان المناسب لإبعادها.

استمرت السيطرة الكاميرونية رغمعدم خطورة كبرى، كانت أفضلها لكارل توكو إيكامبي، لاعب ليون الفرنسي وثاني أفضل هداف في البطولة (5 أهداف)، الذي وصلته كرة الى داخل المنطقة سددها بيسراه تصدى لها أبو جبل (33)، كانت التسديدة الوحيدة على المرمى في الشوط الاول.

تحسن أداء مصر في الربع ساعة الاخير ووصلت عرضية الى فتحي تابعها رأسية من داخل المنطقة التقطها الحارس أندريه أونانا (39)، إلا أن الحكم أشار الى تسلل لم يكن موجودًا وفق ما أظهرت الإعادة.

وكانت التسديدة الاولى على المرمى للفراعنة عبر رأسية لمصطفى محمد إثر كرة ثابتة كانت سهلة بين يدي أونانا (48).

وبعد أن فشلت في تشكيل أي خطورة في اول عشرين دقيقة، كادت "الأسود غير المروضة" أن تخطف هدف التقدم برأسية توكو إيكامبي الذي تابع الكرة برأسه إثر ركنية، تصدى لها الحارس (68)، قبل أن يصيب صامويل أوم غوييه القائم من الخارج بتسديدة بعيدة (70).

ولم تشهد نهاية الوقت الاصلي فرص خطيرة قبل أن يطرد من الحكم كيروش وسط اعتراض من دكة الفراعنة، قبل أن يلجأ الفريقان الى شوطين إضافيين ومن ثم ركلات الترجيح.