صناعة الطيران المغربية تستعد للاندماج بشكل أكبر في العهد الصناعي الجديد

وكالة أنباء حضرموت

أكد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش إيلاء العاهل المغربي الملك محمد السادس عناية كبيرة لصناعة الطيران في البلاد، لافتا إلى التوجه نحو الاندماج بشكل أكبر في العهد الصناعي الجديد، من خلال تعزيز جاذبية المملكة، ودعم الشركات الناشئة لمواصلة تطوير القطاع.

ويأتي ذلك في إطار المراهنة على تموقع المملكة المغربية كشريك موثوق به ومنصة إقليمية لتنمية قطاع الطيران.

وقال عزيز أخنوش إن “طموح الملك محمد السادس في جعل المغرب فاعلا أساسيا في منظومة صناعة الطيران العالمية، يمنحنا اليوم حافزا كبيرا للمضي قدما في تطوير هذا القطاع، وتعزيز جاذبية المملكة للاستثمارات في مجال صناعة الطيران”، مشيرا إلى “تخطيط المغرب بشكل دقيق، في ظل كل هذه المتغيرات الإيجابية داخل القطاع، ولمواكبة التغيير الكبير الذي تعرفه صناعة الطيران في العالم، لولوج الصناعات متزايدة التعقيد، مع التركيز بشكل خاص على تقنيات الصناعة الرقمية المتقدمة”.

وأضاف أخنوش أنه “يجري حاليا تطوير قطاعات جديدة ومتزايدة التعقيد، مع التركيز على ظهور مهن أكثر تخصصا، خاصة ما يرتبط بالمقصورة الداخلية للطائرات، وتطوير تفكيك الطائرات، والصيانة والإصلاح، وتحويل الطائرات التجارية إلى طائرات الشحن، وذلك من خلال الشراكات بين مجموعات دولية كبيرة والجهات الفاعلة المحلية”.

وافتتحت الأربعاء بمراكش فعاليات الدورة السابعة من المعرض الدولي للطيران، الذي يعد حدثا بارزا في مجال صناعات الطيران والفضاء على المستوى الأفريقي، ويمتد من 30 أكتوبر الماضي إلى يوم الغد الـ2 من نوفمبر.

وأثبتت المملكة خلال السنوات الأخيرة قدراتها على كافة مستويات الإنتاج، لتستقطب شركاء دوليين بارزين، إذ وعلى هامش انطلاق الدورة السابعة لمعرض مراكش الدولي للطيران تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الحكومة المغربية وشركة “إمبراير” البرازيلية لصناعة الطيران من أجل إطلاق مشاريع مشتركة في صناعة الطيران المغربية، بما يشمل الطيران التجاري والدفاع والتنقل الجوي الحضري.

وأكد بلاغ وزارة الصناعة والتجارة أن مذكرة التفاهم الموقعة مع شركة الطيران البرازيلية في شخص أرجان ميجر، المدير العام للشركة، تعكس “الرغبة المشتركة في تعزيز وتوسيع نطاق التعاون والاستثمارات بين الجمهورية الفيدرالية للبرازيل والمملكة المغربية، لتعزيز التعاون الأطلسي بين مرجعين بارزين من دول الجنوب”.

وأفاد أرجان ميجر أن “الأمر يتعلق بالنسبة إلى الشركة بفرصة فريدة لتطوير علاقة بعيدة الأمد مع صناعة الطيران المغربية المتميزة بقوتها وحيويتها”، لافتا إلى أن “ما يبعث على الارتياح هو أن نرى شركاءنا الجُدد في الرباط يولون الأهمية نفسها للكفاءات والتكوين كما هو الشأن بالنسبة إلينا في شركة إمبراير، ونحن نتطلع إلى إحداث التغيير المطلوب سويّاً وتنمية الصناعة ورفع مستوى الفوائد بالنسبة إلى الجميع وإلى أقصى درجة ممكنة”.

