تهديد الملاحة البحرية..

فوضى البحر الأحمر وحرب الاستنزاف.. تفاصيل حارس الازدهار ضد الحوثيين (ترجمة)

هاجمت القوات الأمريكية البريطانية ودمرت نحو 69 موقعاً لإطلاق الصواريخ الباليستية كروز والمضادة للسفن، ومراكز للهجمات البرية، ومراكز للمروحيات والطائرات بدون طيار، ومواقع للرادار.

فريق الترجمة
فريق الترجمة بوكالة أنباء حضرموت
وكالة أنباء حضرموت

كشف تقرير سابق عن وجود مؤشرات على تأثر القدرات الهجومية لجماعة الحوثيين نتيجة الضربات الأمريكية البريطانية التي بدأت بعد استهداف الحوثيين للسفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وبحر العرب .

ويلخص هذا التقرير إحصائيات الصواريخ والطائرات بدون طيار والانتحارية والمركبات السطحية غير المأهولة التي أطلقتها جماعة الحوثي. كما يعرض تفاصيل حول العمليات الأمريكية البريطانية التي اعترضت أو أحبطت هجمات الحوثيين قبل إطلاقها في الفترة ما بين 12 يناير و8 فبراير 2024.

لكن ما لوحظ خلال الأيام الثلاثة الماضية (8 و9 و10 فبراير) هو أن التحالف الدولي ركز على مهاجمة الزوارق، ودمر نحو أربعة في 8 فبراير وأربعة في 9 و10 فبراير. وقد يكون ذلك بسبب إلى محاولة الحوثيين تكثيف هجماتهم عبر الزوارق مع التباطؤ في استخدام الصواريخ المضادة للسفن والطائرات المسيرة، أو حددت القوات الدولية مركز انطلاق تلك الزوارق وبدأت في استهدافها دون توقف.

ويساهم هذا التقرير في توضيح حجم المعركة الدائرة في البحر الأحمر، وتوازنها، ونوعية الأسلحة المستخدمة سواء العمليات الهجومية لجماعة الحوثي أو الضربات الاستباقية للتحالف الدولي، والدوافع وراء تحرك الحوثيين. الهجمات على البحر الأحمر.

 

أولاً: الهجمات والاعتراضات التي تقوم بها القوات الدولية

اعترضت القوات الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب حوالي 125 هجومًا، بما في ذلك صواريخ كروز، وصواريخ باليستية مضادة للسفن، وصواريخ هجوم بري، وطائرات بدون طيار، وقوارب سطحية بدون طيار ومأهولة. وشكل اعتراض الطائرات بدون طيار أكثر من 74% من إجمالي العمليات الدفاعية.

وهاجمت القوات الأمريكية البريطانية ودمرت نحو 69 موقعاً لإطلاق الصواريخ الباليستية كروز والمضادة للسفن، ومراكز للهجمات البرية، ومراكز للمروحيات والطائرات بدون طيار، ومواقع للرادار.

وتوصف العديد من الهجمات التي تشنها القوات الدولية بأنها "وقائية"، وتركز على منصات إطلاق الصواريخ، فيما نادرا ما تعلن أن الضربات استهدفت مستودعات أسلحة. كما لم تكشف القوات الدولية عن اغتيال قيادات عسكرية. لكن استخبارات شيبا نشرت معلومات عن استهداف نحو خمسين خبيرا إيرانيا في الضربات على مواقع الحوثيين.

وشكل الهجوم على منصات إطلاق الصواريخ المضادة للسفن معظم ضربات القوات الدولية بنسبة 70%.

ثانياً: هجمات جماعة الحوثي

وتنوعت هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، إذ أعلنت الجماعة اليمنية رسميا عن نحو 166 هجوما باستخدام صواريخ كروز والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وهجمات برية، الطائرات بدون طيار، والقوارب غير المأهولة.

ونفذت جماعة الحوثي، بدعم إيراني، هجمات خطيرة بمختلف أنواع الأسلحة أحدثت فوضى في ممرات التجارة الدولية في البحر الأحمر. كما أنها تستعد لحرب طويلة لمواجهة قوات التحالف الدولي . ولذلك شكلت هجمات الطائرات بدون طيار الأقل تكلفة والأكثر فوضوية نحو 69% من هجماتها، ولم يعترف التنظيم بخسائره .

