الحوثيون على وشك تحييد المسيّرات الأميركية الهجومية

وكالة أنباء حضرموت

 أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، الاثنين، أنها أسقطت طائرة أميركية من نوع “أم كيو 9” بصاروخ سطح – جو أثناء قيام الطائرة بـ”مهام عدائية في أجواء محافظة ذمار جنوب صنعاء”، كاشفة عن أن العملية هي الثالثة خلال أسبوع والعاشرة منذ دخولها على خط الحرب في غزة.

وإذا تأكدت هذه المعطيات فإن الحوثيين سيجدون أنفسهم على وشك تحييد المسيّرات الأميركية الهجومية ذات الفاعلية العالية، والتي سبق أن تمت تجربتها في ميادين أخرى مثل أفغانستان.

ومن الواضح أن الحوثيين تلقوا سلاحا فعالا ضد الطائرة، التي تعرف بالطائرة متعددة المهام، وربما وفره لهم الإيرانيون أو الروس أو الصينيون.

وهذه الطائرة تحلق في أجواء اليمن منذ سنوات طويلة، فكيف صاروا فجأة يسقطون منها أكثر من واحدة خلال أسبوع لو لم يحصلوا على سلاح متطور جديد.

وتتميز “أم كيو 9” بخاصيات متطورة تجعل الجيش الأميركي يعتمد عليها في العمليات العسكرية، فسرعتها تصل إلى 370 كيلومترا في الساعة، ولها قدرة على إطلاق 6 صواريخ وقنابل بدقة عالية.

وقال المتحدث العسكري الرسمي باسم الحوثيين يحيي سريع، في بيان متلفز نشره على حسابه بمنصة إكس الاثنين، إن “الطائرة التي تم إسقاطها في أجواء محافظة ذمار تعد الثالثة خلال أسبوع والعاشرة من هذا النوع منذ بدء عمليات إسناد غزة”.

وأضاف أن “قواتنا وشعبنا الصامد المجاهد مستمرون في الانتصار للشعب الفلسطيني بعمليات نوعية في البر والبحر”، مشددا على أن عملياتهم “لن تتوقف إلا عند وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة”.

◄ تركيا تخشى أن تعرف إسرائيل تفاصيل عن دعم على أراضيها لصالح حماس أو تغاضي أنقرة عن نشاط الحركة هناك

وفي الوقت الذي لم يصدر فيه نفي للحادث أو تأكيد له من جانب الولايات المتحدة بدأ الحوثيون يلفتون الأنظار إليهم بصورة مغايرة للصورة القديمة التي ترسم مقاتلين مبتدئين يتميزون بالاندفاع ويلوّحون بمواجهة الولايات المتحدة.

والأحد استهدف الحوثيون إسرائيل بصاروخ فرط صوتي من المرجح أن يكونوا قد حصلوا عليه من إيران.

ونشرت جماعة الحوثي الاثنين مقطع فيديو مدته دقيقتان تقريبا قالت إنه للصاروخ فرط صوتي “فلسطين 2” أثناء إطلاقه لمهاجمة إسرائيل.

وكانت الجماعة التي تسيطر على شمال اليمن قد أطلقت صاروخا وصل إلى وسط إسرائيل الأحد، وذلك في أول هجوم من نوعه بسلاح متطور، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القول إن إسرائيل ستجعل الجماعة المتحالفة مع إيران تدفع ثمنا باهظا.

ويمكن أن يؤشّر استهداف تل أبيب بصاروخ مختلف، حتى وإن مثّل نوعا بدائيا من الصواريخ فرط صوتية، وإسقاط المسيرة الأميركية “أم كيو 9″، على أن الجماعة بدأت تتحول إلى كيان يصعب ترويضه كما كان يعتقد الأميركيون.

ولم يكن الحوثيون ليظهروا بهذه الصورة لولا الدعم الإيراني المستمر بالأسلحة، بما في ذلك المسيّرات والصواريخ الباليستية، وإن كان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد نفى في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الاثنين أن تكون بلاده قد أرسلت صواريخ فرط صوتية إلى جماعة الحوثي.

وقال بزشكيان “يستغرق الشخص أسبوعا للسفر إلى اليمن (من إيران)، كيف يمكن لهذا الصاروخ أن يصل إلى هناك؟ لا نملك مثل هذه الصواريخ لنقدمها إلى اليمن”.

لكن إيران عرضت العام الماضي ما وصفته بأنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي مصنوع محليا، ونشرت وسائل الإعلام المحلية صورا للصاروخ الذي يحمل اسم “فتاح” خلال احتفال.