خامنئي المرهق بين “الصبر الاستراتيجي” و”الانتقام الصعب”
بعد ستة أشهر من الحرب في غزة، أصبح نظام الملالي الآن في وضع جديد. فمن ناحية، نفخ في اتون الحرب في غزة كلما استطاع، لإبعاد خطر الثورة داخل إيران، حتى ولو تكون قصيرة الأجل. ومن ناحية أخرى ، وبعد ما أصبح دور “رأس الأفعى” أكثر وضوحا في القضية وتناول الحديث عن استهدافه، يدرك أنه إذا ارتكب خطأ، يجب أن يتحمل عواقب حرب كلاسيكية وساحقة. وسيكون أول الخاسرين (نظرا إلى الوضع المتوتر في الداخل الإيراني والكراهية العامية تجاه النظام). وفي كلتا الحالتين، يواجه الآن انعكاسات ساحقة لمأزق قاتل.
لإبعاد خطر الثورة داخل إيران، حتى ولو تكون قصيرة الأجل. ومن ناحية أخرى ، وبعد ما أصبح دور “رأس الأفعى” أكثر وضوحا في القضية وتناول الحديث عن استهدافه، يدرك أنه إذا ارتكب خطأ، يجب أن يتحمل عواقب حرب كلاسيكية وساحقة. وسيكون أول الخاسرين (نظرا إلى الوضع المتوتر في الداخل الإيراني والكراهية العامية تجاه النظام). وفي كلتا الحالتين، يواجه الآن انعكاسات ساحقة لمأزق قاتل.
وقد أدخلت آثار هذا المأزق عناصر وعصابات النظام الحاكم في نزاعات لفظية وإعلامية. يريد البعض إطلاق صواريخ على إسرائيل ويروج لفكرة “الانتقام الصعب!” على غرار قضية الرد على استهداف قاسم سليماني. هذه الأفكار تأتي في الغالب من العناصر الميدانية ووكلاء النظام الذين قام خامنئي بتهدئتهم من خلال وعد بمحو إسرائيل من خريطة العالم.
فهؤلاء عندما لا يرون أي شرارة من الشعارات الفارغة، يصابون بالانهيار ويدركون أن ما تم نسجه على مدار هذه الفترة حول “اقتدار النظام!” و “قوة الردع” ليس إلا خيال مبتذل يهدف إلى رفع معنويات الأصدقاء أكثر من تخويف العدو!
مثال على ذلك سمعنا في 1 أبريل/نيسان على التلفزيون الحكومي من الخبير في القضايا الاستراتيجية محمد تقي أقايان، وانتشر هذا الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي:
“لا أعرف كم من الوقت لابد أن نستمر في الاسترضاء. لكن إذا كنا نرغب في العمل من خلال وكلائنا، فإن ذلك ليس جيدا في رأيي، لأنه سيقلل من هيمنتنا في المنطقة، وسيقلل من قوتنا في الردع، والآن أفضل شكل من أشكال الرد يكمن في الرد المباشر من الجمهورية الإسلامية على الاحتلال الصهيوني في أرض فلسطين المحتلة… لقد ضربوا الليلة الشخص الأول والشخص الثاني في المنطقة، لكن معظم شعبنا لا يعرفون عمق المأساة عندما يكتشفون أنهم سيشعرون بالكثير من الندم”.
ولكي يحافظ النظام على وحدة قواته ويمنع وانهيارها، يعزو النظام ذلك إلى “مصلحة النظام” و”الصبر الاستراتيجي!”
وهناك تصريحات لاقتة في هذا الصدد.
قال حسين علائي قائد سابق في قوات الحرس:
“أفضل رد حكيم هو أن تكون إسرائيل غير متوقعه له. وهذا يتطلب تخطيطا صبورا وتنفيذا لمشروع رادع أو أكثر دون أن تكون إسرائيل على علم به”.
ومن بين ردود الأفعال المثيرة للاهتمام وأكثر من “الرد الحكيم!” صرح “سالار أبنوش” هو عضو للبرلمان الرجعي في كلمته بمناسبة يوم القدس:
“إنهم يتساءلون إلى متى يجب أن نظل صابرين،، لماذا لا يكون هناك انتقام قاسي. ما هو الفكر الذي يدور في أذهان بعض الأشخاص؟ لقد تضررت 46 سفينة في المياه الدولية في الأشهر القليلة الماضية. لماذا يقلل بعض الناس من أهمية هذه القضية؟ إنهم يحاولون تحويل انتباهنا إلى مشهد الصراع، ونحن نطلق صاروخا وهم يطلقون صاروخا في صلاة الجمعة فهل هذا هو الانتقام القوي؟ تركيز الحرب هو عليكم. فجميع الأعداء يقولون إن رأس الأفعى هو إيران. فهذا هو الانتقام القاسي الذي تقوم به الولاية المطلقة لفقه الإمام الباقر، فما هو الانتقام القاسي؟ فلماذا يحاول بعضنا تحويل الانتباه إلى جوانب أخرى؟ ماذا فعلتم؟ أنتم جميعا عملتم في حد المستشار وكلكم أهل الفهم والبصيرة وتفهمون معنى كلامي” (تلفزيون شبكة قزوين 5 أبريل)
وكان هذا المأزق أكثر وضوحا في يوم القدس.
ما هو مؤكد هو أن فضيحةهذا النظام أصبحت معروفة في جميع أنحاء العالم. والآن تدرك شعوب المنطقة، وخاصة غزة وفلسطين، أن استغلال قضية فلسطين ليس لها غرض آخر سوى التغطية على الحرب الرئيسية.
الحرب الرئيسية هي الحرب بين الشعب الإيراني والنظام بأكمله. حرية إيران والمنطقة تعتمد على هذه الحرب الحاسمة.
خامنئي لا ينجو من مصيره وهو الإطاحة به على يد الشعب والمقاومة الإيرانية سواء بـوسائل “الصبر الاستراتيجي!” أو “الانتقام القاسي!” الذي يدعيه خامنئي.