أول اشتباك بري بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود

وكالة أنباء حضرموت

أعلن حزب الله الأربعاء أنّه يخوض اشتباكات مع قوات إسرائيلية "تسللت" إلى بلدة في جنوب لبنان، فيما أكّد الجيش اللبناني أن جنودا اسرائيليين توغلوا داخل الحدود لمدة قصيرة قبل أن ينسحبوا.

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها حزب الله عن اشتباكات برية مع الجيش الاسرائيلي منذ بدء التصعيد بينهما قبل نحو عام.

وقال حزب الله في بيان إن مقاتليه يخوضون "اشتباكات مع جنود العدو المتسللة إلى بلدة مارون الراس" في جنوب لبنان، مشيرا إلى "استمرار" الاشتباكات التي قال إنها أوقعت "إصابات" في صفوف القوات الإسرائيلية.

وأعلن قبل ذلك "التصدي" لمجموعة من الجنود الإسرائيليين حاولت "التسلل إلى بلدة العديسة واشتبكوا معها وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع".

وبعيد ذلك، أكّد الجيش اللبناني أن قوات اسرائيلية توغلت داخل الحدود اللبنانية في الجنوب لمدة قصيرة قبل أن تنسحب.

وقال الجيش في بيان "خرقت قوة تابعة للعدو الإسرائيلي الخط الأزرق لمسافة 400 متر تقريبا داخل الأراضي اللبنانية في منطقتي خربة يارون وبوابة العديسة ثم انسحبت بعد مدة قصيرة".

وفي بيان آخر، أعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا صباحا "قوة مشاة كبيرة في مستعمرة مسكفعام بالأسلحة الصاروخية والمدفعية وحققوا فيها إصابة مباشرة ودقيقة".

وأشار إلى أن مقاتليه استهدفوا أيضا قوات إسرائيلية في ثلاث نقاط مختلفة عبر الحدود بالصواريخ والمدفعية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ جنودا إسرائيليين أصيبوا في قصف وتبادل لإطلاق النار مع حزب الله قرب الحدود مع لبنان.

وقالت "تم نقل الجنود إلى مستشفيات رمبام في حيفا وزيف في صفد بالجليل الأعلى صباح الأربعاء".

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أن قتالا عنيفا يدور مع حزب الله في الجنوب اللبناني. وحث في بيان سكان الجنوب عدم الانتقال بالمركبات من شمال الليطاني إلى جنوبه.

وأعلن الجيش أن وحدات نظامية من المشاة والمدرعات انضمت إلى العمليات البرية في جنوب لبنان لكنها ستظل محدودة النطاق.

وقال الجيش، في بيان "في هذه الساعة، ينضم جنود الفرقة 36، بمَن فيهم جنود لواء غولاني، لواء المدرعات 188، لواء عتسيوني (6) وقوات إضافية، إلى العملية البرية المركزة والمحددة التي بدأت في جنوب لبنان".

وأضاف أن "القوات البرية تحظى بدعم وغطاء من الغارات الجوية والقصف المدفعي من لواء المدفعية 282".

وكانت إسرائيل أعلنت الثلاثاء أن وحدات من القوات الخاصة وقوات المظلات عبرت الحدود اللبنانية لمسافة قصيرة في أول عملية برية معلنة في لبنان.

وقالت بعد ذلك إن وحدات من القوات الخاصة كانت تنفذ عمليات برية ضد أهداف تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية عبر الحدود منذ أشهر واكتشفت خلالها أنفاقا ومخابئ للأسلحة تحت منازل.

ويشير انضمام وحدات من المشاة والمدرعات من الفرقة 36، والذي أعلنت عنه إسرائيل، إلى أن العملية تتجاوز التحركات المحدودة للقوات الخاصة.

وقال الجيش إن العملية البرية تهدف إلى حد كبير إلى تدمير أنفاق وبنية تحتية أخرى على الحدود وإنه ليس هناك خطط لعملية أوسع تستهدف بيروت أو مدن كبرى في جنوب لبنان.

ودعا الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء مجددا إلى إخلاء مزيد من القرى في جنوب لبنان غداة صدور دعوة إخلاء مشابهة عقب إعلان الجيش إطلاق عملية بريّة.

ومنذ أيام، تنفّذ إسرائيل غارات جوية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه، التي تعتبر مناطق نفوذ لحزب الله، كان أعنفها الغارات التي شنتها الجمعة الماضي وقتلت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.

وتصاعدت أعمدة الدخان من مختلف المواقع، وسط دمار في العديد من الأبنية بتلك المنطقة التي باتت شبه خالية. في حين افترش العديد من النازحين الشوارع والساحات، وباتوا ليلة أخرى في العراء.

وكانت إسرائيل أعلنت الثلاثاء أنها بدأت "عملية برية محدودة" في الجنوب اللبناني، حيث اندلع قتال عنيف مع حزب الله. إلا أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل"، أعلنت لاحقا أنها لم ترصد أي تسلل إسرائيلي على الحدود. وبدوره نفى حزب الله تسلل القوات الإسرائيلية إلى الجنوب، أو اندلاع اشتباكات برية.

جاءت هذه التطورات الميدانية بعيد ساعات على هجوم إيراني على إسرائيل بأكثر من 180 صاروخا باليستياً، قللت تل أبيب وواشنطن من فعاليته، بينما أكدت طهران نجاحه.

ومنذ 23 سبتمبر الماضي، تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، ما أسفر حتى صباح الأربعاء عما لا يقل عن 1073 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحا وأكثر من مليون نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.

في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من "حزب الله" لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر 2023 قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر إجمالا حتى مساء الثلاثاء عما لا يقل عن 1873 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و9 آلاف و134 جريحا، حسب وزارة الصحة اللبنانية.