السعودية تسعى إلى جعل نيوم مشروعا مرنا يعكس متغيرات الواقع الاقتصادي
أعلنت نيوم السعودية الثلاثاء تعيين أيمن المديفر رئيسا تنفيذيا مكلفا للشركة خلفا لنظمي النصر، في خطوة تعكس رغبة السعودية في إضفاء المرونة والواقعية على المشروع وخفض سقف التوقعات لدى السعوديين، بعد أن وجدت الحكومة السعودية أن من الصعب تنفيذ المشاريع الكبرى التي أطلقتها رؤية 2030 لاعتبارات تتعلق بسقوف الإنفاق بسبب انخفاض أسعار النفط.
وقالت الشركة في منشور على منصة إكس “يهدف هذا التغيير في القيادة إلى ضمان استمرارية العمل وفقا لرؤية وأهداف نيوم الطموحة.” وأضافت أن المديفر شغل منصب “رئيس إدارة الاستثمارات العقارية المحلية في صندوق الاستثمارات العامة ولديه فهم إستراتيجي عميق لمشاريع نيوم ورؤيتها المستقبلية.”
يأتي تعيين المديفر على رأس نيوم بعد التغييرات التي طالت مدراء ومسؤولين في صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادية السعودي، في يوليو الماضي ضمن خطة أوسع لمراجعة التعاطي مع المشاريع الكبرى.
وجاءت الإشارات الأولى إلى تعديل المشاريع الكبرى على لسان وزير المالية السعودي محمد الجدعان حين تحدث بصراحة عن ضرورة المراجعة “بعيدا عن الغرور”، وهي صراحة كانت تعبر عن توجه رسمي وليس اجتهادا شخصيا من الوزير، ما يكشف أن المراجعة تأتي من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صاحب رؤية 2030.
وفي كلمة ألقاها خلال الاجتماع الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي في أبريل الماضي تحت شعار “التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية” ذكر محمد الجدعان أن المملكة تركز على ضمان جودة النمو الاقتصادي المستقبلي، وتدرك أن التحديات التي تواجهها تتطلب المرونة.
وقال “هناك تحديات… ليس لدينا غرور، سنغير المسار، سنتأقلم، سنوسع بعض المشروعات، سنقلص حجم بعض المشروعات، وسنسرع وتيرة بعض المشروعات.”
ومن الواضح أن السعودية قد اختارت تعديلا في خطتها بالتركيز على تنفيذ المشاريع الواقعية بما يراعي مسألة التمويلات، وهذا ما ينطبق على نيوم التي ينتظر أن يتم فيها ترتيب أولوية المشاريع.
مليار دولار قيمة مشروع نيوم الذي دشنه الأمير محمد بن سلمان لدفع التنمية في شمال غرب المملكة
يشار إلى أن المشاريع الكبرى التي وضعت للتنفيذ ضمن خطط رؤية 2030 تم إقرارها على أساس توقعات بثبات أسعار النفط عند مستويات مرتفعة.
ورجّح كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية بواشنطن روبرت موغيلنيكي أن تُمنح الأولوية للمشاريع المرتبطة بأحداث معيّنة.
وقال في تعليقه حينذاك على تصريحات الجدعان إن “السعوديين لن يتمكنوا من التحرك بسرعة مئة ميل في الساعة في كافة الاتجاهات في مجال التنمية إلى أجل غير مسمّى.” وأوضح أنهم يحتاجون إلى نمو ثابت ومستدام للاستثمار الأجنبي من مختلف القطاعات. واعتبر أنه “ليس سرا أنهم لم ينجحوا في ذلك بعد.”
ونيوم هي مشروع دشنه الأمير محمد بن سلمان بقيمة 500 مليار دولار لدفع التنمية في شمال غرب المملكة. وضخ الأمير محمد بن سلمان مئات المليارات من الدولارات في مشاريع تنموية من خلال صندوق الاستثمارات العامة.
ومشروع نيوم المطل على البحر الأحمر هو مشروع حضري وصناعي ضخم بحجم بلجيكا تقريبا ومن المقرر أن يستوعب ما يقرب من تسعة ملايين نسمة. ويضم ثلاثة مشاريع إستراتيجية كبرى هي مدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر السياحي والمدينة الترفيهية. وتشمل الخطط إقامة منتجعات على 50 جزيرة في البحر الأحمر، إضافة إلى ساحل يمتد 120 كيلومترا.
ويعد المشروع ركيزة أساسية لخطة ولي العهد (رؤية 2030) التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط.