الحرب في غزة وعمليات الإعدام في إيران
من أجل الحفاظ على نظامه المنبوذ ومنع انتفاضة الشعب الإيراني، قام نظام الملالي بتكثيف موجة الإعدامات في إيران، مستغلاً الحرب الكارثية في غزة، والتي يعد النظام الإيراني في حد ذاته السبب الرئيسي في اندلاعها، وذلك لخلق جو من الخوف والرعب لمنع انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظامه. وتوضح موجة الإعدامات في إيران أن دعوة خامنئي للحرب لا تهدف إلى الدفاع عن الشعب الفلسطيني، بل للدفاع عن نفسه ضد الغضب المتفجر في المجتمع الإيراني.
من أجل الحفاظ على نظامه المنبوذ ومنع انتفاضة الشعب الإيراني، قام نظام الملالي بتكثيف موجة الإعدامات في إيران، مستغلاً الحرب الكارثية في غزة، والتي يعد النظام الإيراني في حد ذاته السبب الرئيسي في اندلاعها، وذلك لخلق جو من الخوف والرعب لمنع انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظامه. وتوضح موجة الإعدامات في إيران أن دعوة خامنئي للحرب لا تهدف إلى الدفاع عن الشعب الفلسطيني، بل للدفاع عن نفسه ضد الغضب المتفجر في المجتمع الإيراني.
وقد تم إعدام الشباب الذين شاركوا في انتفاضة عام 2022 ضد النظام، وحتى الآن لم يجرؤ النظام على إعدامهم خوفًا من رد فعل الشعب، وتم تحديد وضعهم على جدول التنفيذ.
في يوم الاثنين 23 يناير/كانون الثاني، أعدم النظام محمد قبادلو لمشاركته في مظاهرات مناهضة للحكومة خلال انتفاضة عام 2022 وقتل أحد أعضاء الباسيج القمعية. وفي اليوم نفسه، أعدم خامنئي السجين السياسي الكردي فرهاد سليمي، الذي كان في السجن لمدة 14 عامًا. ووفقا لبيان صادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 23 كانون الثاني/يناير 2024، فإن نظام الملالي أعدم أكثر من 360 سجينا منذ بداية حرب غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وبلغ متوسط عدد عمليات الإعدام في الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 100 إعدام.
على مدى العقود الأربعة الماضية، ذكرت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في تحليلها لنظام الملالي، أنه لا يمكن لنظام الملالي الاستمرار في الحكم إلا على ركيزتين: “القمع” في الداخل و “إثارة الحروب والإرهاب” خارج إيران.
استخدم الملالي الجشعون للاستيلاء الميكيافيلي على السلطة وعلى رأسهم خميني الإسلام كأداة للوصول إلى السلطة. كانوا يدركون أنهم لا يستطيعون قيادة مجتمع حديث خرج من ثورة مناهضة للشاه باتجاه تقدمي وتحرري بمُثل تلك الثورة. لذلك بدأوا يرددون شعارات توسعية بالتوازي مع إبادة القوى الثورية وقتل الشباب الإيراني.
كانت فريستهم الأولى هي العراق. الحرب التوسعية ضد العراق، كانت تلك “النعمة” التي لم يكن خميني مستعدا للتخلي عنها. كان يدرك أنه إذا فشل في الازمة في يوم من الأيام، سيتم قراءة الفاتحة على نظامه في ذات اليوم. وبنزعته المعادية للثورة والشر، أدرك أن سفك الدماء والوحشية واستعباد الشباب وخلق قمع مطلق داخل إيران هي شروط مسبقة أساسية للبقاء في السلطة. ومن أجل ترسيخ أسس هذه السلطة، يحتاج أيضا إلى حرب خارجية، لذلك فإن خلق الأزمات وتصدير الإرهاب إلى دول المنطقة هو جزء من سياسة الحفاظ على النظام.
استمراراً لسياسات خميني المناهضة لإيران، يحتاج خامنئي، هو الآخر بشكل حيوي إلى خلق أزمة لعرقلة الانتفاضة.
لا ينبغي ارتكاب أي خطأ. ويعلم خامنئي جيداً أنه في حرب إقليمية تحضر فيها القوى العالمية على أحد طرفيها، فإنه سيخسر وسيفقد هيمنته. ولن يلجأ إلى حرب شاملة في ظل وجود بديل قوي وموثوق لنظامه، والوضع المشتعل في إيران، ولكنه في المقابل سيخلق أزمات جديدة بقدر ما يستطيع.
وليس الهجوم الصاروخي على العراق وسوريا وباكستان، الذي جاء لاستمرار خلق الأزمة في غزة ولبنان والبحر الأحمر، سببا لقوة خامنئي..
لقد أضلنا الطريق إذا اعتبرنا إطلاقه المتهور والمتسرع للصواريخ نتيجة لامتلاكه اليد العليا في التطورات الإقليمية.
ولكن في خضم سلسلة من الأزمات المميتة، يبحث الولي الفقيه العاجز عن مخرج له في ممارسة هذه الأعمال الجنونية.
من الواضح الآن أن هدف خامنئي من إثارة الحرب في المنطقة ليس للدفاع عن فلسطين، بل للدفاع عن نظام الملالي أمام غضب الشعب الإيراني المشتعل، الذي يدفع للأسف شعب غزة المضطهد والشعب الإيراني ثمن جريمة خامنئي.