مريم رجوي: الهزيمة الاستراتيجية في سوريا ولبنان هي مرآة تعكس تمامًا ضعف وتزلزل نظام الملالي

عقد اليوم الخميس 9 يناير 2025 مؤتمر في باريس بحضور السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية والسيد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق بشأن تطورات المنطقة والنظام الإيراني والقت السيدة مريم رجوي خطابا في هذا الاجتماع

وكالة انباء حضرموت

مؤتمر بحضور مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق الديكتاتورية التالية التي يجب أن تُسقط هي نظام الملالي

عقد اليوم الخميس 9 يناير 2025 مؤتمر في باريس بحضور السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية والسيد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق بشأن تطورات المنطقة والنظام الإيراني والقت السيدة مريم رجوي خطابا في هذا الاجتماع وفيما يلي نصه:

يسعدنا مشاركة مجاهدي أشرف ثلاثة معنا في هذا المؤتمر. نرحب بكم جميعا.

معالي الوزير!

أهلاً وسهلاً بكم في إلى بيت المقاومة الإيرانية . يسرنا أن نستقبلكم في الأيام الأولى من العام الجديد.

نتمنى أن يكون هذا العام عامًا مليئًا بالإنجازات لشعبكم، وعامًا للحرية والسلام والازدهار لشعبنا ولكل شعوب الشرق الأوسط.

هزائم النظام الإيراني في عام 2024

كان عام 2024 حافلًا بالهزائم الثقيلة للنظام الإيراني. فقد شهدنا مقاطعة واسعة لعرضي الانتخابات المزيفين، وتصاعد المقاومة داخل السجون، وتوجه أعداد متزايدة من الشباب نحو وحدات الانتفاضة، مع توسع أنشطتهم.

كما واجه النظام اقتصادًا منهارًا، مع تضخم بنسبة 40% وانتشار الفقر والفساد المالي على نطاق واسع، خاصة بين المسؤولين وقادة حرس النظام. كما شهد النظام انهيارًا متزايدًا بين صفوف الموالين له.

وفي ظل هذه الظروف، تعرض الوكيل الأساسي للنظام، حزب الله اللبناني، لضربة قوية. وفي نهاية المطاف، انهارت الركيزة الأساسية لاستراتيجية خامنئي في المنطقة، وهي دكتاتورية الأسد، في الأشهر الأخيرة من العام. الآن، خامنئي يرى احتمال اندلاع انتفاضة جديدة في الأفق.

لو لم يكن النظام في الداخل الإيراني ضعيفاً وغير مستقر، ولم يكن محاصراً بغضب الشعب، لكان بإمكانه من الصمود في سوريا والحفاظ على أهم حليف له. ما حدث في سوريا يعكس بوضوح ضعف النظام.

كان مستشارو خامنئي المقربون يتفاخرون بغطرسة قائلين: “نفوذ إيران امتد من محور إيران، العراق، وسوريا وصولاً إلى البحر المتوسط.”[1]

واعتبروا سوريا بمثابة “المحافظة الخامسة والثلاثين”[2] للنظام وأطلقوا عليها تسمية “الحلقة الذهبية للمقاومة.”[3] لكن ما حدث على الساحة السورية كشف النقاب عن ضعف قوات النظام الإيراني. ففي اليوم الأول من المعارك في حلب، كان للنظام الإيراني 30 قاعدة عسكرية في تلك المنطقة [4] . ومع ذلك، ومع بدء هجمات القوات المعارضة، انهارت قوات النظام بالكامل. وذكرت التقارير الإعلامية أن: “350 عنصراً من مقاتلي المعارضة دخلوا حلب، في وقت انسحب فيه 30 ألف جندي من قوات الحكومة والقوات الموالية لإيران دون قتال وفجروا مواقعهم وغادروا. وحدث وضع مماثل في جميع “. أنحاء سوريا.[5]

ضربة جوهرية لهيمنة خامنئي

إن مزاعم الملالي الحاكمين بأنهم لم يكن لديهم أي قوات في سوريا هي كذبة محضة. لم يكن النظام الإيراني غافلاً عما جرى في سوريا؛ فقد صرّح خامنئي ووزير خارجيته بأنهم أبلغوا بشار الأسد بتحركات المعارضة قبل عدة أشهر. في الواقع، الحقيقة هي أن سقوط بشار الأسد جاء نتيجة انهيار قوات النظام الإيراني في سوريا.

هذه الأحداث تحمل تبعات ثقيلة على وجود النظام الإيراني. حتى الآن، تعرضت هيمنة خامنئي لضربة أساسية. كما تلقت قوة القدس الإرهابية ضربة قاسية، وأصبحت موضع تساؤل حتى داخل صفوف قوات النظام نفسها.

هذه الأوضاع أدت إلى حالة من الذعر بين قوات الباسيج والحرس. وقد دفع ذلك خامنئي إلى الطلب علناً، في أحد خطاباته، من مداحي النظام مواجهة حالة الخوف واليأس التي تسود بين صفوفهم.

إسقاط الدكتاتورية ممكن

أهم تأثير للأحداث الأخيرة كان تعزيز روح القتال بين الشباب واستعداد المجتمع لانتفاضات قادمة. أعلى الأجهزة الأمنية للنظام، بما في ذلك وزارة المخابرات ومقر ثار الله – أهم مقر أمني في طهران – أصدرت تعليمات سرية للسيطرة على الاحتجاجات ومنع الأحداث المفاجئة. وقد تضمنت هذه التعليمات صراحة توقع احتمال وقوع انتفاضات جديدة.

