زيادة الضغوط الدولية
زيادة الضغوط الدولية على نظام الملالي لعدم الرد على اسرائيل
أثار اغتيال إسماعيل هنية في طهران موجة من الضغط الدولي على إيران، حيث تحث القوى العالمية النظام على الامتناع عن اتخاذ إجراءات عسكرية انتقامية قد تزيد من تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في الشرق الأوسط.
زيادة الضغوط الدولية على نظام الملالي لعدم الرد على اسرائيل
أثار اغتيال إسماعيل هنية في طهران موجة من الضغط الدولي على إيران، حيث تحث القوى العالمية النظام على الامتناع عن اتخاذ إجراءات عسكرية انتقامية قد تزيد من تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في الشرق الأوسط.
وتشير تقارير من مصادر مثل “أكسيوس” إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية تمارس ضغوطاً كبيرة على إيران لتجنب الرد العسكري على إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً. وفي رد على هذه الضغوط، أفادت التقارير بأن السلطات الإيرانية أكدت أنها لن تستهدف المدنيين في إسرائيل، على الرغم من أن بعض المصادر تشير إلى أن إيران قد تعتمد على حزب الله في لبنان للعمل نيابة عنها.
وبعد الاغتيال، تواجه إيران مفترق طرق حاسم. يجب على النظام أن يقرر ما إذا كان سيستجيب لدعوات الغرب لتجنب العمل العسكري أو المضي قدماً في هجوم رمزي. بدلاً من ذلك، يمكن لإيران أن تختار طريق الانتقام، كما أشار خامنئي بتعهده بـ«عقاب شديد» بعد اغتيال هنية.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه الشديد بشأن تصاعد التوترات خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان في 7 أغسطس. في بيان صادر عن قصر الإليزيه، حث ماكرون پزشكيان على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع تصعيد عسكري إضافي، محذراً من أن أي صراع من هذا القبيل سيكون ضاراً لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك إيران، وسيزعزع استقرار المنطقة. شدد ماكرون على أهمية الابتعاد عن «منطق الانتقام» ودعا إلى حماية المدنيين.
وأعاد ماكرون تأكيد التزام فرنسا بالبحث عن إطار سياسي موثوق يمكن أن يجلب السلام والأمن للمنطقة، بشرط أن تلتزم إيران بالتزاماتها الدولية. كما طالب الرئيس الفرنسي بالإفراج الفوري عن المواطنين الفرنسيين المحتجزين في إيران، مؤكدًا موقفه الحازم في هذا الشأن.
ومن ناحية أخرى، أكد پزشكيان في موقع الرئاسة الإيرانية على حق إيران في الرد المناسب على «جريمة النظام الصهيوني»، مضيفًا أنه ما دامت الدول الغربية تواصل دعمها لإسرائيل، ستستمر الجرائم التي ترتكبها إسرائيل. كما انتقد ما وصفه ب”النهج المتناقض والمنافق للولايات المتحدة والدول الغربية”، متهمًا إياهم بدعم نظام يتجاهل القوانين الدولية ويقوم بأعمال إجرامية في جميع أنحاء المنطقة، بينما يدعون ضحاياه إلى ضبط النفس.
وأكد پزشكيان أن إيران لا تزال ملتزمة بتجنب الحرب والسعي من أجل السلام والأمن العالميين. ومع ذلك، أوضح أن إيران، في إطار المعاهدات والقوانين الدولية، لن تصمت أبدًا في مواجهة التهديدات لمصالحها وأمنها.
وفي غضون ذلك، يستمر الوضع على الأرض في التدهور. أفادت سكاي نيوز أن أكثر من 1000 فرد من القوات البريطانية في حالة تأهب للمساعدة في إجلاء المواطنين البريطانيين من لبنان وسط تزايد المخاوف من حرب محتملة بين حزب الله وإسرائيل.
و تم نشر مئات من الجنود والمارينز البريطانيين والطيارين بالفعل لتعزيز القاعدة الجوية الرئيسية للمملكة المتحدة في قبرص، مع استعداد قوات إضافية للإرسال إلى المنطقة في وقت قصير. وتتوقع الحكومة البريطانية أن تقوم إيران وحزب الله قريبًا بشن هجمات انتقامية ضد إسرائيل، مما قد يدفع إسرائيل إلى إصدار أمر برد عسكري أوسع ضد لبنان.
كما اتخذت كندا تدابير احترازية، حيث أعلنت يوم الأربعاء أنها ستقوم بإجلاء أبناء دبلوماسييها من إسرائيل بسبب المخاوف من تصعد الصراع في الشرق الأوسط. أصدرت الحكومة الكندية تحذيراً يوم السبت لمواطنيها بعدم السفر إلى إسرائيل وغزة والضفة الغربية بسبب الوضع الأمني غير المتوقع.
وفيما تتصاعد التوترات، يظل مسؤولو نظام الملالي مصرين على متابعة الانتقام. أعلن موسوي، السفير الإيراني السابق لدى أذربيجان، أن النظام سينتقم بالتأكيد لمقتل هنية. يُنظر إلى تعيين يحيى السنوار كزعيم جديد لحماس بعد اغتيال هنية كإشارة واضحة على تشدد حماس ضد إسرائيل، مما يقلل من احتمالية تقديم تنازلات في مفاوضات وقف إطلاق النار ويقرب الحركة من إيران ويبعدها عن قطر.
إن اغتيال هنية وتداعياته قد وضعت المنطقة في مواجهة محتملة، حيث تكافح القوى الإقليمية والعالمية لمنع نشوب صراع شامل مع تحقيق توازن بين مصالحها الاستراتيجية.