اجتماع حكومي في صلالة يكرس قرب سلطان عمان من مشاغل أهالي المحافظات
تضمّن اختيار السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لمدينة صلالة بمحافظة ظفار جنوبي السلطنة لترؤس اجتماع لمجلس الوزراء أُقرّ خلاله عدد من الإجراءات ذات البعد الاجتماعي والتنموي، رسالة بشأن اهتمامه بعامل التوازن بين مختلف مناطق السلطنة في توفير التنمية والارتقاء بمستوى عيش السكان وتحسين الخدمات العمومية المقدّمة لهم. كما حمل الاجتماع أيضا تعبيرا عن قرب السلطان من المواطنين واستماعه لشواغلهم والتفاعل معها.
وتمكنت سلطنة عمان خلال الفترة الأخيرة من تحقيق تحسن كبير في أوضاعها الاقتصادية والمالية بعد أن واجهت خلال سنوات سابقة بعض الصعوبات التي استدعت اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتجاوزها، الأمر الذي أصبح يوفّر وضعا مريحا للحكومة للإيفاء بوعودها بشأن التنمية وتحسين الأوضاع المعيشية، وتلبية مطالب المواطنين، خصوصا مطلب تشغيل الشباب من خريجي المؤسسات التعليمية وغيرهم.
وتطرّق السلطان هيثم إلى هذا المعطى في مستهل الاجتماع الحكومي بصلالة، معبّرا عن ارتياحه لانخفاض حجم الدين العام وللنتائج الإيجابية المتحققة التي تسهم في تعزيز الثقة بالاقتصاد المحلي وإيجاد بيئة جاذبة تساعد على تنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة. وكان ملف التشغيل على رأس الملفات التي تمّ تدارسها في الاجتماع، حيث أكّد مجلس الوزراء على أولوية مسألة التشغيل في سلّم الأولويات الوطنية.
وتمّ في هذا الاتجاه اتخاذ قرار بتخصيص مبلغ إضافي قدره 130 مليون دولار لدعم برامج ومسارات تشغيل الباحثين عن عمل في القطاع الخاص، بالإضافة إلى المبالغ المحصلة بنسبة 1.2 في المئة من قيمة فواتير مشتريات كل من قطاع النفط والغاز والوحدات الحكومية والشركات التابعة لجهاز الاستثمار العُماني.
◙ مبالغ إضافية لدعم التشغيل والتعليم والتغطية الاجتماعية ومنصة إلكترونية لتلقي الشكاوى والمقترحات
وغير بعيد عن المنحى الاجتماعي الذي سلكته سياسات الدولة العمانية في عهد السلطان هيثم بن طارق، وجّه سلطان البلاد الجهات المعنية بتخصيص مبلغ قدره حوالي 187 مليون دولار ضمن الميزانية العامة للدولة، وذلك لتمويل برنامج “منفعة دعم الأسرة” ضمن منافع صندوق الحماية الاجتماعية التي تم الإعلان عنها مؤخرا.
وشملت أعمال اجتماع صلالة شؤون التربية والتعليم حيث أقرّ مجلس الوزراء تخصيص مبلغ إضافي قدره 104 ملايين دولار ضمن الخطة الخمسية الحالية لتسريع بناء مدارس جديدة، وذلك في ضوء “تزايد الكثافة الطلابية في بعض المحافظات التي تشهد زيادة سكانية مطردة”. وغير بعيد عن مجال التربية والتنشئة السليمة للأجيال الصاعدة وتحصينها أخلاقيا وفكريا، أكدّ السلطان هيثم “على أهمية تحصين المجتمع في مختلف الجوانب وتعزيز دور الأسرة لتقوم بتنشئة أبنائها على المبادئ السمحة واجتناب الأفكار الضالة والتأثر بها".
وتمتلك محافظة ظفار العديد من الخصوصيات على صعيد الموقع والطبيعة ما يجعل لها مقدرات سياحية بالغة الأهمية في تنشيط اقتصادها المحلي ورفد موازنة الدولة. وأشار السلطان هيثم في هذا السياق إلى “أهمية استمرار دراسة تطلعات السائح وتطوير الفعاليات والخدمات المقدمة بما يضمن زيادة أعداد السياح خلال المواسم القادمة”، وذلك بناء على المؤشرات الإيجابية المتوفرة خلال هذا الموسم والتي تشير إلى ارتفاع عدد زوّار خريف ظفار إلى مليون زائر حتى نهاية أغسطس الماضي.
وأظهر السلطان هيثم خلال الاجتماع اهتماما باطلاع السلطات على رغبات السكان ومعرفة آرائهم ومشاغلهم، ووجه مجلس الوزراء والجهات المعنية بتدشين منصة إلكترونية مخصصة لتلقي الشكاوى والمقترحات في المؤسسات الحكومية خلال العام القادم، مشيرا إلى “أهمية تطوير آليات قياس مستوى الرضا لدى المستفيدين من الخدمات الحكومية والجوانب المتصلة بتبسيط الإجراءات، بما يسهم في تجويد الخدمات المقدمة وتحسين انطباعات المستفيدين من تلك الخدمات”.