ومع ذلك، رأى خامنئي أن هذه التدابير الأمنية غير مجدية. وفي خطوة نادرة في فترة حكمه، ألقى خطابًا هدّد فيه بشكل علني بقمع المشاركين في الاحتجاجات القادمة.[6] أحد الجوانب الأكثر إثارة للخوف لدى النظام في سقوط الأسد هو أن الشعب الإيراني شاهد بفرح كبير إمكانية إسقاط دكتاتورية شديدة الإجرام.

لحسن الحظ، نهض الشباب الإيراني لتحقيق هدف إسقاط الدكتاتورية. لقد اتجهوا بشكل متزايد إلى وحدات الانتفاضة. شهدت العمليات التي نفذتها وحدات الانتفاضة هذا العام تصاعدًا ملحوظًا، حيث تمكنوا من تعزيز قدراتهم القتالية واستهداف مواقع أكثر أهمية، بما في ذلك مقرات قيادة حرس النظام الإيراني بنجاح.

النشاط المتزايد لوحدات الانتفاضة يمثل جزءًا من التحضير لانتفاضة منظمة تهدف إلى إسقاط النظام. يعمل هؤلاء الشباب دون كلل أو ملل، ويضحون بأغلى ما لديهم لتشجيع مقاتلين جدد على الانضمام إلى صفوفهم. كما يبذلون جهودًا مستمرة لمواجهة التدابير الأمنية التي يفرضها النظام. العامل الحاسم هنا هو الدعم الفعّال من الشعب لهم.

إن الهزيمة الاستراتيجية التي تعرض لها النظام الإيراني في سوريا ولبنان تعكس بشكل واضح ضعفه داخل إيران. الدكتاتورية القادمة التي يجب أن تُسقط وستُسقط هي دكتاتورية الملالي.

الاعتراف بالمقاومة: جزء أساسي من سياسة حازمة

الأصدقاء الكرام!

رغم الهزائم الثقيلة التي مُني بها النظام في المنطقة والتي لا يمكن تعويضها، لا ينبغي أن يُساء فهم ذلك وكأن خامنئي سيتخلى عن الأسس التي يقوم عليها حكمه. فهو لن يوقف قمع الشعب الإيراني، ولن يتخلى عن برنامجه للسلاح النووي، ولن يعيد النظر في سياساته العدوانية وإشعاله للحروب في المنطقة.

لا يتخذ النظام أي خطوة جادة إلا بهدف خداع الأطراف الغربية، وتسريع تقدمه في مشروع تصنيع الأسلحة النووية. النظام لم يلجأ إلى إشعال الحروب وممارسة القمع والسلاح النووي بسبب قوته، وانما هذه محاولة لكسر الحصار الذي فرضته الانتفاضات عليه، ومواجهة موجة المطالبات بإسقاطه التي تتزايد في المجتمع الإيراني.

السبيل الوحيد لإسقاط الاستبداد الديني

في عام 2023، عندما أشعل خامنئي نيران حرب ضخمة في 7 اكتوبر، ارتكب خطأً كبيرًا. لكنه كان مضطراً لذلك، لأنه كان يسعى لتأجيل خطر الانتفاضات داخل إيران من خلال إشعال حرب خارجية.

اليوم، رغم الضربات الكبيرة التي تلقاها، يواصل السير على نفس المسار.

قطع أذرع النظام في المنطقة، وتدمير برنامجه النووي والصاروخي، وإجباره على التوقف عن تعذيب وإعدام شباب إيران، لا يتطلب إلا سبيلاً واحداً، وهو إسقاط الاستبداد الديني على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. هذه المقاومة تدافع عن جمهورية ديمقراطية، تعددية، قائمة على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين النساء والرجال، وإيران سلمية وغير نووية.

حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي بكفاح الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام، ومعركة شباب الانتفاضة ضد قوات الحرس.

الاعتراف بالمقاومة الإيرانية ومعركة وحدات الانتفاضة يشكلان جزءا أساسيا من سياسة حازمة ضد نظام الملالي

إن الاعتراف بالمقاومة الإيرانية ومعركة وحدات الانتفاضة ليس خياراً من بين خيارات متعددة، بل هو الحل الوحيد العملي والممكن في مواجهة الفاشية الدينية التي تحكم إيران.

[1]– أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – 4 مايو 2014

[2] – الملا طائب- وسائل إعلام النظام الإيراني- 14 فبراير 2013

[3] – ولايتي مستشار خامنئي- وسائل إعلام النظام – 26 يناير2013

[4] – وكالة أنباء تسنيم 11 ديسمبر 2024 – “تقول جماعات المعارضة إن قوى المقاومة في هذه المنطقة كانت تمتلك أكثر من 30 قاعدة ولكن في الخرائط التي لا تضخم الواقع مثل المعارضين تقول إن المقاومة كانت تمتلك مالايقل عن قاعدة في تلك المناطق”

[5] -العرب اللندنية – الجمعة20 ديسمبر 2024 نقلا عن الرئيس الروسي بوتين.

[6] – شبكة أخبار النظام – 22 ديسمبر 2024

 

المصدر: موقع مريم رجوي