وتستمد صناعة الطيران المغربي قوتها من خلال العديد من البرامج والمشاريع الهيكلية لمواكبة الفاعلين الصناعيين، على غرار: ميثاق الاستثمار الجديد، والإستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، وخلق 22 منطقة جديدة للتسريع الصناعي، وغيرها.

وأكد الباحث في الشؤون الإستراتيجية هشام معتضد أن “التفكير في توطين صناعة الطيران المدني والعسكري، يعتبر جزءا من إستراتيجية بعيدة المدى لتعزيز استقلالية الرباط في مجال الدفاع وتحقيق السيادة الدفاعية باستقبال المشاريع الاستثمارية، ويمكن أن يتبع هذا التوجه مع بداية الألفية الثالثة، كدفعة جديدة برزت في العقد الأخير في ظل التحولات الجيوسياسية، الإقليمية والدولية”.

وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن “هذه الخطوة ليست مجرد استجابة لحاجة محلية، بل هي جزء من تحول شامل في مقاربة المغرب للأمن القومي المرتبط بتوطين الصناعات الإستراتيجية، حيث تعتمد الدولة على تطوير قدرات لتصنيع الطائرات العسكرية والمدنية، وتقلل من الاعتماد على الخارج في تأمين المعدات الحساسة”.

وارتباطا بطموح المغرب في تحقيق استقلالية دفاعية بتقليص اعتماده العسكري على  مصادر خارجية، أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبداللطيف لوديي، خلال كلمة له في افتتاح المعرض الدولي للطيران، أن “المغرب عمد إلى تنويع مجالات قطاع صناعات الطيران، لتشمل الصناعات المدنية والدفاعية، وأن المملكة تمهد لإرساء دعائم صناعة دفاعية وطنية، معتمدة في ذلك على جذب الاستثمار الخارجي وتوطين التكنولوجيا العسكرية، مع تعبئة الفاعلين العموميين والخواص المحليين للدخول في شراكات مع مستثمرين أجانب”.

ولفت لوديي إلى “استفادة أنشطة هذه الصناعة من التدابير الداعمة للاستثمار، والتي أعطت دفعة كبيرة للصناعة العسكرية والدفاعية والأمنية بشكل عام، وصناعة الطائرات العسكرية على وجه الخصوص، بالموازاة مع التطور الذي عرفه ميدان الطيران المدني، حيث تم خلق الظروف الملائمة لتحقيق التكامل بين القطاعين المدني والدفاعي، وتحسين مناخ الأعمال وصقل المهارات وإحداث منشآت للتكوين والبحث”.

وفي هذا السياق، قال مسؤولو شركة “إمبراير” للدفاع والأمن إن “المغرب في الطريق إلى أنْ يصبح شريكا رئيسيا لشركة إمبراير للدفاع والأمن، ونحن نلتزم بالتعاون بشكل وثيق مع القوات الجوية الملكية المغربية لجعل الطائرة C-390 خيارا مرجعيا لتعزيز قدراتها المستقبلية في مجال النقل الجوي التكتيكي، إذ يشمل دعمنا بالنسبة إلى أسطولها الجوي الصيانة والخدمات اللوجستية وتكوينا كاملا”، مؤكدين على “هذه اللحظة المثالية لتفكر القوات الجوية الملكية المغربية في الانضمام إلى هذه المجموعة المتينة”.

ويمثل الاتفاق حسب وزير الصناعة والتجارة رياض مزور “لحظة حاسمة في تطور صناعتنا الخاصة بالطيران، مما يعزز تعهدنا حيال التميز وجلب استثمارات إستراتيجية للرواد العالميين للصناعة، كما سيحفز هذا الاتفاق أوجه تآزر أكثر رسوخا بين المغرب وشركة إمبراير الرائدة في مجال الصناعة؛ مما سيساهم في تسريع طموحاتنا المشتركة ويطلق العنان لإمكانات إنجاز ضخمة في مجال الطيران”.