سحب إيران يدها من الرد يدفع بيروت إلى التعلق بحبال وقف إطلاق النار.

ميقاتي بعد لقاء بري ينقل رسالة ممّن تبقى من قياديّي حزب الله: الجيش اللبناني فقط جنوب الليطاني

وكالة أنباء حضرموت

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الاثنين إن الحكومة مستعدة لتطبيق قرار الأمم المتحدة 1701، وإنهاء أي وجود عسكري لحزب الله جنوب الليطاني، وأن يقوم الجيش اللبناني بهذه المهمة، في إطار اتفاق لوقف الحرب مع إسرائيل.

وترى أوساط سياسية لبنانية أن عرض ميقاتي ليس مبادرة شخصية، وعلى الأرجح هو نقل رسالة ممن تبقى من قيادة حزب الله تفيد بأن الحزب قابل بأي شروط أو مبادرات مقابل وقف عمليات الاستهداف. وما يدعم هذه الفرضية أن عرض ميقاتي جاء عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يعرف بكونه واجهة لعرض واقتراح ما يريده حزب الله ويعجز عن تنفيذه بنفسه.

وتشير المصادر إلى أن من تبقى من قياديّي حزب الله، وبعد التأكد من تملص إيران من الرد على استهداف الأمين العام للحزب حسن نصرالله، طلب من بري أن يدفع باتجاه تبني لبنان كل المطالب التي قد تساعد على وقف الهجوم الإسرائيلي، ومن بينها القرار 1701، الذي كان الحزب عرقل تنفيذه لسنوات، وكذلك الاستعداد للسماح بتمرير عملية انتخاب رئيس الجمهورية أيا كانت الشخصية المطلوبة، فضلا عن التمسك بمبادرة وقف الحرب التي عرضتها الولايات المتحدة وفرنسا.

ولا يمكن أن تغطي المكابرة التي لجأ إليها الشيخ نعيم قاسم، القيادي الذي نجا من الضربة، بقوله “قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري”، على حقيقة أن الحزب تلقى ضربات نوعية، وأن الهدف العاجل هو السعي لوقف الاستهدافات التي ضربت الصف القيادي بكل الطرق بما في ذلك تنفيذ القرارات الأممية، أو تمرير رئيس جديد حتى وإن كان الحزب لا يرضى عنه.

ويعرف الحزب أن تنازلات مثل هذه يمكن الالتفاف عليها بعد فترة، وأن المهم إقناع إسرائيل بالتوقف عن الهجمات التي ضربت صورة الحزب وهزتها في الداخل، وقد تثير ضده ما كان يسميه بالبيئة الحاضنة للمقاومة، في ظل الخسائر في الأرواح والممتلكات وتزايد موجات النزوح، وهو لأجل ذلك يحرك حلفاءه في لبنان ليفعلوا أي شيء، بما في ذلك الوعود بتقديم التنازلات، من أجل إنهاء القصف.

وقال ميقاتي “فور وقف إطلاق النار، لبنان مستعد لإرسال الجيش اللبناني إلى منطقة جنوب الليطاني”، على أن “يقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب”.

 وأضاف بعد اجتماعه مع بري في بيروت أنهما اتفقا على أنه لن يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد لإنهاء شغور المنصب الذي دام قرابة عامين إلا بعد تطبيق وقف إطلاق النار.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الذي التقى ميقاتي وبري، “السياسيون اللبنانيون الذين التقيتهم اليوم (الاثنين) يؤيدون مقترح وقف إطلاق النار”، حاثا على “انتخاب رئيس في أقرب وقت”.

ودعت باريس وواشنطن وحلفاؤها، بما في ذلك العديد من الدول العربية، الأربعاء إلى “وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما” بين حزب الله وإسرائيل من أجل “إفساح المجال أمام المفاوضات”.

ومن شأن هذه المبادرة أن تكون واجهة لتنازلات حزب الله، لكن المسؤولين الإسرائيليين لا يبدو أنهم مهتمون بما يقال هنا وهناك بشأن وقف الحرب.

وعلى مدى أسبوعين وجهت القوات الإسرائيلية ضربات متعددة لحزب الله في موجة من الهجمات على أهداف تابعة له في لبنان، ما أسفر عن مقتل العديد من قادته.

ويعتقد كثيرون أن الخطوة التالية لإسرائيل ربما تكون إرسال قوات برية ودبابات عبر الحدود.

وقد يكون حزب الله تلقى إشارة واضحة من إيران تفيد بأن عليه أن يتصرف بمفرده لمواجهة الوضع، وأن طهران في وضع لا يسمح لها بالانخراط -بأي شكل من الأشكال- في التصعيد مع إسرائيل، وأن على من تبقى من قياديي الحزب وحلفائه من الفصائل الفلسطينية أن يضعوا في الحسبان أن لا رد إيرانيا على إسرائيل من أجل نصرالله أو غيره.

وتعمل إيران على توجيه رسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة يؤكد مضمونها أنها لن ترد، وأن ما يتعرض له وكلاؤها في المنطقة شأن يخصهم، وأنها لا تنوي الاشتباك مع إسرائيل.

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين أنّ طهران لن ترسل مقاتلين إلى لبنان وغزة لمواجهة إسرائيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي إنّ “حكومتي لبنان وفلسطين لديهما القدرة والقوة اللازمتان لمواجهة عدوان النظام الصهيوني، ولا داعي إلى نشر قوات إيرانية مساعِدة أو تطوعية”.

وأضاف كنعاني “لم نتلقَّ أيضا أي طلبات ونعلم أنّهم لا يحتاجون إلى مساعدة من قواتنا”.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يعبأ بالتصريحات الإيرانية ويؤكد لطهران أنه لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه، محذرا الإيرانيين من أن نظامهم “يغرق منطقتنا في المزيد من الظلام والحرب”.