وكالة أنباء حضرموت
تقرير: تحرير شبوة وتأمينها أولوية للمجلس الانتقالي الجنوبي
تعد محافظة شبوة من المحافظات الجنوبية الهامة، والتي خضعت طوال السنوات الماضية لسيطرة مليشيا الحوثي والاخوان للسيطرة على مقدراتها وعزلها عن محيطها الجنوبي باستخدام القوة.
مليشيا الاخوان ومنذ سيطرتها على المحافظة في سبتمبر 2019 سعت الى عزل محافظة شبوة النفطية عن محيطها الجنوبي وربطها بمحافظات شمالية تخضع للإخوان والحوثي، عسكرياً وادارياً.
وعلى الرغم من الرفض الشعبي والمجتمعي في شبوة لعزل محافظتهم عن محيطها الجنوبي إلا ان مليشيا الاخوان عمدت الى قمع كل الأصوات المعارضة، بالقتل والاختطاف والاعتقال وقصف القرى، لتمكين امر واقع جديد في هذه المحافظة.
ولم تكتفي مليشيا الاخوان بعزل شبوة عن محيطها الجنوبي، بل سعت الى ضرب علاقة أبناء شبوة بالتحالف العربي، من خلال التحريض عليه وافتعال المشاكل العبثية مع دول التحالف العربي بأوامر من خارج المحافظة.
تراكم كل تلك المشكلات وتساهل وتنسيق مليشيا الاخوان مع الحوثي بهدف السيطرة على ثروات المحافظة ساهم في سقوط مديريات بيحان الثلاث بيد مليشيا الحوثي دون قتال، وهو ما يؤكد حجم المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها شبوة.
التدخل الحاسم للإنتقالي:
ادرك المجلس الانتقالي منذ سقوط محافظة شبوة بيد مليشيا الاخوان والحوثي، حجم الخسارة العسكرية والسياسية والمجتمعية، لذلك ظل المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي يؤكد على حتمية عودة شبوة الى محيطها الجنوبي وطرد مليشيا الحوثي والاخوان من المحافظة.
حيث عمل المجلس الانتقالي الجنوبي على احتواء قوات النخبة الشبوانية التي تم إخراجها من المحافظة من قبل مليشيا الاخوان رغم الإنجازات الكبيرة التي حققتها.
لم يسمح الانتقالي بتفكيك هذه القوات واكد الرئيس الزبيدي في اكثر من تصريح ومقابلة ان هذه القوات ستعود الى شبوة مرفوعة الرأس واقوى مما كانت.
ظل المجلس الانتقالي الجنوبي طوال الثلاث السنوات الماضية يعمل على ملف شبوة على كل المسارات العسكرية، والأمنية، والشعبية، حيث تمكن من تشكيل قوات جديدة تضاف لقوات النخبة الشبوانية، تم تدريبها وتجميعها في عدد من المحافظات الجنوبية، وهي اليوم ما تسمى بقوات الدفاع عن شبوة.
كما سعى الانتقالي الى تكريس الرفض الشعبي لتواجد مليشيا الاخوان في المحافظة، من خلال المسيرات والمهرجانات التي كان يدعو لها وبشكل مستمر، وعملت ضغط كبير على مليشيا الاخوان.
ساعة الصفر :
تسارع الاحداث في شبوة وسيطرة مليشيا الحوثي على مديريات بيحان بدون قتال، واقتحام مليشيا الاخوان معسكر العلم الذي كانت ترابط فيه قوات النخبة والقوات الإماراتية، وانسحاب القوات السعودية من مطار عتق، وعودة الجماعات الإرهابية الى المحافظة، كل ذلك مؤشرات على ان هناك نوايا من قبل مليشيا الاخوان لتسليم كامل المحافظة للحوثي والجماعات الإرهابية.
هذه التطورات جميعها اوجدت قلق كبير للمجلس الانتقالي، والتحالف العربي والمجتمع الدولي، لذلك كان لابد من اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لوقف مخططات الاخوان ومليشيا الحوثي بالسيطرة على المحافظة.
الانتقالي وفي اكثر من موقف عبر عن رغبته في الدفع بقواته الى شبوة لتحريرها، ووضع شرط اقالة المحافظ الاخواني بن عديو، وفكفكة سيطرة الاخوان على المحافظ حتى يأمر قواته بالتوجه الى شبوة لتحريرها من مليشيا الحوثي.
بدوره التحالف العربي مارس ضغوط كبيرة على الرئيس هادي لإقالة المحافظ الاخواني وفكفكة منظومة الاخوان في شبوة، وهو ما حدث بالفعل، حيث تم اقالة المحافظ الاخواني وعقب ذلك توجهت القوات الجنوبية ممثلة بقوات العمالقة الى شبوة، وعادت قوات النخبة الشبوانية تحت اسم قوات الدفاع عن شبوة الى المحافظة.
وخلال أيام تمكنت قوات العمالقة من تحرير مساحات واسعة في بيحان، لتكشف حجم التخادم الذي حدث بين الاخوان الحوثي وكيف تم تسليمه ثلاث مديريات بدون قتال.