استمرار الاحتجاجات في إيران: إثارة الحروب كافية، موائدنا فارغة

خرجت فئات مختلفة من الشعب الإيراني إلى الشوارع مرة أخرى احتجاجا على الأوضاع المعيشية السيئة اليوم الأحد 1 ديسمبر، وهتفوا ضد نظام الملالي. وأدانوا سياسات التدخل والتحريض على الحرب التي ينتهجها النظام الإيراني في الشرق الأوسط، وهتفوا بأن كفى من إثارة الحروب ، وأن طاولتنا فارغة.

مهدي عقبائي
وكالة انباء حضرموت

خرجت فئات مختلفة من الشعب الإيراني إلى الشوارع مرة أخرى احتجاجا على الأوضاع المعيشية السيئة اليوم الأحد 1 ديسمبر، وهتفوا ضد نظام الملالي. وأدانوا سياسات التدخل والتحريض على الحرب التي ينتهجها النظام الإيراني في الشرق الأوسط، وهتفوا بأن كفى من إثارة الحروب ، وأن طاولتنا فارغة.

في الأهواز، تصاعدت وتيرة الاحتجاجات مع تجمع المتقاعدين من منظمة ضمان الاجتماعي أمام الإدارة العامة للمنظمة في خوزستان، رافعين الصوت عاليًا ضد السياسات الاقتصادية للنظام التي يعززها الخامنئي. مع شعار “إثارة الحرب كافية، موائدنا فارغة”، عبّروا عن معارضتهم الشديدة لاستمرار النظام في إهدار الموارد المالية للشعب الإيراني في التدخلات الإقليمية، دعم الجماعات الإرهابية، والمغامرات النووية التي يرونها كأسباب رئيسية وراء الضغوط الاقتصادية والفقر المتفاقم في إيران.

المتقاعدون رفعوا أيضًا شعار “حسين، حسين هو شعارهم، الكذب والسرقة هي أفعالهم”، مما ينتقد استغلال النظام للدين والمذهبية بادعاءات الالتزام الديني والأخلاقي، بينما في الواقع، يمارس الفساد والنهب. ويشير هذا الشعار إلى الفجوة بين الادعاءات الدينية للنظام وأفعاله الفعلية التي تتسم بالنفاق والاستغلال، ما يزيد من استياء الشعب وخاصة المتقاعدين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم الاقتصادية.

وفي طهران، تظاهر المتقاعدون من صناعة الفولاد أمام صندوق التقاعد، مطالبين بحقوقهم المالية المؤجلة وتحسين ظروفهم المعيشية، وذلك كرد فعل على التأخيرات المستمرة في دفعات التقاعد. يأتي هذا الاحتجاج ليسلط الضوء على المعاناة المستمرة لعمال هذه الصناعة الحيوية.

في طهران، تجمع ذوو الإعاقة أمام البرلمان مطالبين بحقوق أفضل وتحسين الظروف المعيشية تحت شعار “الظلم والاضطهاد كافية، موائدنا خاوية”. هذا الاحتجاج يسلط الضوء على التجاهل المستمر لاحتياجات هذه الفئة من المجتمع والتحديات الكبيرة التي يواجهونها.

و نظم المعلمون المتقاعدون تجمعًا أمام البرلمان في طهران، احتجاجًا على تأخير دفع مزايا التقاعد والمكافآت المستحقة. الانهيار المتواصل لقيمة العملة الإيرانية قد أثر بشكل مباشر على قيمة هذه المزايا، مما يفاقم الصعوبات الاقتصادية للمتقاعدين.

وفي إيلام، نظم عمال شركة بتروشيمي ارغوان‌کستر تجمعًا للتنديد بالتسريح الجماعي والشروط الغامضة المتعلقة بتعديل أوضاعهم. هذا الاحتجاج يعكس الغضب والقلق بين العمال وأسرهم حول استقرارهم الوظيفي والأمان الاقتصادي في ظل سياسات الشركة والقرارات الأحادية.

وفي شوش، نظم المتقاعدون تجمعًا احتجاجيًا حاملين شعارات تعبر عن استيائهم من الوضع الحالي ومطالبتهم بحقوقهم. بين الشعارات كان هناك “مدعي العدالة، إخجل، إخجل” و”الظلم والاضطهاد كافية، موائدنا خاوية”، مما يعكس الإحباط العميق والتأثير المدمر للأوضاع الاقتصادية على حياة المتقاعدين.

وفي محافظة كهکیلویه وبویرأحمد، نظم الطلاب والمواطنون احتجاجاً ضد بناء السدود “ماندکان” و”خرسون ۳”، معبرين عن مخاوفهم من الأثر البيئي السلبي لهذه المشاريع. هذا التجمع يبرز الوعي البيئي المتزايد ويعكس الحاجة إلى شفافية أكبر ومساءلة في تنفيذ السياسات البيئية.

وفي مدينة کلستان، نظم ملاك الأراضي الصغار تجمعًا احتجاجيًا أمام مكتب حاكم بهارستان، احتجاجاً على عدم الاهتمام وتنفيذ القرارات اللازمة التي تعطل بناء منازلهم على أراضٍ تملكوها منذ ٢٥ عامًا. هذه القضية تبرز تجاهل السلطات المحلية لحقوق الملكية الأساسية والتحديات البيروقراطية التي تعرقل التنمية العمرانية.

وفي محافظة چهارمحال و بختیاری، نظم متقاضو السكن من مشروع “المسكن الوطني” تجمعًا احتجاجيًا أمام مبنى مؤسسة الإسكان بالمحافظة، اعتراضًا على عدم تحقيق الوعود بتخصيص الوحدات السكنية الوطنية. هذا الاحتجاج يعكس الفشل في الوفاء بالالتزامات الحكومية تجاه المواطنين، ما يزيد من الغضب والاستياء بين المتأثرين.

وتُظهر هذه الاحتجاجات مدى تدهور الوضع الاقتصادي في إيران، حيث فقدت العملة الوطنية قيمتها بشكل ملحوظ وسط سياسات النظام المستمرة في التدخلات الإقليمية والدعم المباشر للجماعات المتطرفة. تنبئ التوقعات بزيادة الاحتجاجات في المستقبل، ويحذر الخبراء من احتمالية حدوث الثورة اجتماعي نتيجة لتراكم الغضب والإحباط بين الجماهير.