النظام الإيراني يواجه ضعفًا غير مسبوق مع تراجع نفوذه الإقليمي وتفاقم أزماته الداخلية

نشرت بيزنس إنسايدر تقريرًا بعنوان “النظام الإيراني أضعف مما كان عليه منذ عقود مع استعداده لمواجهة عودة ترامب إلى السلطة”، وتناول فيه كاتب التقرير الوضع المتدهور للنظام الإيراني على عدة أصعدة. يسلط التقريرالضوء على تراجع النفوذ الإقليمي للنظام، بجانب الأزمات الداخلية التي يواجهها، مع استعراض تداعيات عودة دونالد ترامب المحتملة إلى الرئاسة.

الخليج بست

نشرت بيزنس إنسايدر تقريرًا بعنوان “النظام الإيراني أضعف مما كان عليه منذ عقود مع استعداده لمواجهة عودة ترامب إلى السلطة”، وتناول فيه كاتب التقرير الوضع المتدهور للنظام الإيراني على عدة أصعدة. يسلط التقريرالضوء على تراجع النفوذ الإقليمي للنظام، بجانب الأزمات الداخلية التي يواجهها، مع استعراض تداعيات عودة دونالد ترامب المحتملة إلى الرئاسة.

ويشير التقرير إلى عدة عوامل رئيسية تساهم في تدهور وضع النظام الإيراني. على الصعيد الإقليمي، تعرض النفوذ العسكري والسياسي للنظام لضربات قاسية. ففي مايو 2023، زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الهالك سوريا في خطوة وصفها التقرير بأنها “لحظة فخر”، حيث احتفى بصمود حليفه بشار الأسد. لكن بحلول ديسمبر 2023، سقط نظام الأسد إثر حملة سريعة شنتها قوات المعارضة، مما ترك سوريا، وهي ركيزة أساسية لاستراتيجية النظام الإيراني في المنطقة، في حالة من عدم الاستقرار.

وأوضح التقرير: “تمت الإطاحة بالأسد بعد حملة خاطفة شنها الثوار”، مما شكّل ضربة كبيرة للنظام. كما أن وكلاء النظام الإيراني الإقليميين، مثل حزب الله في لبنان، تعرضوا لخسائر فادحة نتيجة المواجهات مع إسرائيل عقب هجمات 7 أكتوبر 2023.

وقال جون ألترمان، نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “شبكة الوكلاء الإقليميين للنظام الإيراني في حالة انهيار”.

حزب الله، الذي كان يومًا حليفًا قويًا للنظام الإيراني، تعرض لضربة كبيرة في سبتمبر 2024 عندما دمرت إسرائيل مقره الرئيسي في بيروت واغتالت قائده. وأضاف ألترمان: “المليارات التي استثمرها النظام الإيراني في سوريا على مدى عقود تبخرت”. وبالمثل، تعرضت ميليشيات الحوثي في اليمن لضربات من قبل القوات الإسرائيلية والأمريكية، مما زاد من تآكل “محور المقاومة” للنظام.

وأشار ماثيو بوروز، مستشار بمركز ستيمسون، إلى أن “بدلاً من إحاطة إسرائيل، يشعر النظام الإيراني الآن بأنه محاط بدول معادية”. وأضاف أن “استراتيجية احتواء النظام الإيراني لإسرائيل في حالة انهيار”.

وعلى الصعيد الداخلي، يواجه النظام الإيراني أزمات لا تقل خطورة. فالاقتصاد الإيراني، الذي يعاني بالفعل من العقوبات، يشهد تضخمًا بنسبة 30%، مع انهيار في قيمة العملة الوطنية ونقص في الطاقة.

وترجع هذه الأزمات الاقتصادية جزئيًا إلى حملة “الضغط الأقصى” التي اتبعها ترامب خلال ولايته الأولى، والتي فرضت عقوبات قوضت بشدة القدرات المالية للنظام الإيراني. وأشار التقرير إلى أن “اقتصاد النظام الإيراني قد تعرض للشلل بسبب العقوبات الدولية القاسية”.

وأما دوليًا، فيبدو أن حلفاء النظام الإيراني التقليديين، روسيا والصين، أقل دعمًا. وقال ستيفان وولف، أستاذ الأمن الدولي بجامعة برمنغهام: “روسيا الآن في موقف أضعف بكثير في المنطقة”، لافتًا إلى أن انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا حد من دعمها للنظام الإيراني. بينما الصين، رغم دورها المتزايد في الشرق الأوسط، تفضل عدم الانخراط المباشر في صراعات النظام.

وفي المستقبل، يشير التقرير إلى التحديات المرتقبة مع احتمال عودة إدارة ترامب، التي قد تسعى إلى تصعيد الضغوط على النظام الإيراني. وشملت استراتيجيات ترامب السابقة اغتيال قاسم سليماني وتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج عبر اتفاقيات أبراهام. وقالت بوركو أوزجيليك، زميلة أبحاث بارزة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI): “في ولايته الثانية، قد يسعى ترامب لتكثيف استراتيجية الضغط الأقصى“.

ورغم هذه الانتكاسات، لا يزال النظام الإيراني يمتلك قدرات كبيرة، خصوصًا في برنامجه النووي. وأشار التقرير إلى أن “النظام الإيراني قد يسعى أيضًا لإثارة صراعات لزعزعة استقرار الحكومة الجديدة في سوريا”، مضيفًا أن خبراء يخشون أن يستخدم النظام قدراته النووية كورقة ضغط. وقال ألترمان: “بعض المحللين يعتقدون أن ضعف النظام الإيراني سيدفعه لتسريع جهود تطوير سلاح نووي“.