وكالة أنباء حضرموت
صحف عربية: هل يشهد اليمن تحولاً دراماتيكياً في العالم الجديد؟
انقضى عام 2021 دون أن يكون في اليمن وجنوبه وشماله بارقة أمل قد تحدث التحول الدراماتيكي على غرار سياقات التحولات في التاريخ اليمني بإعلان التحالف العربي البدء في عملية إعادة تموضع لألوية العمالقة الجنوبية المتمركزة في طول الساحل الغربي. ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأحد، يدخل العام 2022 باستشراف مغاير للمشهد اليمني، فبعد كثير من الشكوك والظنون قطع "عمالقة الجنوب" كل الأوهام بالأفعال، وحطموا أسوار الزيف ودخلوا مظفرين إلى محافظة شبوة لاستعادة ما فرط فيه حزب "الإصلاح"، وإطلاق روح إيجابية بإمكانية تنفيذ "اتفاق الرياض".
اختلال التوازنات السياسية
وقال الكاتب هاني سالم مشهور في مقاله بصحيفة "الاتحاد" إن الصراع اليمني، ومن قبل هبوب رياح الربيع العربي وبعدها جهات مهمتها إشباع كل ما يحيط بالصراع بخطابات الكراهية والتشكيك في الآخرين، فهذه مهمة جهات استحوذت منذ عقود بعيدة على الهواء فضخت وتضخ فيه من الدعايات والشائعات، ما جعل الحقيقة غائبة والمصداقية مخفية، اليمن وقع مبكراً في فخ المتأسلمين الذين استخدموا الإعلام للتهويل والترهيب.
وأضاف مشهور أن حزب "الإصلاح" لم يخجل من تسليمه المعسكرات والمحافظات المحررة في شمال اليمن، فلقد كادت الحرب أن تنتهي بدخول القوات الموالية لتحالف دعم الشرعية بالقرب من مطار صنعاء، لولا أن هذا الحزب اختطف الشرعية وأسقَط نائب الرئيس خالد بحاح، واستحكم بمفاصل المؤسسات وأغرقها بالفساد وحوّل مسار المعركة كلياً، وجعلوا منها تجارة لمصلحة المتنفذين في باب اليمن، في أبريل (نيسان) 2016 أُسقط بحاح والقوات على مسافة قصيرة من مطار صنعاء لتتوالى الهزائم والانكسارات وتسليم الجبهات والمعسكرات بما فيها من سلاح وعتاد.
وأشار مشهور إلى أن التوازنات شهدت اختلال سياسي في جسد المؤسسة السياسية اليمنية وفيما عاث حزب "الإصلاح" فساداً، كانت القوات المسلحة الإماراتية ماضية في التزامها مع قيادة التحالف وعملت على تأهيل ثلة من المؤمنين بحق بلادهم وشعبهم بالخلاص من سلطة الجماعات الإسلاموية، واستمر التأهيل والتدريب برغم كل الضخ الإعلامي العدائي لصد مشروع محور الاعتدال العربي الرامي إلى مواجهة أذرع المحور التخريبي المستهدف للأمن القومي العربي.
وأكد أن الإماراتيون لم يرضخوا ويتراجعوا عن مهامهم في اليمن جنوبه وشماله، ونجحوا في تمكين "ألوية العمالقة" من امتلاك المهارات القتالية، كما امتلكتها الأحزمة الأمنية والنخبة الحضرمية والشبوانية والمقاومة الوطنية، التشكيلات العسكرية والأمنية حققت نجاحات ميدانية، وحصلت على شهادات أممية ودولية في مكافحة الإرهاب، والأهم حظيت بحواضن شعبية شعرت بالأمان وبكثير من الامتنان نحو هذه التشكيلات ذات العقيدة الوطنية.
انتصارات ميدانية
فيما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أنه ضمن عملية عسكرية أطلق عليها "إعصار الجنوب" تمكنت قوات ألوية العمالقة أمس (السبت) من تحرير مديرية عسيلان إحدى أكبر مديريات محافظة شبوة اليمنية من قبضة الميليشيات الحوثية، فيما تتأهب القوات نفسها لتحرير مديريتي عين وبيحان المجاورتين، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري التابع للقوات.
