ايران وحماس والجهاد الاسلامي والحوثيون يرحبون باتفاق وقف اطلاق النار في لبنان

وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يدخل حيز التنفيذ

الجيش الإسرائيلي يوجه تحذيرا إلى النازحين من جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم أو الاقتراب من مواقعه.

بعض النازحين يحاولون العودة إلى قراهم في جنوب لبنان

حفظ الصورة
وكالة أنباء حضرموت

دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي (0200 بتوقيت غرينتش) بعدما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الطرفين وافقا على اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا فيما حذر الجيش الإسرائيلي السكان من العودة لمنازلهم في الوقت الحالي.
وسُمع دوي طلقات نارية في أنحاء العاصمة بيروت بعد سريان وقف إطلاق النار، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك احتفالا. واستُخدم إطلاق الأعيرة النارية من قبل لتنبيه السكان الذين ربما فاتتهم تحذيرات الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي.
وقال شهود إن سيارات تقل النازحين الذين فروا من الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان خلال الشهور القليلة الماضية بدأت تتدفق على المنطقة، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وفي المقابل وجّه الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء إثر بدء سريان الاتفاق تحذيرا إلى النازحين من جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم أو الاقتراب من مواقعه في هذه المنطقة.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر حسابه في منصة إكس "إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان: مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ وبناء على بنوده يبقى جيش الدفاع (الإسرائيلي) منتشرا في مواقعه داخل جنوب لبنان. يحظر عليكم التوجه نحو القرى التي طالب جيش الدفاع بإخلائها أو باتجاه قوات جيش الدفاع في المنطقة".
وأضاف "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم، امتنعوا عن الانتقال إلى المنطقة" متابعا"سنقوم بإبلاغكم عن الموعد الآمن للعودة إلى منازلكم".

وأطلق الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، النار على مركبات بدعوى دخولها منطقة محظورا التحرك فيها بجنوب لبنان، بعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وزعم في بيان "خلال الساعة الأخيرة، رصدت قواتنا عدة مركبات في الأراضي اللبنانية تقل مشتبهين داخل منطقة محظور التحرك فيها"  مضيفا "أطلقت القوات النار لمنع وصولهم إلى المنطقة، ما دفع المشتبهين إلى الابتعاد"، على حد تعبيره.
ولم يحدد البيان المنطقة، إلا أن إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إن "إطلاق النار وقع في بلدة كفر كلا جنوبي لبنان" مضيفة "بعد حادثة كفر كلا، تم الكشف عن تحركات للمشتبه بهم في قريتين أخريين في جنوب لبنان، أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهم"، دون مزيد من التفاصيل.
وتابع البيان "بتوجيه من المستوى السياسي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ صباح اليوم (الأربعاء) الساعة 04:00، والجيش الإسرائيلي يعمل وفقًا لذلك"، لافتا إلى أن "قواته متمركزة في مواقعها جنوب لبنان"، دون تحديد المواقع.
وهدد بأن "سلاح الجو على أهبة الاستعداد للعمل في كافة أنحاء لبنان، ومنظومة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى. حتى هذه اللحظة، لا يوجد تغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية".
وأنذر الجيش الإسرائيلي أن "قواته ستتحرك ضد أي جهة تحاول خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ولن تسمح بالمساس بأمن سكان دولة إسرائيل".
ويمهد الاتفاق الطريق لإنهاء صراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل أودى بحياة الآلاف منذ اندلعت شرارته بسبب الحرب في قطاع غزة العام الماضي.
وقال بايدن أمس الثلاثاء، في تصريحات من البيت الأبيض بعد وقت قصير من موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الاتفاق بأغلبية 10 أصوات مقابل صوت واحد، إنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي.
وأضاف أن القتال سينتهي في الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0200 بتوقيت غرينتش) موضحا أن "هذا الاتفاق تمت صياغته ليكون وقفا دائما للأعمال القتالية. لن يُسمح لما تبقى من حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى بتهديد أمن إسرائيل مجددا".
وأضاف أن إسرائيل ستسحب قواتها تدريجيا على مدى 60 يوما مع سيطرة الجيش اللبناني على الأراضي القريبة من الحدود مع إسرائيل لضمان عدم بناء حزب الله بنيته التحتية هناك مجددا.

كما ينص الاتفاق على أن "القوات العسكرية والأمنية الرسمية" فقط هي المخولة بحمل السلاح في لبنان. وتابع "سيتمكن المدنيون في الجانبين قريبا من العودة بأمان إلى بلداتهم".

