إيران.. تصاعد موج الغضب الشعبي: احتجاجات متواصلة ضد الفقر والاستبداد
شهدت اليوم العديد من المدن الإيرانية احتجاجات واسعة النطاق، حيث تجمعت فئات مختلفة من المواطنين للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية واسترداد حقوقهم المستحقة
شهدت اليوم العديد من المدن الإيرانية احتجاجات واسعة النطاق، حيث تجمعت فئات مختلفة من المواطنين للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية واسترداد حقوقهم المستحقة. المدن التي شهدت هذه الاحتجاجات تشمل: تبريز، آذربايجان الغربية، بوشهر، عسلویه، إصفهان، إيلام، سنندج، جيلان، شوش، زنجان، زاهدان، ميمه، أراك، وكنكان.
في مدينة تبريز، نظم المتقاعدون من شركة الاتصالات في محافظة آذربيجان الشرقية تجمعًا احتجاجيًا أمام المبنى المركزي للاتصالات. وجه المحتجون اتهامات للمسؤولين بالفساد ونهب الموارد، وطالبوا بتحسين إدارة الموارد واسترداد حقوقهم التي يعتبرونها منتهكة.
وفي آذربايجان الغربية، تجمع المتقاعدون من شركة الاتصالات أيضًا احتجاجًا على أوضاعهم الحالية، مطالبين بتحسينات في حقوق التقاعد. هذه الاحتجاجات تعكس عدم الرضا العام عن السياسات الحكومية المتعلقة بالمتقاعدين.
وأما في بوشهر، فقد نظم العاملون في مصفاة فجر جم للغاز تجمعًا احتجاجيًا للمطالبة بتحسين ظروف العمل وتأمين حقوقهم المهنية. وشدد المحتجون على ضرورة الاستجابة لمطالبهم في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهونها في بيئة عملهم.
وفي عسلویه، تجمع العاملون في شركة نفط وغاز پارس في موقع 1 للمطالبة بظروف عمل أفضل. وسلط المحتجون الضوء على الحاجة الملحة لتحسينات شاملة في الأمان والرفاهية في بيئة العمل، مما يعكس استياءً واسعًا من الأوضاع الحالية.
وفي إصفهان، شهدت المدينة تجمعات احتجاجية من قبل المزارعين أمام إدارة المياه، حيث هاجموا المبنى للمطالبة بحقوقهم في الحصول على المياه. يعكس هذا التحرك اليأس الكبير والحاجة الملحة إلى المياه اللازمة للأنشطة الزراعية في المنطقة.
وفي إيلام، تجمع عدد من عمال البلدية المتعاقدين أمام المحكمة احتجاجًا على عدم تلقيهم عقودًا أو رواتب من بلدية إيلام لمدة أربعة أشهر. يواجه هؤلاء العمال ضغوطًا شديدة لتأمين احتياجات عائلاتهم الأساسية.
وفي سنندج، تجمع متقاعدو شركة الاتصالات في محافظة كردستان احتجاجًا على عدم دفع مستحقاتهم والوضع السيء للتأمين التكميلي. يعبر المحتجون عن استيائهم من الأكاذيب التي يروج لها المسؤولون بشأن دفع مستحقاتهم.
وفي جيلان، شهدت المحافظة تجمعًا مشابهًا للمتقاعدين من شركة الاتصالات، حيث عبروا عن استيائهم من عدم تنفيذ الوعود المتعلقة بدفع حقوقهم وتدهور ظروف التأمين والخدمات المقدمة لهم.
في شوش، نظم متقاعدو التأمينات الاجتماعية تجمعًا احتجاجيًا أمام مكتب ممثل المدينة في مجلس الشورى، مطالبين بتحسين أوضاعهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ورفع المحتجون شعارات تعبر عن استيائهم من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وفي زنجان، تجمع متقاعدو شركة الاتصالات للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة وتحسين أوضاعهم المعيشية، مما يعكس تزايد الضغوط على المسؤولين للاستجابة لمطالبهم.
أما في زاهدان، فقد نظم عمال بلدية المنطقة الثالثة تجمعًا احتجاجيًا أمام إدارة العمل للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة لمدة ثلاثة أشهر، مما يبرز الأزمات المالية التي يعاني منها العمال.
في ميمه، شهدت المدينة مسيرة احتجاجية كبرى من جميع الفئات والشرائح، حيث أكد المحتجون على حقوقهم وأهمية العدالة الاجتماعية في منطقتهم.
وفي أراك، يواصل عمال شركة واکن پارس إضرابهم واعتصامهم لليوم الثلاثين، مطالبين بتحسين ظروف العمل. يُظهر العمال إصرارهم على مواصلة النضال حتى تحقيق مطالبهم.
أخيرًا، في كنكان، واصل عمال مصنع الأسمنت إضرابهم لليوم السادس والعشرين، مطالبين بزيادة الرواتب التي لم تتم الاستجابة لها من قبل المسؤولين.
وتظهر هذه الاحتجاجات استياءً شعبيًا واسعًا من السياسات الحكومية والضغوط المتزايدة على النظام الإيراني للاستجابة لمطالب المواطنين المتزايدة في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
وفي ظل توسع الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران، يشعر الشعب الإيراني بالاستياء العميق من سياسات النظام التي أدت بهم إلى الفقر واليأس. وخلال الشهر الماضي، لم يمر يوم واحد دون أن تشهد إيران تجمعات احتجاجية. لقد أهدرت الحكومة الإيرانية ثروات الشعب في مغامرات نووية وتدخلات في دول المنطقة، وتصدير الإرهاب. وبالإضافة إلى ذلك، أدى استيلاء الحرس النظام على الموارد الوطنية ونهبها من قبل العصابات المرتبطة بالنظام إلى فقدان الشعب لأي أمل في الإصلاح، ما جعلهم يرون في الاحتجاجات في الشوارع الحل الوحيد.
لن يطول الوقت حتى تتحد هذه الاحتجاجات وتتحول إلى سيل من الغضب يجتاح البلاد، ليطيح بنظام خامنئي إلى مزبلة التاريخ، وينهي حقبة الظلم والاستبداد التي عاشها الشعب الإيراني.