معاناة الغزيين مضاعفة: عصابات تنهب المساعدات الشحيحة في غياب سلطة أمنية
يجد سكان القطاع صعوبة كبيرة في الحصول على المساعدات الشحيحة التي تسمح إسرائيل بمرورها في ظل تزايد عمليات سرقة المساعدات التي تقوم بها عصابات منظمة، في حين تكتفي حركة حماس باتهام بعض العشائر بالتنسيق مع إسرائيل للهجوم على المساعدات والاستيلاء عليها.
وبعد شكاوى كثيرة من سرقة المساعدات، أفادت مصادر في وزارة الداخلية التي تديرها حماس الاثنين بقتل أكثر من 20 شخصا في عملية أمنية ضد من وصفتهم بـ”عصابات لصوص” شاحنات المساعدات القادمة إلى القطاع.
وقالت مصادر في الوزارة لقناة “الأقصى” الفضائية التابعة للحركة إن أكثر من 20 شخصا من “عصابات لصوص” شاحنات المساعدات قتلوا في عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة بالتعاون مع لجان عشائرية شرق مدينة رفح جنوب القطاع.
الكم الأكبر من المساعدات يتم الاستيلاء عليه وبيعه للغزيين بأسعار باهظة جدا، بالتزامن مع غياب تام لوزارة الداخلية وبتواطؤ من بعض عناصرها
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ترتفع فيها أصوات الغزيين مطالبة بوقف عمليات السلب والنهب، لكن حماس كانت تتعامل مع الشكاوى وفق نظرية المؤامرة، وتبحث عن سبل ربطها بإسرائيل.
ويقول أهالي قطاع غزة إن الكم الأكبر من المساعدات يتم الاستيلاء عليه وبيعه لهم بأسعار باهظة جدا، بالتزامن مع غياب تام لوزارة الداخلية وبتواطؤ من بعض عناصرها.
وأضافت المصادر أن الحملة الأمنية “لا تستهدف عشائر بعينها وإنما تهدف إلى القضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة.”
وادعت المصادر أن الأجهزة الأمنية رصدت اتصالات بين “عصابات اللصوص” وقوات الجيش الإسرائيلي في تغطية أعمالها وتوجيه مهامها وتوفير غطاء أمني لها، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية وضعت الفصائل الفلسطينية في مخطط العملية وحظيت بمباركة وطنية واسعة.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلَن فيها عن تنفيذ عملية أمنية ضد “عصابات ولصوص” المساعدات وقتل عدد من أفرادها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وأتت العملية بعد مرور ساعات على إعلان مسؤولين في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن قافلة مؤلفة من 109 شاحنات تعرضت لعملية نهب باستخدام العنف في 16 نوفمبر، بعد الدخول إلى غزة ما أسفر عن فقد 98 شاحنة.
وذكر المسؤولون في تصريحات صحفية أن القافلة المحملة بالمواد الغذائية من الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي تلقت أمرا دون فترة إعداد كافية من إسرائيل بالدخول عبر طريق غير معتاد من معبر كرم أبوسالم.
وسبق أن حذر برنامج الأغذية العالمي من تحول أزمة الغذاء في غزة إلى مجاعة، قائلا في بيان إن قطاع غزة بأكمله “معرض لخطر المجاعة” بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة التي تزيد المخاوف وتُعيق وصول المساعدات الإنسانية.
وأوضح البيان أن برنامج الأغذية العالمي لديه نحو 94 ألف طن من الأغذية في الأردن ومصر تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تناهز أربعة أشهر لكنه لا يستطيع إدخالها إلى غزة لأن نقاط الدخول المتاحة قليلة وبعضها الآخر غير آمن.
ودعت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الاثنين إلى زيادة المساعدات التي تصل إلى المحتاجين في قطاع غزة وحذرت من مزيد تردي الأوضاع في القطاع.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن هناك حاجة إلى “زيادة هائلة في المساعدات” الموجهة إلى قطاع غزة. وتابع “الوضع مروع بصراحة بما يفوق التصور، وهو من سيّء إلى أسوأ. حل الشتاء والمجاعة وشيكة وبعد مرور 400 يوم على هذه الحرب من غير المقبول بتاتا أن إيصال المساعدات إلى غزة أصبح أصعب من أي وقت مضى.”
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس – غرينفيلد للمجلس إن “واشنطن تراقب عن كثب تصرفات إسرائيل لتحسين وضع الفلسطينيين وتتواصل مع الحكومة الإسرائيلية يوميّا.”