الذكرى الـ10 لبيعة الملك سلمان.. عقد من الولاء والحب لـ«قائد استثنائي»
عقد من الولاء والحب والإنجازات يحتفي به السعوديون اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى العاشرة لبيعة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ويوافق اليوم مرور 10 أعوام هجرية على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم.
وتمت مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً للمملكة العربية السعودية يوم 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير/كانون الثاني 2015.
ويحتفي السعوديون بهذه المناسبة وقلوبهم تفيض بمشاعر الحب والامتنان والتقدير للملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهم يعيشون قصة نجاح تمكنت خلالها القيادة السعودية من تحقيق منجزات، طورت مختلف أوجه الحياة خلال سنوات معدودة، وقادتها إلى ما بات يوصف بـ"سعودية جديدة" بفضل إصلاحات تاريخية، ورؤية تنموية طموحة ترسم ملامح مستقبل مشرق، عبر خارطة طريق تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات ضمن رؤية 2030.
وتحتفي المملكة بتلك الذكرى، فيما تستعد لاستضافة إكسبو 2030، وتنظيم كأس العالم عام 2034.
وخلال سنوات قليلة أصبحت السعودية مركزاً عالمياً لأهم الأحداث الرياضية والثقافية والترفيهية، وقبلة لنجوم العالم في الرياضة، جنبا إلى جنب مع استضافتها قمما سياسية إقليمية ودولية، مما تعيد تشكيل خارطة التحالفات بين المملكة والمنطقة بمختلف أقطاب العالم، في ظل استمرار سعيها لتعزيز التضامن الخليجي والعربي.
احتفاء خاص
ويحتفل السعوديون بتلك الذكرى وهم يستذكرون بفخر وامتنان سنوات العز والرخاء والإنجازات تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتصدرت الصفحات الأولى للصحف السعودية الصادرة اليوم عناوين رئيسية عن الاحتفالية بتلك المناسبة، حيث صدرت جريدة الوطن تحت عنوان "عقد من الولاء والحب"، وجريدة عكاظ تحت عنوان "نبايعكم على السمع والطاعة"، وجريدة الرياض تحت عنوان "حكمة ملك وازدهار وطن".
وتحت عنوات "قائد استثنائي" قالت جريدة الرياض في افتتاحيتها "في الذكرى العاشرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ترتسم الابتسامة على وجه كل مواطن ومواطنة، وهم يشعرون بالفخر والعزة، لأن قائد البلاد "استثنائي" في إنجازاته وسيرته الذاتية، وقضى عقوداً طويلة في خدمة الوطن والمواطن، من خلال المناصب المتعددة التي تولاها، وصولاً إلى منصب "ملك المملكة العربية السعودية".
وتابعت "في الذكرى العاشرة للبيعة نستلهم العبرة، ونستقي الدرس من مسيرة الملك سلمان -حفظه الله- الذي استثمر حكمته، في إعادة صياغة الوطن على ثوابت قوية، ومرتكزات راسخة، نقلت المملكة إلى أبعد نقطة من التقدم والازدهار، تحت مظلة رؤية 2030، التي نجحت وبامتياز في تحقيق أهدافها وتطلعاتها التي لا حصر لها".
مواقع التواصل تحتفي
أيضا احتفى المغردون السعوديون على موقع التواصل "إكس" بالذكرى العاشرة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد.
وأكدوا، في تغريداتهم، تجديد البيعة والولاء للعاهل السعودي وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وأطلق المغردون عدة هاشتاغات، احتفاء بتلك المناسبة، من بينها #ذكري_البيعه_العاشرة، و #خادم_الحرمين_الشريفين، و#سلمان_بن_عبدالعزيز .
واحتفاء بتلك المناسبة غرد مانع بن عفتان، قائلا "10 أعوام من الفخر والاعتزاز، على السمع والطاعة نجدد الولاء والبيعة لمليكنا #خادم_الحرمين_الشريفين الملك_سلمان_بن_عبدالعزيز سائلين الله أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار".
بدورها، غردت مها العنزي، مجددة البيعة لقائد مسيرة التنمية، قائلة "10 أعوام من الفخر والاعتزاز على السمع والطاعة نجدد الولاء والبيعة لقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سائلين الله أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار".
في السياق نفسه، قال د.عبدالله بن إبراهيم "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الله يحفظه ويرعاه ويمد بعمره. سنوات زاهيات زاهرات في عهده الزاهر الميمون. نفخر ونفاخر بالإنجازات على كافة المستويات."
بدورها قالت د.تهاني الدسيماني "نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين_الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان ويُديمهم عزاً و ذخراً وفخراً للوطن".
على الصعيد ذاته، غرد حساب يحمل اسم "سفيرة النصر"، قائلة: "يحتفل الشعب السعودي بـ#ذكرى_البيعة_العاشرة لتولي #خادم_الحرمين_الشريفين الملك #سلمان_بن_عبدالعزيز حفظه الله مقاليد الحكم الملك العظيم الذي لم يألُ منذ توليه الحكم جهداً في المضي قدماً بمسيرة الوطن نحو التقدم والازدهار وتحقيق الإنجازات، نسأل الله أن يمدّ بعمرك ويُديمك ذخراً وفخراً وعزاً لوطنك وشعبك وأمتك" .
