روبن أموريم موهبة واعدة تسير على خطى مورينيو
عين مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز البرتغالي روبن أموريم مدربا جديدا ليحل محل إريك تن هاغ أملا في استعادة أمجاده السابقة. وسينضم أموريم (39 عاما) إلى يونايتد بعقد حتى 2027 مع وجود بند يسمح بالتمديد لعام إضافي بمجرد الوفاء بالتزاماته مع سبورتينغ لشبونة، النادي الذي أعاد إحياء مسيرته خلال أربع سنوات ونصف السنة قضاها في منصبه.
وقال يونايتد في بيان "روبن هو أحد أكثر المدربين الشبان إثارة وتميزا في كرة القدم الأوروبية". حاز على العديد من الألقاب كلاعب ومدرب بما في ذلك الفوز بلقب الدوري البرتغالي الممتاز مرتين مع نادي سبورتينغ لشبونة وكان الأول هو اللقب الأول للنادي منذ 19 عاما. وسيستمر رود فان نيستلروي في قيادة الفريق حتى انضمام روبن".
وعرف أموريم بأسلوبه الممتع في الضغط العالي والاستحواذ على الكرة الذي يرضي الجماهير، وقاد سبورتينغ للفوز بلقب الدوري البرتغالي الممتاز في عامي 2021 و2024، ويتصدر الترتيب مرة أخرى هذا الموسم. وارتبط اسم أموريم بعدد من الأندية بما في ذلك ليفربول لخلافة يورغن كلوب الموسم الماضي لكن النادي فضل التعاقد مع أرنه سلوت. كما أجرى محادثات مع وست هام يونايتد ليحل محل ديفيد مويز قبل أن يختار البقاء في لشبونة.
وظهوره في لندن لإجراء محادثات مع وست هام، قبل مواجهة سبورتينغ مع غريمه بورتو، لم يكن جيدا لمشجعي سبورتينغ. واعتذر بعد ذلك عن تصرفه. وسيتولى أموريم واحدة من أكثر الوظائف التي يخضع شاغلها لضغوط كبيرة في عالم كرة القدم وفي ناد يتوق للعودة إلى أيام مجده. وكان تن هاغ، الذي أقيل بعد يوم واحد من الخسارة 2 – 1 أمام وست هام، هو المدرب الخامس بدوام كامل منذ نهاية حقبة أنجح مدرب للنادي وهو أليكس فيرغسون.
والبرتغالي أموريم ليس غريبا عن ضغط ملعب أولد ترافورد، حيث مر بفترة معايشة تدريبية تحت قيادة جوزيه مورينيو في النادي قبل ست سنوات. كما أنه يحظى بإعجاب قائد يونايتد ولاعب خط الوسط البرتغالي برونو فرنانديز الذي قال في وقت سابق إنه “منذ وصول السيد أموريم إلى سبورتينغ، أصبح أحد الفرق التي تقدم أفضل كرة قدم".
وقال فرنانديز في مؤتمر صحفي لمنتخب البرتغال خلال فترة التوقف الدولي "اتسم أداء الفريق بالاتساق، وكانت التعاقدات صحيحة وهم في لحظة جيدة للغاية. إنه فريق مُجهز بشكل جيد للغاية. تدريب سبورتينغ والفوز بالبطولات ليس بالأمر السهل. مر سبورتينغ بفترة 20 عاما دون الفوز بأي بطولة، ووصل أموريم وفاز بالفعل بلقبين، وهذا يدل على أن العمل تم بشكل جيد”. وتابع “هل يتمكن من فعل الشيء نفسه في إنجلترا أو إسبانيا أو أي مكان آخر، لن تعرف أبدا حتى تصل إلى هناك، لكنني متأكد من أن إمكاناته حاضرة ليراها الجميع".
وأموريم، لاعب وسط بنفيكا ومنتخب البرتغال السابق الذي فاز بثلاثة ألقاب في الدوري البرتغالي مع بنفيكا، معروف بكرة القدم السريعة والهجومية. وتستطيع الفرق التي يدربها أموريم القيام بالهجمات المرتدة بسرعة عندما تكون الكرة في حوزتها.
مسؤولية متواصلة
ذكر النادي أن الهولندي رود فان نيستلروي سوف يستمر في منصبه كمدرب مؤقت حتى وصول أموريم، حيث كتب في بيان “يسعد مانشستر يونايتد أن يعلن تعيين روبن أموريم مديرا فنيا للفريق الأول للرجال، مع مراعاة متطلبات تأشيرة العمل”.
وأضاف بيان يونايتد “سيستمر أموريم مع الفريق حتى يونيو 2027 مع خيار التمديد لعام إضافي بمجرد الوفاء بالتزاماته تجاه ناديه الحالي”. وتابع البيان الذي نقلته وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) “روبن هو أحد أكثر المدربين الشباب الواعدين والأعلى تصنيفا في كرة القدم الأوروبية حاليا".