ثالثاً: إحصائيات الهجمات التي أعلنها الجانبان

ومن خلال إعلان الحوثيين عن هجماتهم وإعلان القيادة المركزية الأمريكية عن عملياتهم، وثقت استخبارات شيبا نحو 237 هجوماً وهدفاً. تشكل هجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار أو اعتراضها واستهدافها من قبل الضربات الأمريكية البريطانية حوالي 54% من إجمالي الأهداف، تليها الهجمات الصاروخية الحوثية والضربات الاعتراضية أو الوقائية من قبل القوات الأمريكية البريطانية بحوالي 42%.

الدعاية وحرب الاستنزاف

إن استخدام طائرات بدون طيار وصواريخ إيرانية معدلة من قبل جماعة الحوثي هو مؤشر على حرب طويلة بالوكالة واستنزاف استعدت له الجماعة. إن بقاء التحالف الدولي في إطار الاعتراض أو الضربات الوقائية يشير إلى أنه لا يرغب في توسيع الحرب. ولم يعلن التحالف عن هجمات على أهداف إيرانية في اليمن أو اغتيال قادة ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني. ويعتبر هذا النهج هروباً من أي مواجهة مباشرة مع إيران، ويهدف إلى الضغط على الحوثيين لوقف استهداف السفن.

ومما لا شك فيه أن الحرب غير المتكافئة تشكل استنزافاً كبيراً للقوات النظامية، مما يجعل خسارة جماعة الحوثي أقل من حيث التكاليف المادية. إن إسقاط صاروخ أو طائرة بدون طيار تبلغ قيمتها بضعة آلاف من الدولارات يتطلب صواريخ تبلغ قيمتها ملايين الدولارات. لكن يبدو أن القوات الأمريكية والبريطانية اتخذت نهجا مختلفا في التعامل مع جماعة الحوثي، وهو التركيز على الهجمات الوقائية لإلحاق خسائر بالجماعة.

وتعني الهجمات الوقائية أن الصاروخ عالي التكلفة يستهدف منصات صواريخ جاهزة للإطلاق، ما يرفع الخسائر المادية والبشرية لجماعة الحوثي، إذ تؤثر ضربة واحدة على مخزون موقع عسكري كامل وفريق الإطلاق، بالإضافة إلى التأثير على الروح المعنوية. وشعور مقاتلي الجماعة بأنهم مراقبون وملاحقون. وهو ما يحد من تواجد منصات إطلاق الصواريخ في المناطق المفتوحة، خاصة الساحلية، مما دفع التنظيم إلى نقل مراكز إطلاق الصواريخ إلى الجبال البعيدة. وتفسر هذه الخطوة زيادة استخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية المتخصصة في الهجمات البرية وإطلاقها على السفن.

وتركز جماعة الحوثي على إلحاق أكبر الخسائر والأضرار بالقوات الدولية وحلفائها في المنطقة من خلال استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ضد السفن. كما تحاول إلحاق خسائر بالاقتصاد العالمي، مصحوبة بالدعاية الإعلامية التي تبالغ في قدراتها، وكسب حقوق الإنسان والرأي العام العربي والإسلامي والعالمي من خلال ربط هجماتها بوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.

ومن خلال تتبع ضربات الحوثيين، تباطأت الهجمات المكثفة وسرعتها؛ هناك عدة أسباب لذلك. والأهم هو محاولة الحوثيين خفض التصعيد مع اقتراب موعد نفاذ تصنيفهم جماعة إرهابية. أما الأسباب الأخرى فهي تراجع مخزون الجماعة من الصواريخ والطائرات المسيرة بسبب الضربات الأمريكية البريطانية على مراكز الإطلاق أو بسبب جهود مكافحة تهريب الأسلحة إلى اليمن وانكشاف تحركات إمداد الأسلحة.

تثبت هذه الحرب أن إيران استفادت من حرب إسرائيل على الفلسطينيين في غزة، وأظهر النظام الإيراني أن حليفه في اليمن قادر على تعطيل طريق بحري حاسم، وهو باب المندب، في البحر الأحمر، والذي يمر من خلاله حوالي 12٪ من إجمالي النقل البحري. يمر النفط المتداول .

المصدر: مخابرات سبأ