وبارك رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك، "الانتصارات الميدانية التي حققتها قوات العمالقة والجيش بتحرير مديرية عسيلان بمحافظة شبوة من سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية» طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وجاء ذلك في وقت أعلن فيه تحالف دعم الشرعية في اليمن استمرار عمليات الإسناد الجوي لقوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في جبهات مأرب حيث تتواصل المعارك ضد الميليشيات في الجبهات الجنوبية والغربية من المحافظة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالعودة إلى معارك شبوة الخاطفة قالت مصادر عسكرية إن تحرير عسيلان كبد الميليشيات خسائر بشرية وآليات عسكرية وأجبر من بقي على الفرار إلى مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة ذاتها.
ووصف الخبير العسكري والباحث اليمني عبد الوهاب بحيبح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» التقدم في عسيلان بأنه "خطوة مهمة جداً نحو تحرير بقية مناطق شبوة»، وقال إن ذلك «سيمهد الطريق للتوجه نحو تحرير بيحان العليا ووادي خير وصولاً إلى عقبة القنذع وكذلك مديرية عين، كما سيمهد الطريق لتحرير مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب".
وأضاف "كل ذلك سيحيد طرق الإمداد الحوثية القادمة من البيضاء وسيبقى لدى الميليشيات طريق إمداد وحيد وهو خط المناقل - قانية - البيضاء، وهذا سيمهد أيضاً لتحرير مديريتي الجوبة وجبل مراد في مأرب".
وأشار بحيبح إلى أن تلك المناطق متداخلة حيث ترتبط بطرق متعددة تجمع ثلاث محافظات هي مأرب وشبوة والبيضاء، وفي حالة تحقيق هذا التقدم سيتم رفع الضغط عن مأرب بل وسيتم تسهيل التقدم نحوها وخنق الميليشيا الحوثية من الخلف بنفس الأسلوب الذي كانت استخدمته الميليشيات حينما احتلت مديريات بيحان وعين وحريب وما نتج عنه من حصار العبدية وفتح جبهات متعددة على الجوبة حتى إسقاطهما.
ضغط عسكري
فيما نقلت صحيفة "البيان" الاماراتية عن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، أن الجيش استعاد السيطرة على مناطق واسعة غرب شبوة وسط خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الحوثيين.
وتمكنت قوات ألوية العمالقة من تحرير مديرية عسيلان شمال غرب محافظة شبوة، ووصلت لمركز المديرية، حيث تجري عملية تمشيط وتأمين وملاحقة عناصر الميليشيا الحوثية الفارة نحو مديرية عين ومديرية بيحان، التي شرعت قوات العمالقة في الزحف صوبها ضمن عملية عسكرية، تستهدف تحرير محافظة شبوة بشكل كامل.
وذكرت مصادر عسكرية لـ"البيان" أن ألوية العمالقة هاجمت صباحاً منطقة الصفراء في مديريات عسيلان المنتجة للنفط وتمكنت من تحرير المنطقة من قبضة الميليشيا بإسناد من مقاتلات التحالف بعد أيام على وصولها للمحافظة والتمركز في خطوط التماس مع ميليشيا الحوثي، على أن تواصل تقدمها نحو مديريتي عين وبيحان فيما تستعد وحدات أخرى من هذه القوات لفتح جبهة أخرى انطلاقاً من مديرية مرخة باتجاه محافظة البيضاء.
ووفقاً لهذه المصادر فإن انطلاق العملية العسكرية ترافق مع وصول تعزيزات إضافية إلى المحافظة قادمة من المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت للتنظيم إلى سبعة من ألوية العمالقة كانت وصلت شبوة قادمة من الساحل الغربي، لمساندة القوات هناك في مواجهة ميليشيا الحوثي وتخفيف ضغط ميليشيا الحوثي على جنوب محافظة مأرب.
وذكرت مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي تستخدم التجمعات السكنية في بيحان دروعاً بشرية ووزعت عناصرها والأسلحة الثقيلة وسط الأحياء السكنية وقرب المزارع والتجمعات للاحتماء من ضربات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وقالت إن الميليشيا ومنذ ثلاثة أيام نشرت مجاميع مسلحة وآليات قتالية وسط الأحياء السكنية في مركز المديرية، كما حولت المساجد في المديرية إلى مقار لإقامة مسلحيها.