احتجاجات واسعة للعمال و المتقاعدين في عدة مدن إيرانية

في يوم الاثنين 7 أكتوبر، شهدت إيران موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في عدة مدن من بينها طهران، بوشهر، إيلام، رشت، أردبيل، كرمانشاه، عسلوية، زنجان وهشتگرد.

مهدي عقبائي
وكالة انباء حضرموت

في يوم الاثنين 7 أكتوبر، شهدت إيران موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في عدة مدن من بينها طهران، بوشهر، إيلام، رشت، أردبيل، كرمانشاه، عسلوية، زنجان وهشتگرد. العمال والمتقاعدون وموظفو الشركات تجمعوا في مسيرات احتجاجية للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، وزيادة الرواتب، ووقف الظلم والتعسف الذي يتعرضون له من قبل النظام. وعلى الرغم من تزايد حدة الاحتجاجات، يواصل النظام التعامل مع هذه المطالب بالقمع والتجاهل.

وفي طهران، استأنف العمال المتعاقدون مع شركة الاتصالات تجمعهم الاحتجاجي، محتجين على عدم استجابة السلطات لمطالبهم المستمرة. ردد المحتجون شعارات تسأل عن مصير الأموال الضخمة التي تحققها الشركة، بينما يُحرمون من حقوقهم الأساسية ومن تحسين ظروفهم المعيشية.

وفي بوشهر، نظّم موظفو شركة تكرير الغاز “فجر جم” وقفة احتجاجية، مطالبين بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل. هؤلاء العمال يعانون من تدني الأجور وسوء ظروف العمل في واحدة من أكبر شركات إنتاج الغاز في إيران، وهو ما يفاقم معاناتهم الاقتصادية.

وفي عسلوية، شهدت مواقع الشركات النفطية والغازية احتجاجات واسعة من قبل العمال الذين يطالبون بتحسين الأجور وظروف العمل. مطالبهم تتعلق بحقوقهم الاقتصادية ومعيشتهم اليومية في مواجهة الظروف الصعبة.

وفي إيلام، احتشد متقاعدو شركة الاتصالات الإيرانية احتجاجاً على عدم تنفيذ النظام قوانينه الخاصة التي تنص على رفع معاشات المتقاعدين بما يتماشى مع تكاليف المعيشة. هؤلاء المتقاعدون يطالبون بتحقيق العدالة وضمان حياة كريمة بعد سنوات من الخدمة.

وفي رشت، استمر متقاعدو شركة الاتصالات الإيرانية في احتجاجاتهم الأسبوعية، مطالبين بزيادة معاشاتهم وتحقيق حقوقهم الأساسية. المحتجون ندّدوا بالمساهمين الظالمين، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا حتى تتحقق مطالبهم المشروعة.

وفي أردبيل، تجمّع متقاعدو شركة الاتصالات الإيرانية مجددًا، معبرين عن غضبهم من تدني المعاشات وتجاهل الحكومة لمطالبهم. هذه الاحتجاجات تأتي ضمن سلسلة من الاحتجاجات التي تشهدها البلاد للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية.

وفي كرمانشاه، تظاهر متقاعدو شركة الاتصالات ضد الظلم الذي يمارسه اللجنة التنفيذية‌ وتعاون الحرس (مالكي شركة الاتصالات)، رافعين شعارات تندد بالظلم الذي يتعرض له الشعب من قبل النظام.

وفي زنجان، تجمع متقدمو مشروع “M6” احتجاجاً على عدم تسليم وحداتهم السكنية رغم تسديدهم لكامل المبالغ المستحقة. انتقلت الاحتجاجات إلى مبنى المحافظة بعد تجاهل مسؤولي شركة “جهاد نصر” لمطالبهم.

وفي هشتگرد، تجمع أعضاء مشروع الإسكان التابع لتعاونية عمال الكهرباء أمام مبنى ديوان العدل الأعلى، رافعين شعارات تدعو إلى اقتلاع جذور الظلم وتندد بالفساد والتقصير الحكومي في تحقيق مطالبهم.

وأكثر من80% سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر، ويعاني المتقاعدون والعمال من أسوأ الأوضاع المعيشية في البلاد. الاحتجاجات المتزايدة تأتي نتيجة لسياسات اقتصادية فاشلة وتجاهل الحكومة لمطالب الشعب. من المتوقع أن تستمر هذه الاحتجاجات في التصاعد مع تدهور الأوضاع المعيشية.

رد فعل نظام الملالي على هذه الاحتجاجات لم يتغير، حيث كان ولا يزال القمع هو الحل الوحيد الذي يتبعه في مواجهة أصوات الشعب. هجوم القوات الأمنية على تجمعات المتقاعدين في طهران وممارسات العنف ضدهم هو دليل على إصرار النظام على إسكات أي محاولة للتعبير عن الاستياء.

هذا النظام لا يهتم بأوضاع الشعب، وكل تركيزه ينصب على إشعال الحروب في المنطقة وتمويل البرنامج النووي. وبحسب الخبراء، فإن النظام يرى في السلاح النووي وسيلة لضمان بقائه في مواجهة الضغوط الدولية. وقد تجلى هذا بوضوح في خطب علي خامنئي الأخيرة التي ركزت على الحرب والإرهاب دون أن يذكر معاناة الشعب الإيراني ومعاناتهم اليومية مع الفقر والبطالة