ولم يعلق حزب الله رسميا على وقف إطلاق النار، لكن المسؤول الكبير بالجماعة حسن فضل الله قال لقناة الجديد التلفزيونية اللبنانية إنه في حين يدعم حزب الله بسط سلطة الدولة اللبنانية، فإن الجماعة ستخرج من الحرب أقوى.
وقال النائب عن حزب الله في مجلس النواب اللبناني، "نحن حريصون دائما على جيشنا الوطني وعلى قوته وتماسكه وهو موجود في الجنوب ويعزز انتشاره وهو السلطة الرسمية ونحن مع بسط سلطة الدولة".
وأضاف "الحزب سيخرج من هذه الحرب أكثر قوة والمقاومة باقية.. سيكون هناك آلاف مؤلفة التي ستنضم للمقاومة.. نزع سلاح المقاومة كان طرحا إسرائيليا وسقط".

وقد بدأ الدفاع المدني اللبناني اليوم الأربعاء تأهيل معبر المصنع الحدودي مع سوريا لتسهيل عودة اللبنانيين النازحين.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن الدفاع المدني يقوم منذ الصباح الباكر بتأمين السلامة العامة بالاشتراك مع بلدية مجدل عنجر ووزارة الاشغال والبلديات لردم الحفرة وإعادة تأهيل معبر المصنع على الحدود اللبنانية السورية أمام عودة النازحين.

ترحيب دولي وعربي
ورحبت إيران، التي تدعم حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والمتمردين الحوثيين الذين هاجموا إسرائيل من اليمن، بوقف إطلاق النار.

بدوره قال القيادي في حماس سامي أبوزهري اليوم الأربعاء إن الحركة "تقدر" حق لبنان في التوصل إلى اتفاق يحمي شعبه وتأمل في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في قطاع غزة.
وأضاف "الحركة أبدت مرونة عالية للتوصل إلى اتفاق ولا زالت عند موقفها بالحرص على التوصل لاتفاق ينهي الحرب على غزة والمشكلة دوما كانت في تهرب نتنياهو من التوصل لاتفاق".

وخاطب الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة، الأربعاء حزب الله قائلا "سنبقى مقاومة واحدة حتى النصر" مضيفا في بيان "من مقاتلي فلسطين ومقاوميها إلى مقاتلي المقاومة الإسلامية في لبنان، لكم المجد وأنتم تسجلون هذا الصمود وهذا العنفوان وما زلتم ترفعون راية المقاومة عاليا بشموخ وكبرياء رغم الجراح ورغم تكالب الأعداء وعلى رأسهم أميركا وحلفاؤها".

وأشاد المتمردون الحوثيون في اليمن بـ"نصر جديد" لحزب اللبناني، بعيد ساعات من بدء سريان الاتفاق".

وقال المتحدث الرسمي باسم "أنصار الله" (الحوثيين) محمد عبد السلام عبر حسابه على منصة إكس "نحيي الصمود العظيم لحزب الله والشعب اللبناني العزيز في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، وبفضل هذا الصمود تمكن لبنان من اجتراح نصر جديد"، معتبرا أن عمليات الحزب "فرضت على العدو الصهيوني وراعيه الأميركي الذهاب نحو اتفاق وقف إطلاق النار".

كما رحبت دول مثل الاردن ومصر وكذلك الأمم المتحدة بقرار وقف اطلاق النار في لبنان لتجنيبه مزيدا من التداعيات.

ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي بالاتفاق، قائلا إنه "تتويج للجهود المبذولة على مدى أشهر عديدة مع السلطات الإسرائيلية واللبنانية، بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة".

ورحّبت وزارة الخارجية العراقية الأربعاء بإعلان وقف إطلاق النار مشددة على ضرورة "تكثيف الجهود الدولية لضمان تجنب تصعيد جديد" بين الطرفين.

ودعت الوزارة في بيان المجتمع الدولي إلى "اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لوقف المجازر والاعتداءات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

ودعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين للعودة الى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار الأربعاء.
وتوجّه الحليف الأبرز لحزب الله والذي تولّى التفاوض باسم الأخير خلال مباحثات وقف النار، بالقول للنازحين في كلمة متلفزة "أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخا ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها"، داعيا كذلك إلى "الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية" بعد عامين من شغور المنصب.
وأكّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأربعاء التزام لبنان بتعزيز انتشار الجيش في جنوب البلاد مطالبا في الوقت عينه الدولة العبرية بالالتزام بالهدنة وسحب قواتها.
وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره "تعزيز انتشار الجيش والقوى الامنية كافة في منطقة جنوب (نهر) الليطاني"، مطالبا "بالتزام العدو الاسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق". وأعرب عن أمله بأن تكون الهدنة "صفحة جديدة في لبنان تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية".
وقال وزير الخارجية عبد الله بوحبيب إن الجيش اللبناني سينشر خمسة آلاف جندي على الأقل في جنوب لبنان مع انسحاب القوات الإسرائيلية.

