التدخين يؤدي إلى «حماس».. إسرائيل تغازل الغزيين بـ«صفقة الكيف»

وكالة أنباء حضرموت

يسقط الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منشورا مغلفا يحتوي أيضا على التبغ. وفي ظل الحصار المفروض على القطاع فإن السجائر غنيمة لا يمكن رفضها.

لكن تل أبيب لا تسعى بالتأكيد لتحسين مزاج سكان غزة قبل قصفهم بأحزمة النار، إنما تدفعهم لقراءة المنشور المدون عليه رقم هاتف للتواصل مع الاستخبارات الإسرائيلية من أجل الإبلاغ عن عناصر حماس.

وعلى المنشور كتبت عبارة "حماس تحرق غزة".

وتحتوي المناشير على سيجارة واحدة تباع حاليا في غزة بنحو 27 دولارا، على ما أفاد سكان في القطاع.

ووصل سعر السيجارة الواحدة في قطاع غزة 27 دولارا، في حين تباع العبوة بـ 430 دولارا.

وفرضت إسرائيل حصارا غير مسبوق على القطاع الذي يشهد تضييقا منذ نحو 16 عاما، ويقف على حافة مجاعة مع سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع على العالم.

وخلال شهور حذرت مؤسسات أممية من خطورة الوضع الإنساني في غزة مع افتقار القطاع للغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وسط انتشار خطير للأوبئة بما في ذلك شلل الأطفال.

وتواصل إسرائيل حربها على غزة من السماء عبر الطائرات والمسيرات وقذائف الدبابات والمدفعية فيما تتحرك عناصر حماس داخل شبكة واسعة ومعقدة من الأنفاق تحت الأرضية، ما جعل سكان القطاع عالقين في وسط حرب محتدمة.

وقتل نحو 40 ألف شخص من بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غالبيتهم من النساء والأطفال.

مئات النازحين في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع

وطوال الشهور الـ10 الماضية لم تنجح إسرائيل في استعادة رهائن من القطاع سوى في عملية واحدة كانت بمثابة كارثة إنسانية مروعة حيث قتل المئات لتحرير 4 رهائن.

وتسعى تل أبيب إلى الحصول على معلومات عن مواقع قادة حماس وأماكن احتجاز الرهائن، لكن لا يبدو أنها تحقق نتائج تذكر في هذا المضمار.

ووسط صعوبات جمة لإدخال الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع يبقى التبغ خارج قوائم المؤسسات الدولية ما جعل الحصول على نفس من سيجارة انتصار صغير يحققه المدخنين في خضم حرب أتت على القطاع تقريبا.

ووضعت إسرائيل صورة يحيى السنوار على مجسم مطبوع على المناشر لعلبة تبغ كتب عليها كلمة "ظالم"، كما تضمنت أيضا عبارة "التدخين خطير لكن حماس أخطر".

وإلى جانب العبارات التحريضية كتب "تريد المزيد" في إشارة للسجائر وطبع رقم هاتف للتواصل.

يقول الفلسطينيون إن هذه المنشورات الورقية شكلا من أشكال الحرب النفسية التي تلجأ إليها إسرائيل للضغط على سكان غزة.

وتتضمن هذه المنشورات عبارات تهديد وترهيب مكتوبة بلغة عربية ركيكة، وأخرى تحتوي على تحذيرات.

وتقليلا من أهمية هذه المنشورات، لجأ الكثير من سكان غزة في مرات كثيرة على جمعها وإشعال النيران فيها لاستخدامها في الطبخ أو التدفئة

ويستهلك الغزاويين بنهم ربما السجائر المحمولة جوا.. ولن يعدموا طريقة لإشعالها وسط حصار النار، لكن صمودهم في القطاع يبدد فيما يبدو أمل إسرائيل في تعاونهم كما يتبدد دخان سيجارة على شاطئ المتوسط.