قصة حقيقية من اليمن

نهاية غير متوقعة.. "آمنة" تخطف قلب "سامر" على الطريق في مأرب

صورة لفتاة يمنية - وكالة انباء حضرموت

حفظ الصورة
وكالة أنباء حضرموت

في إحدى القرى الهادئة في محافظة مأرب باليمن، كانت "آمنة" فتاة شابة تعيش مع والدتها وأخيها في بيت بسيط، تكافح الحياة بحب ورضا. في يوم عادي ولكنه غير عادي بالنسبة لها، اضطرت آمنة لمرافقة والدتها إلى المستشفى في المدينة، بسبب معاناتها من ارتفاع ضغط الدم والسكري. استأجروا سيارة "دفع رباعي"، يقودها شاب بسيط يُدعى "سامر"، كان يقود سيارة "هايلكس" قديمة بغمارتين، لكنه كان يمتلك قلبًا من ذهب.

ركبت آمنة ووالدتها وأخوها السيارة، وكانت العائلة محجبة ومنقبة، فلم يستطع سامر رؤية وجوههم، لكن تعاملهم واحترامهم ترك أثرًا عميقًا في نفسه. طوال الطريق، كان سامر يتحدث بلطف ويدعو لوالدتهم بالشفاء. وعندما وصلوا إلى المستشفى، رفض أخذ الأجرة رغم إصرارهم.

بعد ساعات من الانتظار في المستشفى وانتهاء العلاج، خرجت آمنة مع والدتها وأخيها يبحثون عن وسيلة للعودة إلى المنزل. لم يطل الانتظار كثيرًا، حتى ظهر سامر مرة أخرى، لكن هذه المرة كان يحمل مجموعة من المصابين نتيجة حادث على الطريق. أنزلهم في المستشفى، وعندما رأى العائلة، اقترب بابتسامته الصافية وسألهم إن كانوا قد انتهوا من العلاج. وعندما أكدوا ذلك، أصرّ على إعادتهم إلى منزلهم.

في الطريق، توقف سامر عند سوق صغير واشترى فواكه وخضروات، ثم أكمل طريقه وأوصلهم إلى باب منزلهم. حاولت العائلة مجددًا أن تدفع له أجرة التوصيل، لكنه رفض بإصرار وترك لهم الفواكه والخضروات كهدية.

منذ تلك اللحظة، لم تستطع آمنة أن تُخرج سامر من تفكيرها. كان تصرفه النبيل وتفانيه في مساعدة الآخرين يجسد صورة فارس أحلامها. لكنها ظلت حبيسة مشاعرها، لا تدري كيف تعبر عنها أو كيف يمكن لمجتمعها المحافظ أن يتقبل فكرة أن الفتاة قد تُعجب بشاب وتتمناه زوجًا.

العودة إلى المستشفى

مرت أيام، وفي أحد الأيام حدث طارئ، حيث ساءت حالة والدة آمنة مرة أخرى. اضطرت العائلة للعودة إلى المستشفى، وفي الطريق، صادفوا سامر مجددًا. كان يمر من نفس الطريق ورآهم ينتظرون سيارة. توقف فورًا وعرض عليهم إيصاله مرة أخرى.

في هذه المرة، نشأت أحاديث أعمق بين سامر وشقيق آمنة، الذي شعر بصدق نواياه وأخلاقه العالية. وعندما وصلوا إلى المستشفى، تبادل سامر وأخوها أرقام الهواتف، وقال سامر إنه مستعد لمساعدتهم في أي وقت.

بعد أيام، بدأت العائلتان تتعرفان على بعضهما البعض بشكل أكبر. تبين أن سامر شاب مكافح، يعمل على إعالة أسرته بعد وفاة والده، وأنه يحمل قيمًا نبيلة تجعله محبوبًا من الجميع. شعر أخو آمنة بأن سامر يمكن أن يكون شريكًا مثاليًا لشقيقته.

النهاية السعيدة

بمبادرة من شقيق آمنة، تم التواصل مع سامر وإبلاغه برغبة العائلة في التحدث معه حول موضوع الخطبة. كان سامر متفاجئًا وسعيدًا، فهو أيضًا كان يحمل مشاعر إعجاب تجاه آمنة، لكنه لم يكن يجرؤ على التعبير عنها.

تكللت القصة بخطبة سامر وآمنة، وتزوجا بعد شهور قليلة وسط فرحة الأهل والأصدقاء. تحول هذا اللقاء العابر في سيارة "هايلكس" إلى بداية قصة حب جميلة، وأصبحت حياتهما مثالًا يُحتذى به في كسر القيود الاجتماعية بأسلوب نبيل ومحترم.

في مأرب حيث المجتمع القبلي، طالب ناشطون بضرورة إعطاء الفتيات في اليمن فرصة للتعبير عن مشاعرهن بطرق محترمة تتماشى مع العادات والقيم، لكن دون أن تُحرم من حقها في اختيار شريك حياتها.