لكن وزير الدفاع اللبناني موريس سليم أكد ان الجيش اللبناني سيرفع عدد قواته في جنوب البلاد إلى 10 آلاف​​ عنصر. 

وقال نتنياهو إنه مستعد لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار لكنه سيرد بقوة على أي انتهاك من جانب حزب الله.
وأضاف أن وقف إطلاق النار سيسمح لإسرائيل بالتركيز على التهديد الإيراني وسيمنح الجيش فرصة لنيل قسط من الراحة وإعادة استكمال إمداداته، وعزل حركة حماس.
وتابع "بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، نحتفظ بحرية العمل العسكري الكاملة. وإذا انتهك حزب الله الاتفاق أو حاول إعادة التسلح، فسوف نضربه بحزم" موضحا أن حزب الله أصبح أضعف بكثير مما كان عليه في بداية الصراع.
وأضاف "أعدناه عقودا إلى الوراء، وقضينا... على كبار قادته، ودمرنا معظم صواريخه وقذائفه، وحيَّدنا آلاف المقاتلين، ومحونا بنية تحتية للإرهاب ظلت لسنوات بالقرب من حدودنا".
وأوضح مسؤول أميركي كبير في إفادة للصحفيين، مشترطا عدم ذكر هويته، إن الولايات المتحدة وفرنسا ستنضمان إلى آلية مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ستعمل مع الجيش اللبناني لمنع أي انتهاكات محتملة لوقف إطلاق النار. وأضاف المسؤول أنه لن يتم نشر قوات قتالية أميركية.
وقال جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن لشبكة (سي.إن.إن) إن واشنطن ستراقب الوضع لرصد أي انتهاكات للاتفاق.
وتابع "سيكون تنفيذ هذا الاتفاق أساسيا وسنكون متيقظين للغاية لأي محاولات لعرقلة ما التزم به الطرفان في إطار هذه العملية اليوم".
وقال بايدن، الذي يترك منصبه في يناير/كانون الثاني، إن الإدارة الأميركية ستواصل الدفع من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة وكذلك من أجل إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

وخلال الساعات التي سبقت وقف إطلاق النار، احتدمت الأعمال القتالية مع تكثيف إسرائيل للغارات الجوية على بيروت وأجزاء أخرى من لبنان، حيث أفادت السلطات الصحية بمقتل 18 شخصا على الأقل.
وأفاد الجيش الإسرائيلي إنه قصف "أجزاء من الأنظمة والإدارة المالية للجماعة المدعومة من ايران" بما في ذلك مكتب للصرافة. كما واصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
واعترض سلاح الجو الاسرائيلي ثلاث عمليات إطلاق من الأراضي اللبنانية، في قصف صاروخي مكثف مساء الثلاثاء أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في نحو 115 مستوطنة.
وقالت عليا إبراهيم، وهي أم لفتاتين توأمتين من قرية قعقعية الصنوبر الجنوبية فرت قبل نحو ثلاثة أشهر إلى بيروت، إنها تأمل أن يلتزم المسؤولون الإسرائيليون بالاتفاق بعدما عبروا عن وجهات نظر متناقضة حيال وقف إطلاق النار.
وأضافت "ضيعتنا دمروا نصفها. في هذه الثواني قبل ما يعلنوا وقف إطلاق النار، دمروا نصف ضيعتنا". لكنها قالت "إن شاء الله نرجع لبيوتنا وأرضنا".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية أن 37 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون وقف إطلاق النار، مقابل معارضة 32 بالمئة.
ومن بين المعارضين للاتفاق في إسرائيل زعماء المعارضة ورؤساء البلدات القريبة من حدود إسرائيل مع لبنان، الذين يريدون منطقة عازلة خالية من السكان على الجانب اللبناني من الحدود.
وأصرت الحكومة اللبنانية وحزب الله على أن عودة المدنيين النازحين إلى جنوب لبنان تشكل شرطا أساسيا للهدنة.
وقال وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي لليمين المتطرف إيتمار بنغجفير على منصة إكس إن الاتفاق لا يضمن عودة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال، وإن الجيش اللبناني ليست لديه القدرة على التغلب على حزب الله.
وأضاف "من أجل مغادرة لبنان، يجب أن يكون لدينا حزام أمني خاص بنا".