نتنياهو يبدأ تصفية الحساب مع قائد الجيش.. إقالة مرتقبة و4 بدائل
ما إن وضعت حرب لبنان أوزارها باتفاق هدنة، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «تصفية الحساب» مع رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي بعد وقف الحرب في لبنان.
وكانت تقارير إسرائيلية قالت في الأسابيع الأخيرة إن نتنياهو يخطط لإقالة هاليفي من منصبه بعد انتهاء الحرب في لبنان، وهو ما بدأت علاماته تظهر بالفعل.
فبعيد إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت مطلع الشهر الحالي كانت التوقعات هي أن التالي سيكون هاليفي ثم رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، لمعارضتهما قرار نتنياهو باستمرار الحرب في غزة، تحت وطأة تهديدات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
تصفية الحسابات
وبدأت تصفية الحسابات بين نتنياهو وهاليفي «صاخبة»، بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار في لبنان، في وقت فتح فيه بن غفير النار على هاليفي.
فقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، المحسوب على نتنياهو، يوم الأحد الماضي، تعليق قرار هاليفي تعيين ضابطين من القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي لحين إجراء دراسة تفصيلية لارتباطهما بأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأدائهما خلال الحرب.
غير أن هاليفي احتج على القرار واعتبر، اليوم الجمعة، في رسالة وجهها إلى الجنود بأن من حقه إجراء التعيينات، قائلا في الرسالة التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية «تُسمع انتقادات بشأن عملية التعيين، في ضوء فشل الدفاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023»، غير أنه اعتبر أن تعيين الضباط «ليس امتيازا، وإنما واجب قيادي وعملي».
وكتب هاليفي في رسالته «بصفتي رئيس هيئة الأركان أنا من يحدد تعقيد المهام، ومن يرسلكم إلى ساحة المعركة، ومن مسؤوليتي وواجبي أن أضمن استمرار الجيش الإسرائيلي في تحقيق النصر وتوفير الأمن وتنفيذ مهامه، وعلى هذا النحو فإن من مسؤوليتي أيضا تعيينكم وتطويركم للأدوار التالية».
وألمح هاليفي إلى أنه سيقدم استقالته من منصبه حال إنهاء الجيش الإسرائيلي التحقيق في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلا إن «التحقيق في أحداث السابع من أكتوبر هو جزء لا يتجزأ من العملية (..)، هذا يجري بجدية كبيرة وألم عميق، في المقام الأول لتحسين التعلم وسنتخذ أيضا قرارات شخصية بعد التحقيقات ونحمل القادة المسؤولية، مني وأدنى».
وسبق لهاليفي أن أعلن أنه يتحمل مسؤولية شخصية عن إخفاق 7 أكتوبر تماما مثل باقي المسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين.
لكن نتنياهو يعتبر أن المسؤولية الشخصية عن الإخفاق تقع على قادة الجيش والاستخبارات وليس هو شخصيا بصفته رئيسا للوزراء، مما قاد إلى انتقادات محلية واسعة.
ويدفع نتنياهو باتجاه تحميل المسؤولية إلى رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش أهارون هاليفا، الذي استقال فعلا من منصبه مقرا بالإخفاق، وهاليفي ورئيس «الشاباك» بار.
بن غفير يرد
ورد بن غفير على رسالة هاليفي من خلال منصة «إكس»، الجمعة، قائلا: «هناك من لم يفهم بعد لغة القانون، واعتاد على سياسة الختم المطاطي، لكن من يوافق بموجب القانون على تعيين ضباط كبار في مناصبهم في الأجهزة الأمنية هو الوزير المسؤول».
وأضاف: «الأمر نفسه في وزارة الدفاع، الأمر نفسه في وزارة الأمن الوطني، ومن المؤسف أن هناك أجزاء من الرتب المهنية لم تستوعب هذا الأمر».
رد عملي
وامتنع نتنياهو وكاتس عن الرد علنا على موقف هاليفي، لكن موقفهما جاء من خلال تسريب لوسائل الإعلام.
فقد قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس يريدان إقالة هرتسي هاليفي في الأشهر الثلاثة المقبلة.
ونقلت عن مصادر سياسية وأمنية ووزراء في الحكومة أن «القرار نابع من رغبة نتنياهو وكاتس في استبدال هاليفي في المستقبل، «مع انتهاء الفترة التجريبية البالغة 60 يوما للترتيبات في لبنان، وكذلك بسبب النشر المتوقع لتحقيقات مراقب الدولة حول عمل الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب وكذلك الرغبة في استبدال كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية».
البدائل المتوقعون
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فإن البدائل المتوقعين لهاليفي هم:
مدير عام لوزارة الدفاع إيال زمير:
مقبول لدى نتنياهو وكاتس
كان السكرتير العسكري لنتنياهو
تم تحديده على أنه شخص محسوب على وزير الدفاع المقال يوآف غالانت، ما دفعه لطلب تقاعده بعد فترة قصيرة من إقالة غالانت.
نائب رئيس الأركان أمير برعام:
يُوصف بأنه عدواني
يتبع نهجا معاكسا لرئيس الأركان الحالي الأمر الذي أدى إلى توتر بين الاثنين.
إليعازر توليدانو رئيس قسم الاستراتيجية
يعتبر مقربا من نتنياهو
شغل منصب القائد السابق للقيادة الجنوبية.
يعتبر الأكثر ارتباطًا بأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
قائد القيادة الشمالية للجيش أوري غوردين:
يُعرف أيضاً بأنه شخص هجومي
يعتبر على المستوى السياسي مرشحاً نظراً للنجاحات الأخيرة في لبنان.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية «تأتي التقييمات على المستوى السياسي والأمني بعد أن أرسل رئيس الأركان هاليفي صباح اليوم رسالة إلى قادة وجنود الجيش الإسرائيلي، ألمح فيها، من بين أمور أخرى، إلى مستقبله في صفوف الجيش، في ظل التحقيقات في إخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023».
من هو هاليفي؟
هو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي رقم 23
تولى المنصب في 16 يناير/كانون الثاني 2023.
تم تجنيد هاليفي في الجيش الإسرائيلي عام 1985 كجندي في لواء المظليين.
من بين مناصبه البارزة: قائد لواء المظليين عام 1992، ثم قائد فرقة الجليل عام 2011، وقائد وحدة قيادة الأركان "ساييرت متكال" عام 2012.
كما تولى قيادة كلية القيادة والأركان في الجيس عام 2014 وهو نفس العام الذي عين فيه رئيسا لشعبة الاستخبارات في الجيش.