وكالة أنباء حضرموت
تقرير: "حرب اليمن".. ما بين تقدم العمالقة وانهيار المتمردين الحوثيين
شكلت التطورات الميدانية السريعة بعد إطلاق تحالف دعم الشرعية في اليمن "حرية اليمن السعيد" منعرجاً حاسماً في الحرب على الحوثيين، الذين انهارت خططهم للسيطرة على مأرب، وإحكام قبضتهم على مدن ومحافظات الجنوب وأبرزها شبوة. ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن تحرير شبوة، واستمرار تقدم ألوية العمالقة وتوغلها في المناطق الخاضعة للميليشيا، وانهيار قطاعات واسعة من قوات المتمردين على جبهات مختلفة، تنبئ بتطورات كثيرة مقبلة في سيرالحرب والعمليات العسكرية في اليمن.
بعد شبوة...
مأرب وفي هذا السياق قال الباحث السياسي والعسكري اليمني عبد الوهاب بحيبح لصحيفة "الشرق الأوسط" إن تقدم قوات العمالقة في حريب بمحافظة مأرب، التي أعلنت القوات سقوطها أمس الأربعاء، والسيطرة عليها بعد تحرير كامل محافظة شبوة المجاورة، يعني أن هذه القوات في "الطريق للتقدم والسيطرة على مديرية الجوبة التي تعد مديرية محورية لأهمية موقعها الاستراتيجي، حيث أنها مفتاح مدينة مأرب، كما أنها تجاور مديرية الوادي وأيضاً مديريتي جبل مراد ورحبة ومديريات أخرى، ويمر منها الخط الدولي الرابط بين مأرب والبيضاء وشبوة".
وفي هذا الإطار قال الإعلام العسكري اليمني إن "المواجهات انتقلت إلى مناطق بين البيضاء، وأبين من الجهة الجنوبية للبيضاء، مع تنفيذ هجمات للجيش في الجبهات الغربية من مأرب بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية" وذلك بعد إعلان "قيادة ألوية العمالقة أعلنت، الاثنين، استكمال المرحلة الثالثة من عملية إعصار الجنوب، بتحرير مديرية عين في اليوم العاشر من العمليات، بعد تحرير مديريتي عسيلان وبيحان وصولاً إلى أطراف البيضاء غرباً".
نفاق إخواني
من جهتها، قالت صحيفة "العرب" إن إطلاق "حرية اليمن السعيد" والانتصارات السريعة التي تلته، في شبوة ومأرب، أربك "ليس فقط الحوثيين، بل وأيضاً جماعة الإخوان التي سبق وأن سلمت المديريات الثلاث في سبتمبر الماضي دون أي مقاومة تذكر للمتمردين" إذ سارعت قيادات إخوانية، أو محسوبة على الإخوان إلى العمل سريعاً على العودة إلى الصورة العامة من جديد، بمباركة هذه الانتصارات، في موقف اعتبر نشطاء ومراقبون يمنيون، أنه "لا يخلو من نفاق سياسي لطالما طبع مواقف وسلوكيات قيادات الإخوان، التي كانت تراهن على دخول ألوية العمالقة في حرب استنزاف مع الحوثيين ولا تزال تأمل في ذلك من خلال انخراط العمالقة في معركة مأرب".
ويشير النشطاء حسب الصحيفة، إلى أن الإخوان يحاولون اليوم "تجنب الأسوأ في العلاقة مع التحالف العربي"، بعد أن ضرب إعصار التحرير المناطق والمدن التي كانوا يسيطرون عليها في اليمن حل سياسي وفي إطار التطورات الميدانية، قالت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، إن ما يجري على الساحة اليمنية، رسالة واضحة المعالم مفادها أنه "لا بد للحوثيين أن يستوعبوا ألا مفر من التوصل لحل سياسي"، وأوضحت الصحيفة، أن التطورات الأخيرة، لا تمنع التحرك كما أكدت الإمارات دوماً نحو التقدم لحل الأزمة سلمياً شرط "وقف الأعمال العدائية لميليشيات الحوثي ليس داخل اليمن فحسب، وإنما أيضاً التوقف عن استهداف المملكة العربية السعودية بالطائرات المسيرة، والصواريخ البالستية، وعدم تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر من خلال أعمال القرصنة".
وشددت الصحيفة، على موقف الإمارات الداعي إلى "التوافق وتوحيد الصف اليمني من أجل إحراز التقدم في العملية السياسية"، ذلك أنها "ترى أيضاً أنه لا تزال هناك فرصة سانحة لإنهاء الأزمة، مع وجود مبادرات حقيقية، آخرها مبادرة السلام السعودية، وأفكار المبعوث الأممي الخاص هانس غراندبرغ".
حرب استرداد
أما صحيفة "الرياض" السعودية، فقالت من جهتها، إن التطورات الميدانية في اليمن، تنسف محاولة بعض الجهات "التشكيك في جدوى التدخل وجدوى الحرب برمتها، متجاهلين كل الجهود المبذولة لمحاولة تلافيها، إلا أن الصلف الحوثي المدفوع بالأطماع الفارسية في إيجاد موضع قدم لها في هذا الموضع المهم والحيوي، لم يترك أي مجال أو فرصة لإيجاد تسويات أو حلول أخرى".
واعتبرت الصحيفة، أن "تقلبات الحرب وتغيرات المواقف وتبدلاتها لم تفلح في زعزعة ثقة الغالبية العظمى من اليمنيين في قوات التحالف بقيادة المملكة، وجديتها في مقاومة ومجابهة المد الفارسي، وبذلها الغالي والنفيس في سبيل تخليص اليمن، والمنطقة برمتها من المشروع الظلامي لميليشيا الحوثي، ومن يقف خلفه من فلول الرجعية الخمينية، وعسكرها الحالم باستعادة أمجاد إمبراطورية غابرة، وانتصارات الجيش اليمني بمختلف تفريعاته العسكرية المدعومة من قوات التحالف في معركة شبوة ليست سوى خطوة إضافية في طريق طويل لإنقاذ اليمن وإلحاقه بالركب الذي يسير بالمنطقة لأن تكون واحة حضارية في التقدم والازدهار وتحقيق المزيد من الرفاه لدول المنطقة وشعوبها.