درنة المسرحي عروض ومحاضرات تحيي حركة الفن الرابع في ليبيا
تحمل الدورة السادسة من مهرجان درنة الزاهرة المسرحي اسم الفنان الليبي الراحل أنور الطرابلسي، بينما تنظم تحت شعار “درنة تعود.. درنة الأمل”.
وأنور الطرابلسي (1911 – 2008)، بدأ العمل في المسرح خلال ثلاثينات القرن الماضي، حين أدّى دورا في مسرحية “خليفة الصياد” التي أخرجها محمد عبدالهادي.
وتنقل مع عبدالهادي بين بنغازي وطرابلس والزاوية حيث عرضا مسرحيات مختلفة منها “خليفة الصياد”، و”العباسة أخت الرشيد”، و”لا أتزوج ولو شنقوني”، و”آه لو كنت ملكا”. ثم أعاد إخراج مسرحية “خليفة الصياد”، وأخرج “سهاد” لمحمود تيمور، وبعدها قام بإخراج وتمثيل مسرحيات “أميرة الأندلس”، “تاجر بغداد”، “الجيل الجديد” وغيرها من الأعمال المسرحية.
وتنطلق فعاليات الدورة السادسة في الخامس عشر من الشهر الجاري، في مدينة درنة (1300 كلم شرق طرابلس)، وتستمر سبعة أيام بمشاركة عروض من مصر وتونس، بالإضافة إلى ليبيا.
وتفتتح العروض في مقر جامعة درنة بمسرحية “أصوات” من إخراج إبراهيم فكرانة عن نصّ للكاتب الأردني الراحل مؤنس الرزاز، من إنتاج “فرقة مسرح هون” التي تعرض المسرحية منذ عام 2015، وتليها مسرحية “مشاحنات” عن نص للكاتبة البريطانية كاترين هنز، وإخراج محمد عبدالوهاب وإنتاج فرقة “محطّة فنية” من مصر.
كما يعرض المهرجان مسرحية “عرض مسرحي للبيع” من تأليف صالح قادر بوه وإخراج منير باعور وإنتاج “فرقة المسرح الوطني” في مدينة الخمس الليبية، و”صاحب الخطوة” من إخراج عزالدين الدويلي وإنتاج “فرقة المسرح القوريلي” في مدينة شحات الليبية، و”وجه آخر” من تأليف وإخراج عبدالحفيظ الشريف وإنتاج “فرقة مسرح الغد” من مدينة البيضاء الليبية، و”البوابة 52″ عن نص دنيا مناصري وإخراج دليلة المفتاحي وإنتاج فرقة “مسرح الناس” من تونس.
ويولي منظمو المهرجان أهمية كبرى للتكوين والتدريب، حيث يخصصون ورشتين للطلبة والمهتمين بالمسرح من أجل تطوير مواهبهم، هما: “كتابة فن النص المسرحي” التي يقدّمها الكاتب الليبي عبدالعزيز الزني، و”مدرسة السينوغرافيا” التي ينشّطها الفنان والأكاديمي العراقي د.علي محمود السوداني، وتُعقد الورشتان على مدار ستّة أيام.
وينظم المهرجان ثلاث محاضرات: الأولى بعنوان “حضور المرأة في المسرح الليبي بين التجربة والإبداع” للفنانة مهيبة نجيب، والثانية “دلالات وجماليات الأزياء في المسرح” للفنان الصادق قصيعة، وتأتي المحاضرة الأخيرة بعنوان “المشترك بين ضعف الأداء البحثي والأداء الفني في بلادنا” للأكاديمي نجيب الحصادي.
وتمنح هذه الدورة جمهورها فرصة الإطلاع على تجارب مسرحية ليبية وعربية، عبر سلسلة لقاءات تنظمها بعنوان “تجربتي”، يشارك فيها عدد من الفنانين منهم ناجي عبداللطيف، مفتاح الفقيه، سليمان المنفي، خالد الفاضلي، صلاح الأحمر وسعد الدلال.
ويكرّم المهرجان كلا من الفنانين: عبير عيسى من الأردن، هدى عبداللطيف، عبدالعزيز ونيس، عبدالسيد آدم، الطاهر القبائلي، حمادي المدربي، كريمان جبر فرج بوفاخرة، عبدالعزيز الزني وحسين عبدالهادي من ليبيا.
وتتكون لجنة تحكيم العروض من الفنان منصور سرقيوة، رئيس اللجنة وعضوية الفنانة المسرحية حنان الشويهدي، والفنان زلي عصمان، والفنان فرج عبدالكريم، والفنان عادي الجربوع.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الخامسة من مهرجان درنة الزاهرة المسرحي التي نظمت العام الماضي وحملت اسم الفنان الليبي الراحل صالح الأبيض، قد حجبت جوائزها نظرا إلى أن “الأعمال تفتقر إلى نص جيد وعدم وجود رؤية إخراجية وأداء الممثلين كان ضعيفا في الغالب ويحتاجون إلى دورات تدريبية مكثفة”، كما تم التأكيد على ضرورة أن تقدم المشاركات في وقت مبكر خلال الدورات القادمة، وعلى أهمية دعم الفرق والاهتمام بالنص وتقديم رؤى إخراجية تليق بالمسرح.
واستذكرت الدورة الخامسة تاريخ الفن الرابع بالمدينة التي تعتبر عروس الجبل الأخضر، وارتبط اسمها بالفن والمسرح والحب والجمال والانفتاح، وعاشت منذ العام 2011 وحتى صيف 2018 سنوات الإرهاب حيث تحولت إلى أول إمارة لتنظيم القاعدة في الحوض الجنوبي للبحر المتوسط، إلى أن حررها الجيش بعد معارك طاحنة.