حراك أمريكي دبلوماسي بالمنطقة.. لبنان وغزة و«الصفقة» المرتقبة
رحلة شرق أوسطية لاثنين من كبار مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسط حديث عن مقترح جديد لإنهاء الحرب في لبنان
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن مستشاري بايدن سيزورون إسرائيل لمحاولة إبرام صفقة لإنهاء الحرب في لبنان
ونقل الموقع عن ثلاثة مصادر مطلعة مباشرة على الرحلة، قولها إن مستشارين كبيرين للرئيس بايدن سيصلان إلى إسرائيل، اليوم الخميس، لمحاولة إبرام صفقة من شأنها إنهاء الحرب في لبنان والسماح للمدنيين النازحين من جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم.
تفاصيل الاتفاق
في هذه الأثناء، كشف مسؤولون إسرائيليون أن الاتفاق الذي يجري مناقشته يستند إلى إعادة تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى حرب 2006 في لبنان.
وأوضحوا أن الاتفاق الذي يجري النظر فيه يتصور إعلان وقف إطلاق النار يتبعه فترة انتقالية مدتها 60 يومًا.
وخلال هذه الفترة الانتقالية، سينقل حزب الله أسلحته الثقيلة شمال نهر الليطاني بعيدا عن الحدود الإسرائيلية.
وسينشر الجيش اللبناني حوالي 8000 جندي على طول الحدود مع إسرائيل والذين سينضمون إلى قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل هناك.
وستنسحب قوات الجيش الإسرائيلي تدريجيا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وقبل أسبوعين، قدمت إسرائيل للولايات المتحدة وثيقة بشروطها لحل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان، حسبما أفاد موقع أكسيوس.
أحد المطالب، كان السماح للجيش الإسرائيلي بالانخراط في "الإنفاذ النشط" لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله وإعادة بناء بنيته التحتية العسكرية في مناطق جنوب لبنان القريبة من الحدود.
اتفاق في غضون أسابيع
ووفق مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، فإنه من الممكن التوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي القتال بين إسرائيل وحزب الله في غضون أسابيع قليلة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد عقد اجتماعا مع العديد من الوزراء وكبار قادة الجيش وأجهزة الاستخبارات، مساء الثلاثاء. لمناقشة الاتفاق المحتمل، حسبما كشف مسؤولون إسرائيليون.
وقال هؤلاء إن مستشار بايدن آموس هوكشتاين كان ينتظر القادة الإسرائيليين لاتخاذ قرار بشأن المضي قدمًا في الاتفاق قبل سفره إلى تل أبيب.
ويرى مسؤولون إسرائيليون أن زيارة هوكشتاين وماكجورك تشير إلى أن نتنياهو يؤيد السعي إلى الاتفاق.
ورفض البيت الأبيض التعليق على هذه التفاصيل.
لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا، ذكر أن كبار المسؤولين في واشنطن "يتابعون مجموعة من الأمور في المنطقة ومع نظرائهم الإسرائيليين".
وقال المسؤول إن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز سيصل إلى القاهرة، اليوم الخميس "للتواصل مع نظرائه المصريين بشأن المسائل الثنائية وكذلك عملية تأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة".
وأضاف "يسافر قائد القيادة المركزية الجنرال إريك كوريلا إلى المنطقة لمناقشة الدفاع الإقليمي وسيزور إسرائيل للتواصل مع نظرائه وموظفي الولايات المتحدة".
وعلى مدار أكثر من عام، عمل هوكشتاين على التوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي القتال بين إسرائيل وحزب الله.
ولكن حزب الله رفض لعدة أشهر الموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية في غزة.
وفي الأسابيع الأخيرة، وبعد سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أضعفت حزب الله بشكل كبير، بدأ الحزب في تغيير مساره.
والأسبوع الماضي، زار هوكشتاين بيروت، وحصل على رد إيجابي من المسؤولين اللبنانيين حول إمكانية التحرك نحو وقف إطلاق النار بغض النظر عن الحرب في غزة. وفق أكسيوس.
المزيد من الانفتاح
ومن الجانب الإسرائيلي، كانت هناك أيضا علامات على المزيد من الانفتاح على إنهاء الحرب في لبنان.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الجيش قريب جدا من إنهاء عمليته البرية في القرى في جنوب لبنان القريبة من الحدود مع إسرائيل.
ووفق المصادر نفسها، فإن الجيش الإسرائيلي أوصى نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بأن الوقت الحالي سيكون مناسبا للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء القتال مع حزب الله وتجنب التورط في حرب في لبنان.
ماذا سيحصل في حال الاتفاق؟
ففي حال توصل مستشارا بايدن الكبيران آموس هوكشتاين وبريت ماكجورك إلى اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله خلال زيارتهما، فإن ذلك من شأنه أن يخفف بشكل كبير من حدة الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط لأول مرة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أنه بعد الضربات التي تعرض لها حزب الله في الشهرين الماضيين، بما في ذلك مقتل زعيمه حسن نصر الله، فإنه مستعد أخيرا لفصل نفسه عن حماس في غزة.