وقال "لقد حصل على العديد من الألقاب كلاعب ومدرب، بما في ذلك الفوز بلقب الدوري البرتغالي الممتاز مرتين مع سبورتينغ لشبونة، كان أولهما أول لقب للنادي في البطولة منذ 19 عاما". وتؤكد مصادر في النادي أن أموريم كان الخيار الأول لإدارة النادي والمدرب الوحيد الذي تحدث معه مسؤولو الفريق، في ظل سجله التدريبي الحافل وملاءمته للهيكل الجديد لكرة القدم في النادي.
وأرسل مانشستر يونايتد وفدا إلى العاصمة البرتغالية لشبونة الاثنين الماضي للتفاوض مع نادي سبورتينغ لشبونة، الذي يتضمن عقده مع المدرب الشاب شرطا جزائيا بقيمة 10 ملايين يورو (10.8 مليون دولار)، وفترة إشعار مدتها 30 يوما تم التمكن من التفاوض بشأنها.
وسيتم التأكد من فريق عمل أموريم في وقت لاحق، وستكون أول مباراة له مع يونايتد أمام فريق إيبسويتش تاون يوم 24 نوفمبر الحالي بالدوري الإنجليزي الممتاز. وسلطت وسائل الإعلام الضوء على تأثير مدرب سبورتينغ لشبونة الحالي على النادي ولاعبيه منذ توليه المهمة في 2020.
وأفادت بأن تشكيلة سبورتينغ لشبونة كانت تبلغ قيمتها في السوق 175 مليون يورو عند وصول أموريم إلى الفريق البرتغالي قبل 4 سنوات. لكن التطور الهائل للاعبين خلال هذه الفترة جعل القيمة ترتفع إلى 444 مليون يورو في الوقت الراهن، كما أن عائدات النادي من بيع اللاعبين ارتفعت إلى 282 مليون يورو في الفترة الأخيرة.
وقدم سبورتينغ لشبونة مجموعة من اللاعبين البارزين لمختلف الأندية الأوروبية، أبرزهم مانويل أوجارتي الذي انتقل إلى باريس سان جرمان مقابل 60 مليون يورو، وكذلك زميله السابق نونو مينديز، الذي انضم إلى نفس الفريق نظير 45 مليون يورو. كما باع سبورتينغ لشبونة لاعب الوسط البرتغالي ماتيوس نونيز إلى وولفرهامبتون مقابل 47 مليون يورو، وبيدرو بورو إلى توتنهام نظير 45 مليون يورو.
التطور الهائل
ومن المنتظر أن يحدث أموريم نقلة نوعية لمانشستر يونايتد، سواء على الصعيد الرياضي أو الاقتصادي، خلال الفترة القادمة. وأفادت تقارير صحفية بأن أموريم سيبدأ مهمته رسميا مع المان يونايتد خلال فترة التوقف الدولي المقبلة، حيث سيقود سبورتينغ أولا في مبارياته الثلاث المقبلة قبل الرحيل.
قبل عشرين عاما سرق جوزيه مورينيو الأضواء. الآن، ينتقل روبن أموريم من البرتغال إلى الدوري الإنجليزي، حاملا تكهنات تتوقّع ارتقاءه إلى مصاف أبرز المدرّبين في أوروبا. كان مورينيو بعمر الحادية والأربعين عندما غادر بورتو متجها صوب تشلسي الذي ترك بصمة دامغة في كرة القدم الإنجليزية، بعدما استحوذ عليه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.
الآن، انتقل أموريم (39 عاما) إلى مانشستر يونايتد للحلول بديلا عن الهولندي إريك تن هاغ المقال من منصبه بسبب سوء النتائج، علما أن اسمه ارتبط سابقا بتدريب ليفربول الإنجليزي بعد رحيل الألماني يورغن كلوب. واللافت أن أموريم المعروف عن فرقه اللعب الاستعراضي، دخل عالم التدريب بعد دورة سريعة في يونايتد تحديدا قبل ست سنوات تحت إشراف مدرب “الشياطين الحمر” السابق مورينيو.
جاء مدرّبون آخرون من البرتغال بسمعة سبقتهم. أخفق أندريه فيلاس - بواش في ترجمة التوقعات، بعد أن سار على خطى مورينيو من بورتو إلى تشلسي في 2011. لكن كل المعطيات تشير إلى أن أموريم سيكون مميزا، على غرار اللقب الذي أطلقه مورينيو على نفسه في 2004.
"لا أعرف ما إذا سأكون جيدا أم سيئا، لكن هذا ما سأكون عليه"، حسب ما قال أموريم لموقع “تريبونا إكسبرسو” في 2017، مؤكّدا خطته للانتقال إلى التدريب. كان لاعب الوسط قد اعتزل اللعب عن 32 عاما، بعد مسيرة جيّدة شوّهتها الإصابات.
