موجة جديدة من الاحتجاجات تجتاح إيران

اليوم، في الثاني والعشرين من أغسطس، يواصل الممرضون والممرضات إضرابهم عن العمل، والذي يمثل يومًا بارزًا في سلسلة التظاهرات المستمرة عبر إيران.

موسى أفشار
خريج جامعة المستنصرية ببغداد محلل الشأن الإيراني وشؤون الشرق الأوسط خاصة الشؤون العربية. منذ أكثر من 20 عامًا يعمل كاتبًا ومحللًا في وسائل الإعلام العربية. عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كاتب مقالات وله مقابلات وآراء عديدة في وسائل الإعلام العربية الرصينة
وكالة انباء حضرموت

اليوم، في الثاني والعشرين من أغسطس، يواصل الممرضون والممرضات إضرابهم عن العمل، والذي يمثل يومًا بارزًا في سلسلة التظاهرات المستمرة عبر إيران. هذا الإضراب يأتي استمرارًا لحركة احتجاجية واسعة شهدتها البلاد يوم أمس، حيث خرج الممرضون والممرضات في العاصمة طهران وعدة مدن أخرى مثل مشهد، تبريز، الأهواز، رشت، كرمانشاه، أصفهان، دهدشت، جهرم، آبادان، ومريوان، معبرين عن استيائهم العميق من تدهور الظروف المعيشية، الضغط الهائل للعمل، ونهب حقوقهم.

وتُظهر هذه التجمعات المتزامنة والمتواصلة مدى الإحباط والغضب المتراكم لدى الممرضين، وتشير إلى عزمهم على مواصلة الضغط لتحقيق مطالبهم وإحداث تغيير ملموس في بيئتهم العملية.

 وشهدت إيران في الأيام الأخيرة تجددًا في موجات الاحتجاجات الشاملة التي عمّت مختلف المدن، تجسدت في تجمعات نقابية ووظيفية عبرت عن عمق الأزمات التي تواجهها البلاد. هذه الاحتجاجات،  تلقي الضوء على الظروف القاسية والمطالب المهمشة في قطاعات متعددة.

وفي مدينة أراك، عبرت الطواقم الطبية عن استيائها العميق من النقص الحاد في الموارد وظروف العمل الصعبة. الكوادر الطبية، التي تلعب دورًا محوريًا في النظام الصحي، تجد نفسها محاصرة بضغوط مالية تمنعها من تلبية احتياجاتها المعيشية، ما أدى إلى هجرة سنوية لآلاف الممرضين بحثًا عن ظروف عمل أفضل.

وفي سيرجان، شاركت الطواقم الطبية والممرضون في احتجاجات متزامنة مع أخرى على مستوى البلاد، معبرين عن استيائهم من العبء العملي والمشاكل المعيشية التي تتفاقم يومًا بعد يوم. تظهر هذه الاحتجاجات الواسعة مدى الاستياء المتزايد من قبل العاملين في قطاع الصحة.

في مدينة كرج، دخل سائقو حافلات خطوط السرعة في إضراب عن العمل بسبب الانخفاض الحاد في الرواتب المدفوعة، مطالبين بحقوقهم وتحسين ظروف عملهم التي تدهورت بشكل كبير في الفترة الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، في مدينة تشابهار، انضم الممرضون والطاقم الطبي إلى الإضرابات العامة، معلنين تضامنهم مع المحتجين في مختلف أنحاء البلاد ومؤكدين على أهمية توحيد الصفوف لمواجهة تجاهل المسؤولين لمطالبهم.

أما في تبريز، فقد نظم موظفو حركة محو الأمية احتجاجًا أمام مكتب منادي رئيس لجنة التعليم بالبرلمان، مطالبين بحقوقهم المهنية وتحسين ظروف العمل الصعبة التي يواجهونها.

وفي حدث مقلق، وردت أنباء عن قيام قوات الأمن وبلدية تايباد بتدمير مسجد ومدرسة تابعة لأهل السنة بالإضافة إلى منزل قيد الإنشاء، ما يعكس التمييز الديني والإجراءات القانونية المثيرة للجدل.

هذه الاحتجاجات والإضرابات المتزامنة تكشف عن مدى الاستياء والمعاناة في مختلف القطاعات بإيران، مؤكدة على أن المطالب النقابية والمعيشية لا تزال بعيدة المنال في ظل النظام الحالي.