حزب الله في «اللحظة الأصعب».. خلافات وإحباط
قد يكون حزب الله اختبر الكثير من المواقف الصعبة، لكن الزاوية التي ينحشر فيها حاليا تعد الأسوأ وهو العالق بين فكي الخلافات والإحباط.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الخلافات داخل الحزب تتصاعد بشأن كيفية الرد على الغارات المدمرة التي تشنها إسرائيل على مواقع تابعة له جنوب لبنان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على مناقشات الحزب، قولها إن الأخير يواجه أحد أكثر القرارات أهمية في تاريخه الممتد لأربعة عقود.
وأطلق الحزب الذي يعتبر الجماعة الأكثر تسليحا في العالم، صاروخه الأول على تل أبيب يوم الأربعاء، وكان ذلك أجرأ رد حتى الآن على موجة الضربات التي تشنها إسرائيل.
وتعتقد الصحيفة أنه يتحتم على حزب الله الآن أن يختار ما إذا كان سيطلق المزيد من أسلحته المتقدمة، ويزيد عمق ضرباته في إسرائيل مع ما يحمله ذلك من مخاطر إشعال حرب شاملة.
واعتبرت أن أمامه -أيضا- أن يتراجع ويخاطر بضرب سمعته كواحد من أعنف القوات المقاتلة في الشرق الأوسط.
«لا خيارات جيدة»
في قراءتها للصحيفة، ترى ريم ممتاز، المحللة الأمنية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن "هذه هي اللحظة الأكثر أهمية لحزب الله منذ إنشائه"، معتبرة أنه "لا يوجد لدى حزب الله خيارات جيدة".
لكنّ حربا مثل تلك التي خاضها حزب الله مع إسرائيل في عام 2006، قد تكون مدمرة للبنان، وقد تؤدي إلى تفاقم أزمته الاقتصادية وتآكل دعم حزب الله في الداخل.
ومع ذلك، فإنه في حال لم يرد حزب الله بالمثل على الهجمات الأخيرة، فقد يقوض الصورة التي أمضى عقودا في بنائها بمواجهة إسرائيل، إلى حد كبير بمساعدة عسكرية ومالية من إيران.
ووفق الصحيفة، فإنه ليس من الواضح إلى أي مدى تسببت هجمات إسرائيل في تدمير أسلحة حزب الله.
فحتى وقت قريب، كان الحزب يمتلك حوالي 150 ألف صاروخ وقذيفة، أي نحو 10 أضعاف العدد الذي كان بحوزتها في عام 2006.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن حزب الله أطلق 9000 قذيفة باتجاه إسرائيل منذ العام الماضي، مشيرا إلى أن الضربات الأخيرة دمرت عشرات الآلاف من ذخائره.
ومع ذلك، من المرجح أن حزب الله لا يزال يمتلك ترسانة ضخمة، بما في ذلك مئات الصواريخ الباليستية الموجهة.
خلافات وإحباط
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على مناقشات حزب الله، قولهم إن هناك خلافا بين أعضاء الحزب حول كيفية الرد.
وأوضحت المصادر أن بعض الأعضاء كانوا حذرين للغاية بشأن تصعيد الصراع، ويجادلون بأن حزب الله يجب أن يرد الآن ويستثمر الغضب بصفوفه وأيضا بصفوف الشعب اللبناني الأوسع.
ولفتت إلى أن أعضاء حزب الله أعربوا -أيضا- عن إحباطهم في محادثات مع مسؤولين بالحرس الثوري الإيراني، لأن طهران لم تتدخل لدعم حليفها اللبناني.
وفي تقرير سابق، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسيين غربيين قولهم إن "حزب الله" طلب من إيران مهاجمة إسرائيل في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المتزايدة بالأيام الأخيرة، لكن إيران رفضت حتى الآن القيام بذلك.