صنع أموريم اسما تدريبيا مع سبورتينغ، بيد أنه لمع كلاعب في صفوف غريم العاصمة بنفيكا، النادي الذي شجّعه منذ كان طفلا والذي يحمل عضويته (سوسيو) منذ نعومة أظفاره. وقال في المقابلة نفسها “أرى نفسي مدربا لبنفيكا، أو أحد أكبر الأندية في العالم. الوقت وحده سيخبرنا وسأحتاج إلى الكثيرٍ من الحظ”.
بدأ أموريم مسيرته كلاعب مع بيلينينسيش، الفريق المتواضع في بيليم إحدى ضواحي لشبونة المشهورة بفطائر الكسترد. لعب هناك تحت إشراف المدرّب الحالي للهلال السعودي جورجي جيزوس، فساهم في حلوله خامسا في الدوري وبلوغ نهائي مسابقة الكأس عام 2007. في 2008 انضمّ إلى بنفيكا، فاتّحد بعدها بسنة مع جيزوس مجددا. لعب أموريم غالبا في مركز الظهير الأيمن، بفريق ضمّ البرازيلي دافيد لويز والأرجنتيني أنخل دي ماريا، وخطف اللقب.
في الموسم التالي رضخ بنفيكا لبورتو بقيادة فيلاس – بواش وعانى أموريم من إصابة في ركبته. احتاج إلى إعارة طويلة في صفوف براغا كي يستعيد مستواه ويعيد إطلاق مسيرته، فعاد إلى بنفيكا مع جيزوس في موسم 2013 – 2014. لعب غالبا هذه المرّة في خط الوسط، فتألق وأحرز ثلاثية محلية وبلغ نهائي الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”، حيث خسر بركلات الترجيح أمام إشبيلية الإسباني. لم يصبح لاعبا عالميا من الطراز الرفيع بسبب الإصابة، فأنهى مسيرته الاحترافية معارا في صفوف الوكرة القطري في 2016.
تأثير جيزوس
وصف أموريم مواطنه مورينيو بأنه مرجعه، لكنه يقرّ بأن جيزوس ترك بصمة لديه أكثر من أي مدرّب آخر، إذ لعب تحت إشرافه سبع سنوات. يتذكّر أموريم “هذا مضحك، لأني كلاعب واجهت مشكلات عديدة مع جيزوس، على غرار لاعبين آخرين، لأن جيزوس يرهقك". وتابع “يسعى إلى الكمال حقا. عملت معه فترة طويلة، ومن الواضح أن ما أطلبه من اللاعبين يشبهه تماما، لكني لن أكون مدربا مثل جورج جيزوس، لأن أسلوبينا مختلفان تماما".
أموريم الذي حمل ألوان البرتغال في فعاليات بطولتين من بطولات كأس العالم بدأ التدريب في 2018 بعمر الثالثة والثلاثين فقط، مع نادي كازا بيّا في لشبونة. وأحرز لقب الدرجة الثالثة هناك، لكنه لم يمتلك شهادات التدريب المناسبة وتركه مطلع 2019. بدأ صعوده مع انتقاله إلى براغا، فدرّب فريقه الرديف قبل أن ينتقل إلى الأساسي في ديسمبر 2019.
كان براغا في منتصف الترتيب عندما تسلمه، لكنه نفّذ عملا مميّزا وقاده إلى لقب كأس الرابطة عام 2020، إلى درجة أن سبورتينغ أقدم في مارس من العام ذاته على دفع بنده الجزائي البالغ 10 ملايين يورو، وهو مبلغ خيالي لجلب مدرّب في أي بلد. لم يكن سبورتينغ قد أحرز لقب الدوري البرتغالي منذ 2002، فتحفّظ مشجعوه تجاه خطوة استقدام هذا المشجع لنادي بنفيكا.
قال عند تقديمه "أنا محترف وأنا متحمّس للفوز. أعرف مدى عراقة هذا النادي. لعبت ضدّه. لست شخصا يخفي ماضيه". في أوّل موسم كامل له مع سبورتينغ، أحرز اللقب وخسر مباراة يتيمة، بتشكيلة ضمّت أمثال الإسباني بيدرو بورّو وجواو بالينيا وماتيوس نونيش.
أموريم الذي يحبّ اللعب بثلاثة لاعبين في قلب الدفاع وممارسة ضغط كبير على المنافس عبر الجناحين، قاد سبورتينغ إلى دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا. حصد معه لقبا ثانيا في الدوري البرتغالي عام 2024، علما أن سبورتينغ كان قبل قدومه أحرز لقبين فقط في آخر 38 عاما. كمل حل وصيفا في مسابقة الكأس أمام بورتو (1 – 2 بعد التمديد).
تحت إشرافه تألق لاعبون أمثال المهاجم الإنجليزي ماركوس إدواردز ورأس الحربة السويدي فيكتور غيوكيريش. وقال وكيل غيوكيريش، حسن تشيتينكايا، لصحيفة “أ بولا”، "اخترت سبورتينغ لفيكتور فيما عرضت عليه ثمانية أندية عقودا أفضل". وتابع "اخترت سبورتينغ بسبب روبن أموريم".