ذعر النظام الإيراني من امتداد تطورات سوريا إلى العراق

في الذكرى السنوية لهلاك الجلاد قاسم سليماني، برزت مجددًا جرائمه في سوريا والعراق، بالإضافة إلى إسقاط صوره على وقع هتافات “اللعنة على سليماني” في هذين البلدين. كل ذلك يأتي في سياق الزلزال الهائل الذي ضرب سوريا يوم 8 ديسمبر 2024 وسقوط عائلة الأسد المكروهة، ما أدى إلى سلسلة من التحولات الكبرى التي أصبحت آثارها واضحة في المنطقة، وخاصة في العراق.

في الذكرى السنوية لهلاك الجلاد قاسم سليماني، برزت مجددًا جرائمه في سوريا والعراق، بالإضافة إلى إسقاط صوره على وقع هتافات “اللعنة على سليماني” في هذين البلدين. كل ذلك يأتي في سياق الزلزال الهائل الذي ضرب سوريا يوم 8 ديسمبر 2024 وسقوط عائلة الأسد المكروهة، ما أدى إلى سلسلة من التحولات الكبرى التي أصبحت آثارها واضحة في المنطقة، وخاصة في العراق.

يُعد سقوط الديكتاتورية السورية هزيمة قاسية واستراتيجية لخامنئي، حيث تسبب ذلك في قلب موازين القوى في العراق ضد النظام الإيراني. ويواجه الحشد الشعبي، الذراع العراقية لقوات فيلق القدس الإرهابية، خطر التفكك حاليًا. في هذا السياق، قال إبراهيم الصميدعي، المستشار السياسي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في مقابلة تلفزيونية: «نظامنا السياسي على مدار 22 عاماً استهلك الكثير من التضحيات والكلف من أجل الحفاظ عليه وتأسيس الدولة». وأضاف: «بصراحة، علينا أن نذهب إلى مراجعة؛ فلا يمكن للعراق أن يبقى نصلاً لمحور المقاومة بعد سقوط نظام الأسد وتراجع (حزب الله) في لبنان. علينا اليوم، ومن منطلق مسؤوليتنا الذاتية، مع الأخوة في الفصائل، أن نعيد التفكير في مسألة المبادرة إلى حل الفصائل ودمجها في الوضع السياسي.” (الشرق الأوسط – 18 ديسمبر).

هذه التصريحات تأتي ردًا على ادعاءات خامنئی وأتباعه الذين يحاولون التغطية على أزمتهم والتظاهر بأن الأمور تسير كالمعتاد، وأن “المقاومة” – أي سياسة الحرب وتصدير الإرهاب في المنطقة – لم تتعرض لأي ضربة.

في لقاء مع مداحي النظام (يوم 24 ديسمبر)، تحدث خامنئي عن “الرجال المؤمنين الذين يتواجدون في اليمن والعراق ولبنان وفلسطين، وسيكون لهم حضور قريب في سوريا”، زاعمًا أنهم قادرون على تغيير الأوضاع. كذلك، أكد وكيله، أحمد خاتمي، قائلاً: “المقاومة باقية وستستمر حتى طرد الولايات المتحدة من المنطقة” (فرارو – 17 ديسمبر 2024).

ما ورد في الشرق الأوسط على لسان مستشار رئيس الوزراء العراقي يشير إلى الوضع المتزعزع للقوى التابعة للنظام الكهنوتي في العراق، التي لم تعد قادرة على أداء دورها السابق حتى داخل هذا البلد. خصوصًا أن القوى الموالية للنظام في العراق، والتي تمثل رمزًا للفساد والقمع والقتل، باتت مكروهة من الشعب العراقي. ومع ضعف النظام الإيراني الشديد حاليًا، أصبحت شرعية وجود هذه الجماعات محل تساؤل.

وفقًا لزعيم حركة النجباء، إحدى الفصائل التابعة للنظام الإيراني في العراق، تم التوصل إلى اتفاق بين الميليشيات المسلحة ورئيس الوزراء العراقي، ينص على وقف العمليات العسكرية ضد إسرائيل والصمت تجاه التحولات في سوريا. وأضاف: “إيران منحتنا حرية اتخاذ القرار بشأن القضايا المتعلقة بسوريا” (انتخاب – 24 ديسمبر).

تصريحات بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في 24 ديسمبر بأن “هناك ضغوطًا شديدة تُمارس على الحكومة العراقية لحل الحشد الشعبي”، وأن “قرار حل الحشد الشعبي يخص العراقيين”، تعكس تراجع نفوذ النظام الإيراني في العراق. لدرجة أن النظام بات عاجزًا عن دعم عملائه، ولم يتبق له سوى توفير ملاذ لبعضهم، مثل قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق، الذي فرّ إلى إيران. وبحسب المتحدث باسم هذه المجموعة، فإن قيس الخزعلي موجود في إيران منذ فترة، وقد ذهب إلى قم لـ” متابعة ومواصلة درسه الحوزوي الخاص” (الشرق الأوسط – 22 ديسمبر).

فقدان نفوذ النظام الإيراني في العراق يمثل كارثة لا يمكن تعويضها بالنسبة لخامنئي، الذي كرر مرارًا تأكيده على أهمية “العمق الاستراتيجي” للنظام، قائلاً: “العمق الاستراتيجي أحيانًا يكون أكثر ضرورة من أهم واجبات الدولة” (موقع خامنئي – 2 أكتوبر 2019).

هذا “الواجب الأهم” انهار في سوريا، ومع وصول تداعيات هذا الزلزال العميق إلى العراق، ينتظر الخليفة المنهزم مستقبلًا مظلمًا.

زعيم المقاومة السيد مسعود رجوي قال في رسالته بعد مقتل الجلاد سليماني: “إن طرد النظام الإيراني وإنهاء وجوده في العراق يعني نهاية ولاية الفقيه. المحرك الجيوسياسي قد بدأ، وبركان الانتفاضة لا يمكن أن يتوافق مع خميني أو خامنئي أو نظام الملالي أو قادتهم وعملائهم” (3 يناير 2020).