ايران و”التغيرات الجيوسياسية الواسعة في الشرق الأوسط”

صحيفة حكومية : ايران و”التغيرات الجيوسياسية الواسعة في الشرق الأوسط”

في هذه الأيام، تعيش سلطة ولاية الفقيه في إيران أزمة حادة نتيجة سياساتها العدوانية وإثارة الحروب إلى بنيتها وهيكلها. فهذه السياسة نفسها التي ترتكز على الحرب والعدوان كانت دوماً أساساً للقمع الاجتماعي والنهب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني، مما جعل المجتمع مهيأً للانفجار والانتفاضة، وهو الكابوس الفعلي للنظام الحاكم.

صحيفة حكومية : ايران و”التغيرات الجيوسياسية الواسعة

حفظ الصورة
نظام مير محمدي
وکالة انباء حضر موت

صحيفة حكومية : ايران و”التغيرات الجيوسياسية الواسعة في الشرق الأوسط”

في هذه الأيام، تعيش سلطة ولاية الفقيه في إيران أزمة حادة نتيجة سياساتها العدوانية وإثارة الحروب إلى بنيتها وهيكلها. فهذه السياسة نفسها التي ترتكز على الحرب والعدوان كانت دوماً أساساً للقمع الاجتماعي والنهب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني، مما جعل المجتمع مهيأً للانفجار والانتفاضة، وهو الكابوس الفعلي للنظام الحاكم.

وكانت السياسة الخارجية للنظام الإيراني دائماً قائمة على ركيزتين: الإرهاب الدولي وإثارة الحروب في المنطقة، والاستفادة السياسية من تساهل الغرب معها. هذه السياسة ذات الوجهين، داخلياً تعني القمع والجرائم بحق الشعب الإيراني، وكانت لسنوات طويلة أساساً للاستراتيجية السياسية والدينية التي يعتمد عليها النظام.

لفهم هذا الوضع، يجب أن نتذكر دائماً أن تغيير الاستراتيجية أو الفشل الاستراتيجي في عالم السياسة له ثمن باهظ. هذا الثمن قد يصل في بعض الأحيان إلى القضاء على من يتبنى هذه الاستراتيجية، ولا يترك له مجالاً لإعادة البناء أو استعادة القوة.

تأثيرات الفشل الاستراتيجي تبدأ أولاً على الهيكل السياسي، كالحكومة أو التحالف السياسي، ثم تثير المجتمع لردة فعل لا مفر منها. وكما شهدنا على مر السنين، لم تستطع أي حكومة إصلاحية، حتى تلك التي يؤيدها خامنئي، تغيير هذه السياسة، لأن تغيير أسس السياسة الخارجية القائمة على دعم الإرهاب في المنطقة يعني مواجهة الشعب داخل إيران.

اليوم، هذه السياسة والاستراتيجية، بسبب فقدانها الدعم من الشعب الإيراني وجرائمها المتزايدة، أصبحت تعاني من عقوبات ذاتية تلقائية، حيث بدأت آثارها تتسرب إلى داخل النظام الحاكم أكثر من أي وقت مضى.

ومن بين أبرز هذه العقوبات الذاتية هو ما نشاهده يومياً في وسائل الإعلام الحكومية، حيث تنعكس تداعيات هذه الفشل على القيادة، مما يؤدي إلى نوع من المحاسبة غير المباشرة لخامنئي نفسه. في مقال لصحيفة “هم‌میهن” بتاريخ ١٠ أكتوبر ٢٠٢٤، تم توصيف الوضع الحالي للنظام بعد أربعين عاماً من التوسع المقترن بالجرائم والنهب ضد الشعب الإيراني بعبارة قصيرة:

«إيران، بعد حوالي أربعة عقود، أصبحت الآن في وضع حساس وهش».

وهذا مجرد بداية لظهور آثار الفشل الاستراتيجي السياسي والديني الذي بدأ مع خميني ووصل إلى خامنئي. هذا الفشل الذي سيغير “الآفاق الجيوسياسية في الشرق الأوسط” ليس فقط على مستوى المنطقة، بل أيضاً داخل إيران نفسها، كما يشير المقال:

«قد تؤدي دومينو التحولات في لبنان إلى تغييرات واسعة في الآفاق الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وإذا حدث ذلك، ستواجه إيران مشاكل في استراتيجيتها الإقليمية. وإذا حدث هذا الأمر، فإن إيران لن تواجه فقط مشاكل في المنطقة بل ستكون في مأزق داخلي أيضاً».

كما أشرنا سابقاً، فإن آثار السياسات العدوانية تتسارع وتعود لتضرب هيكل النظام وأركانه. لقد وصلت هذه الحقيقة إلى حد أن محمد جواد لاريجاني، أحد المدافعين عن “حقوق الإنسان الإسلامية” والمقربين من السلطة، ظهر في التلفزيون الحكومي ليعترف بتصاعد الاحتجاجات داخل النظام ويطمئن أنصاره قائلاً «النصر الحقيقي قريب». في حديثه بتاريخ ٨ أكتوبر ٢٠٢٤ على قناة الأخبار الحكومية، قال:

«الآن، يتم الترويج لفكرة أنكم عرضتم حياة المسلمين للخطر بلا جدوى. لماذا شجعتم على خطوة أكبر من إمكانياتكم؟ لماذا شجعنا حزب الله في لبنان؟».

هنا نرى اعترافه بأن جذور التوسع والعدوان موجودة في سياسات خميني وخامنئي، ويقر أيضاً بأن آثار الفشل الاستراتيجي قد وصلت إلى معاقل النظام وأخذت طابع “الدومينو”.

جميع الطرق التي تم اتباعها والتجارب المريرة التي عاشتها شعوب المنطقة تنذر بأن العقوبة الذاتية للنظام الإيراني ستؤدي في نهاية المطاف إلى انتفاضة وثورة تحدد مصير الوطن والمنطقة.