مونيكا بيلوتشي: المغرب وجهة مفضلة للإنتاج السينمائي
أكدت الممثلة الإيطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشي أن المغرب يعد وجهة مفضلة للإنتاجات السينمائية الدولية الكبرى.
وأوضحت الممثلة الإيطالية خلال لقاء صحفي على هامش مشاركتها في فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن المملكة تعد منصة تسلط الضوء على العديد من المواهب الوطنية والدولية الصاعدة، خاصة من خلال هذا المهرجان الذي يحتفي بالتنوع الفني بكل أبعاده.
وقالت بيلوتشي “يشرفني أن أشارك للمرة الثالثة في هذا المهرجان الرائع الذي يجمع كبار أسماء السينما من جميع أنحاء العالم”. وفي ما يتعلق بفيلمها الوثائقي “ماريا كالاس، مونيكا بيلوتشي: اللقاء” للمخرج اليوناني يانيس ديموليتساس، والذي تم عرضه الأحد ضمن قسم “القارة 11” للمهرجان، أبرزت بيلوتشي أن الفيلم يروي لقاء بين روحين ويقتفي عمل فنانة تسعى لتجسيد شخصية بإتقان.
وأضافت “عند اكتشافي لرسائل المغنية الأوبرالية العظيمة ماريا كالاس، تأثرت بشدة بقوة كلماتها وهشاشتها والصدق الذي ينبعث منها. وهذا دفعني لمشاركة هذه الشذرات من حياتها مع الجمهور”.
ويندرج هذا الفيلم في سياق مغامرة فنية بدأت على خشبة المسرح، حيث جسدت بيلوتشي دور ماريا كالاس ببراعة، مسلطة الضوء على مسيرتها ولحظات مجدها وضعفها. وتواصل بيلوتشي مع هذا الفيلم الوثائقي الفريد، التزامها بنقل إرث هذه السوبرانو اليونانية الشهيرة.
وقالت بيلوتشي بتأثر “ما أثار إعجابي بشكل خاص هو ازدواجية ماريا كالاس، فهي ديفا ذات شأن عظيم، لكنها كانت أيضا امرأة تجرأت على أن تكون على حقيقتها.” وأضافت أن القليلين فقط يعرفون هذه الناحية الحساسة من شخصيتها.
وأشارت بيلوتشي إلى أن ماريا كالاس لا تزال مصدر إلهام رغم مرور عقود على وفاتها، حيث تمثل امرأة تميزت بقوة شخصيتها وشجاعتها في اتباع ما يمليه عليها قلبها وعواطفها، مما يجعلها نموذجا يحتذي به العديد من الفنانات في أعمالهن.
كما أبرزت أن الفيلم يقدم لمحة فريدة عن كواليس التحضير للأدوار، حيث يكشف عن العملية الإبداعية بكل مراحلها، والجهود اللازمة لإحياء مشروع بهذا الصدق.
وعن العناصر التي ساعدتها في تجسيد الدور، كشفت أن اللباس الخاص بتلك الفترة ساعدها بشكل كبير في تقمص شخصية ماريا كالاس. وفي السياق ذاته، أشارت إلى مشهد ارتدائها القفطان المغربي، معتبرة أن هذا الزي التقليدي يمثل “رمزا للأنوثة والأناقة الفائقة”.
وفي معرض جوابها عن الدوافع التي تحكم اختياراتها الفنية، أوضحت بيلوتشي أن الأمر بالنسبة إليها يتعلق بالحدس. وقالت إن ذلك يحدث عندما تقرأ نصا، وينتابها شعور ما، وأن ذلك يساعدها أحيانا على اكتشاف جزء من ذاتها.
وأضافت بيلوتشي أن “كل فيلم هو تجربة فريدة. لقد شاركت في إنتاجات ضخمة وكذلك في مشاريع متواضعة، لكن عندما أقف أمام الكاميرا، لا يتغير شيء بالنسبة إليّ”.
ويعد فيلم “ماريا كالاس مونيكا بيلوتشي: اللقاء” ليانيس ديموليتساس رحلة غنية في حياة وإرث ماريا كالاس، حيث جسدتها مونيكا بيلوتشي كديفا مطلقة للأوبرا. ويأخذ الفيلم المشاهدين إلى عالم كالاس، منذ بداياتها المتواضعة في نيويورك إلى نجاحها العالمي على مسارح العالم.
ويُعد مهرجان مراكش السينمائي واحدًا من أبرز المهرجانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يُقام هذا العام في دورته الـ21، ويقدم مجموعة من الأفلام التي تتنافس على جوائز الأوسكار.
وما يميز مهرجان مراكش عن مهرجانات عالمية أخرى مثل فينيسيا وكان وتورنتو، هو تركيزه الخاص على دعم المخرجين الصاعدين وتسليط الضوء على أفلام الشرق الأوسط وأفريقيا، ما يجعله منصة هامة للأصوات الجديدة في صناعة السينما. ويشهد المهرجان هذا العام حضور نخبة من النجوم العالميين، من بينهم الممثل الأميركي شون بين، والمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون.
وأشاد رئيس لجنة تحكيم المهرجان المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو بأهمية مهرجان مراكش في تعزيز دور السينما كوسيلة للتواصل الثقافي والفني. وأكد أن المهرجان لا يقتصر على عرض أفلام مميزة فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تسليط الضوء على قضايا إنسانية تهم الجمهور وتثير النقاش.
كما أعرب أعضاء لجنة التحكيم، الذين يمثلون نخبة من الأسماء البارزة في عالم السينما، عن حماسهم للمشاركة في هذه الدورة. وأشاروا إلى أن اختيارهم لهذه المهمة يعكس إيمانهم العميق بقدرة المهرجان على تقديم أعمال سينمائية ذات مستوى رفيع تتميز بالجودة والتنوع.