سيرة حافلة بالعطاء
ويحتفل السعوديون بتلك الذكرى وهم يستذكرون بفخر وامتنان سيرة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، التي ترتبط بشكل وثيق بمسيرة المملكة ونهضتها وتطورها.
ولد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 31 ديسمبر/كانون الأول 1935 بعد 3 أعوام فقط من قيام والده بتوحيد الدولة وتحويل اسمها من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية يوم 23 سبتمبر/أيلول عام 1932م، الموافق 17 جمادى الأولى عام 1351هـ.
والملك سلمان هو الابن الـ25 من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ونشأ مع إخوته في القصر الملكي بالرياض، حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم.
وقد عاصر الملك سلمان جميع ملوك المملكة منذ تأسيسها على يد والده، وعمل معهم منذ أن دخل العمل السياسي في الـ19 من عمره أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة عام 1954.
وفي العام التالي عين أميراً لمنطقة الرياض، إحدى أكبر مناطق السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة، خلال الفترة من 18 أبريل/نيسان 1955 حتى استقالته في 25 ديسمبر/كانون الأول 1960، وفي 4 فبراير/شباط 1963 أعيد تعيينه أميراً للمنطقة نفسها، ليستمر في منصبه لأكثر من 5 عقود، أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها نحو 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نمواً وتطورا في العالم العربي.
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 صدر قرار من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آنذاك وزيراً للدفاع، وشهدت الوزارة في عهده تطويراً شاملاً لجميع القطاعات في التدريب والتسليح.
ثم في 18 يونيو/حزيران 2012، أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً باختياره ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع.
تولي مقاليد الحكم
عقب وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في 23 يناير/كانون الثاني 2015 (الموافق 3 ربيع الآخر 1436هـ) تمت مبايعته ملكاً، ليصبح الملك سلمان بن عبدالعزيز سابع ملك للمملكة العربية السعودية.
ومنذ مبايعته شهدت المملكة المزيد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية.
وعقب توليه الحكم أعاد تشكيل مفاصل الدولة على مختلف الأصعدة، فقد أصدر أمرا ملكيا في 29 يناير/كانون الثاني 2015 تضمن إلغاء 12 لجنة ومجلسا، أبرزها مجلس الأمن الوطني والمجلس الاقتصادي الأعلى، واستبدلهما بمجلسين يرتبطان تنظيميا بمجلس الوزراء هما "مجلس الشؤون السياسية والأمنية" و"مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية"، ويترأسهما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويقومان برسم سياسات المملكة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
مستقبل زاهر
اقتصاديا، ولمواجهة تحدي انخفاض أسعار النفط أعلنت السعودية في 25 أبريل/نيسان 2016 رؤية اقتصادية لعام 2030، تهدف إلى خفض اعتمادها على النفط، المصدر الرئيسي للدخل.
وبعد 8 سنوات من إطلاقها حققت برامج الرؤية نسبة نجاح فاقت المستهدف.
فعلى سبيل المثال سجَّلت المملكة زيادة تاريخية في أعداد المعتمرين من الخارج، حيث بلغت 13.56 مليون معتمر، متجاوزة مستهدف عام 2023 المقدر بـ10 ملايين، ومقارنة بخط الأساس البالغ 6.2 مليون معتمر، ويبلغ المستهدف العام للرؤية 30 مليون معتمر، فيما بلغ عدد المتطوعين لخدمة ضيوف الرحمن أكثر من 131 ألف متطوع، متجاوزا مستهدف العام البالغ 110 آلاف متطوع.
وبلغ عدد المواقع التراثية السعودية المدرجة لدى اليونسكو 7 مواقع، متجاوزا مستهدف العام المقدر بـ6 مواقع، مقارنة بخط الأساس البالغ 4 مواقع، ومقاربة من مستهدف عام 2030 البالغ 8 مواقع، وكان آخر تلك المواقع المسجلة بقائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) محمية "عروق بني معارض".
ونظير مكانة المملكة الإقليمية والدولية، وجراء الدعم غير المحدود من القيادة السعودية فازت المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 بمدينة الرياض، بعد أن اختارها العالم في منافسة مع مدينتي بوسان في كوريا الجنوبية، وروما في إيطاليا، إذ حصلت المملكة على 119 صوتا يمثل الأغلبية.
وفي مجال السياحة وصل عدد زوار المملكة إلى 106 ملايين زائر منهم 27,4 مليون زائر دولي، لتصبح في المركز الثاني بنسبة نمو السياح الدوليين.
السياسة الخارجية
وعلى صعيد السياسة الخارجية، وضع الملك سلمان بن عبدالعزيز إطارا عاما في خطابه أمام مجلس الشورى، في 14 ديسمبر/كانون الأول 2016، لسياسة بلاده الخارجية، مؤكدا أن "خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام"، وهي السياسة التي تلتزم بها المملكة حتى اليوم في إطار حرصها على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وهو ما أكده مجددا قبل أيام، في الخطاب الذي ألقاه نيابة عنه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى 18 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأكد خلاله أن "المملكة حريصة على التعاون مع كل الدول الفاعلة في المجتمع الدولي، متيقنة أن ما يحمي البشرية ويصون قيمها الحضارية هو السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات".
وبين أن "المملكة تسعى إلى تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك تدعم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية".
وتحل الذكرى العاشرة للبيعة في وقت تمضي فيه المملكة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.