إيران تواجه تهديدًا وشيكًا بسبب ظاهرة الهبوط الأرضي

إيران تواجه تهديدًا وشيكًا بسبب ظاهرة الهبوط الأرضي

أصدر مسؤول رفيع في وزارة الطرق للنظام الإيرانية تحذيرًا صارخًا بشأن التهديد المتزايد الذي يشكله الهبوط الأرضي في جميع أنحاء البلاد. ووفقًا لعلي بيت اللهي، رئيس قسم الزلازل والمخاطر في مركز أبحاث الطرق والإسكان والتعمير، فإن البلاد تواجه أزمة متسارعة قد تكون لها عواقب كارثية.

إيران تواجه تهديدًا وشيكًا بسبب ظاهرة الهبوط الأرضي

حفظ الصورة
نظام مير محمدي
وکالة انباء حضر موت

إيران تواجه تهديدًا وشيكًا بسبب ظاهرة الهبوط الأرضي

أصدر مسؤول رفيع في وزارة الطرق للنظام الإيرانية تحذيرًا صارخًا بشأن التهديد المتزايد الذي يشكله الهبوط الأرضي في جميع أنحاء البلاد. ووفقًا لعلي بيت اللهي، رئيس قسم الزلازل والمخاطر في مركز أبحاث الطرق والإسكان والتعمير، فإن البلاد تواجه أزمة متسارعة قد تكون لها عواقب كارثية. حيث أكد بيت اللهي أنه لم يعد أمام إيران سوى 5 إلى 10 سنوات لاتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذ مدننا وقرانا من هذا الخطر الداهم.

وفي حديثه لصحيفة اعتماد، أشار بيت اللهي إلى أن ظاهرة الهبوط الأرضي، التي تتسبب في هبوط تدريجي لسطح الأرض، لا تقتصر على الهضبة الجافة في وسط إيران، بل تُلاحظ أيضًا في مناطق مثل محافظة جلستان، شرق محافظة مازندران، ومحافظات أردبيل وأذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية، وهي مناطق عادة ما تشهد هطول أمطار أفضل مقارنة بالمناطق الوسطى من البلاد. وأكد بيت اللهي أن هذه المشكلة منتشرة وتشمل جميع محافظات البلاد. كما شدد على أنه في حال توافر عزم جدي لمواجهة هذا الخطر، يمكن السيطرة على الوضع.

وأوضح بيت اللهي أن عدة محافظات، بما في ذلك خراسان رضوي، طهران، فارس، كرمان، وأصفهان، وصلت إلى مرحلة حرجة للغاية من حيث معدلات الهبوط الأرضي. وفي 11 محافظة، يتجاوز معدل الهبوط السنوي 10 سنتيمترات. وحذر من أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فقد تواجه إيران هبوطًا يصل إلى 3 أمتار في مستوى الأرض خلال الثلاثين عامًا المقبلة، وهو ما وصفه بـالكارثة المحتملة.

وفي تصريح ذي صلة، كان نائب وزير الطاقة لشؤون المياه والصرف الصحي قد أعلن سابقًا عن أزمة هبوط أرضي في 359 سهلًا في جميع أنحاء البلاد. وأوضح المسؤول أن 28% من الآبار الزراعية في البلاد، والتي تقدر بحوالي 117 ألف بئر، تقع في مناطق تجاوزت فيها معدلات الهبوط الأرضي 10 سنتيمترات سنويًا. ويُعد الإفراط في استغلال المياه الجوفية أحد الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة.

وفي ديسمبر 2023، أبلغ خبير آخر من مركز أبحاث الطرق والإسكان والتعمير عن ظهور علامات مقلقة للهبوط الأرضي على طول سكة الحديد بين طهران ومشهد. وأوضح أن الجزء القريب من ورامين ونیشابور يظهر آثارًا خطيرة للغاية من الهبوط الأرضي التي أصبحت بالفعل واضحة بشكل كبير.

كما أشار مركز الأبحاث التابع لمجلس النظام، في تقرير صدر في 4 ديسمبر 2023، إلى أن أكثر من 35% من سكان البلاد معرضون لخطر الهبوط الأرضي. وتم تحديد العديد من العوامل البيئية، مثل بناء السدود بشكل مفرط دون مراعاة العواقب البيئية، والاستخدام غير المستدام للمياه الجوفية، كأسباب رئيسية للهبوط الأرضي في إيران.

وعلى الرغم من خطورة الوضع، ما زالت الحكومة الإيرانية مستمرة في دفع سياسات تفاقم المشكلة، مثل السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج المنتجات الزراعية وتشجيع زيادة النمو السكاني. هذه السياسات، إلى جانب نضوب مصادر المياه الجوفية، تعرض التوازن البيئي الهش في إيران لمزيد من الخطر.

وتُظهر التحذيرات العاجلة والبيانات المقلقة من الخبراء الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية. وإذا استمر المسار الحالي دون ضبط، فقد تواجه إيران أضرارًا بيئية لا رجعة فيها، مما يعرض حياة وسبل عيش الملايين للخطر.

ويتضح أن النظام الإيراني يولي الأولوية للصراعات الإقليمية وإشعال الحروب في المنطقة، إلى جانب الاستثمارات الكبيرة في المشاريع النووية، بدلاً من التركيز على التحديات البيئية والاقتصادية الداخلية الخطيرة التي تهدد البلاد. إن التجربة التي امتدت لأكثر من 40 عامًا من حكم هذا النظام أثبتت أن استمرار هذا النهج السياسي سيؤدي إلى تفاقم الأزمات في إيران، مما يدفع بالبلاد نحو مزيد من التدهور والانحدار على كافة الأصعدة، سواء كانت بيئية أو اقتصادية أو اجتماعية.