رسائل السنوار إلى حلفائه تحجز له مكانة معنوية بينهم

وكالة أنباء حضرموت

لئن بقيت صورة القيادة في حركة حماس مشتتة بين قادة متعددين، في الداخل والخارج، وبين قيادات مدنية وأخرى عسكرية، فإن يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي الحالي، يضع نفسه في مصاف أمين عام حزب الله حسن نصرالله وزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.

ويدرك السنوار أن ما تحملته غزة وحماس عبء كبير يؤهله لأن يضع نفسه وسط أعلى قيادات المحور الإيراني أو ما يسمى “محور المقاومة” وأن يتحدث باسم الفلسطينيين.

ويعرف زعيم حماس الجديد أن أمثال نصرالله والحوثي يتمتعون بشعبية واسعة عربيا بسبب مواقفهم، بغض النظر عن حجم مشاكل مواطني بلدانهم على أرض الواقع.

ويشترك السنوار مع نصرالله والحوثي في كونه يتحرك بعيدا عن الأنظار ويحاط بهالة من التقدير لدى أنصاره تماما مثلما هو الأمر بالنسبة إلى زعيمي حزب الله وجماعة الحوثي اللذين يعتمدان أسلوب التخفي.

◄ السنوار يعرف أن نصرالله والحوثي يتمتعان بشعبية واسعة عربيّا بسبب مواقفهما، بغض النظر عن مشاكل مواطني بلديهما

وآخر رسائل السنوار تلك التي  وجهها إلى زعيم الحوثيين الإثنين، وقال فيها إن حماس أعدّت نفسها لـ”معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة” إسرائيل، مشيدا بجبهات “الإسناد” في لبنان والعراق واليمن للحركة في حربها مع إسرائيل في قطاع غزة.

وجاءت الرسالة بعد سقوط صاروخ أطلقه المتمردون اليمنيون، المنضوون تحت “محور المقاومة” بقيادة إيران، على وسط إسرائيل.

وقال السنوار في الرسالة التي وزّعها الحوثيون وحركة حماس “أبارك لكم نجاحكم بوصول صواريخكم إلى عمق كيان العدو، متجاوزة كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض، ولتعيد وهج معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب تل أبيب من جديد”.

وأضاف أن هذه العملية “النوعية” التي وقعت صباح الأحد “ترسل إلى العدو رسالة عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد بدأ يتخذ منحى أكثر فاعلية وأعظم تأثيرا على طريق حسم المعركة”.

وأردف أن “المقاومة بخير”، متابعا “أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية”، في إشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر غير المسبوق الذي شنته الحركة على إسرائيل.

وختم بقوله إن “تضافر جهودنا معكم ومع إخواننا في المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق سيكسر هذا العدو وسيُلحق به الهزيمة”.

◄ السنوار يشترك مع نصرالله والحوثي في كونه يتحرك بعيدا عن الأنظار ويحاط بهالة من التقدير لدى أنصاره تماما مثلما هو الأمر بالنسبة إلى زعيمي حزب الله وجماعة الحوثي

وكان الجيش الإسرائيلي قال إن الصاروخ سقط على “أرض مفتوحة”، بينما قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع إن الصاروخ باليستي واستهدف “هدفا عسكريا في منطقة يافا في فلسطين المحتلة”، مشيرا إلى أنّ الدفاعات الإسرائيلية أخفقت في اعتراضه والتصدّي له (…) ونجح في الوصول إلى هدفه قاطعا مسافة تقدر بـ2040 كيلومترا في غضون 11.5 دقيقة”.

وقبل أيام وجه السنوار رسالة إلى الأمين العام لحزب الله شكره فيها على انخراط الحزب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ضمن معركة طوفان الأقصى.

وأعلن المكتب الإعلامي لحزب الله عن الرسالة، وهي تأتي بعد مرور نحو شهر على تولي السنوار رئاسة حماس خلفا لرئيسها السابق إسماعيل هنية الذي اغتيل بطهران في 31 يوليو الماضي.

وقال السنوار مخاطبا نصرالله “تلقينا ببالغ التقدير واعتزاز كبيرين رسالتكم الكريمة، تهنئة وتعزية باستشهاد رفيق دربكم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ومرافقه”.

وشكر السنوار نصرالله على تضامنه “الممزوج ‏بالمشاعر الصادقة والنبيلة، الذي عبّرت عنه أفعالكم المباركة في جبهات محور المقاومة، إسنادا ودعما ‏وانخراطا في هذه المعركة”.

وقبل ذلك أعلنت حماس أن رئيس مكتبها السياسي بعث رسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بمناسبة إعادة انتخابه، ثمّن فيها “الدور الجزائري في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني”.