الازمة الفلسطينة الاسرائيلية

معبر رفح الحدودي.. هل يمكن لمصر فتحه أمام الفلسطينيين الفارين؟(ترجمة خاصة)

بينما يتحرك الناس في قطاع غزة جنوبا بشكل جماعي، ننظر إلى احتمالات منحهم اللجوء في سيناء

فريق الترجمة
فريق الترجمة بوكالة أنباء حضرموت
وكالة أنباء حضرموت

ما هو معبر رفح الحدودي؟
وبالنسبة لمعظم الفلسطينيين في قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يمثل معبر رفح الحدودي مخرجهم الوحيد المحتمل، وشريان الحياة الوحيد المتبقي للقطاع إلى العالم الخارجي. وتسيطر مصر على المعبر بموجب اتفاق أبرم عام 2007 مع إسرائيل لكن الإمدادات القادمة إلى غزة عبر رفح تتطلب موافقة إسرائيلية.
وعلى الطرف الآخر من القطاع، يؤدي معبر إيريز في الشمال إلى منطقة قريبة من مدينة عسقلان الإسرائيلية. وهناك، لم يتمكن سوى عدد محدود من الفلسطينيين الذين لديهم تصاريح عمل يصعب الحصول عليها والذين لديهم إذن لتلقي الرعاية الطبية العاجلة من استخدام المعبر الخاضع لرقابة مشددة قبل تدميره أثناء توغل حماس. وكان معبر كيرين شالوم، الواقع في جنوب غزة أيضا، مصمما للسماح بدخول البضائع فقط، ولكن تم تقليصه بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 16 عاما.
رفح هي المكان الذي يحاول فيه معظم الفلسطينيين الحصول على إذن للخروج من غزة إذا استطاعوا. ومع ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين ولدوا في الإقليم لم يغادروا أبدا مساحة ال 365 كيلومترا مربعا التي تشكل الإقليم، والحصول على إذن بالمغادرة أمر صعب للغاية.
يقع المعبر في الطرف الجنوبي من غزة على الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية، وهي منطقة مثلثة واسعة تتكون بشكل رئيسي من الصحراء التي كانت موقعا للقتال بين الجيش المصري والمسلحين الجهاديين على مدى العقد الماضي. وعلى الجانب المصري من المعبر توجد رفح، وهي منطقة من المدينة والأراضي الزراعية التي دمرها الجيش المصري بشكل أساسي من أجل منع المدنيين والمسلحين من العودة إلى المنطقة.
لماذا أغلقت مصر المعبر؟
تفرض مصر قيودا مشددة على فتح معبر رفح، وأبقته مغلقا خلال عمليات القصف الإسرائيلية السابقة على غزة في 2021 و2014 و2008. منذ بدء فترة من الصراع المتصاعد بين الجيش المصري والجهاديين في شبه جزيرة سيناء في عام 2013، قلصت مصر إلى حد كبير الحركة عبر المعبر، وحظرت دخول منظمات الإغاثة والصحفيين إلى شمال سيناء. ويتهم الفلسطينيون مصر بتعزيز الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ 16 عاما من خلال إغلاق طريق الخروج الوحيد من غزة.
ولم يرغب المسؤولون المصريون حتى الآن في فتح المعبر أمام أي حركة للأشخاص خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير ما لم تسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى القطاع. وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الأحد إنه سيعاد فتحه للسماح بدخول المساعدات وإجلاء بعض حاملي جوازات السفر الأجنبية.

وأظهر مقطع فيديو في وقت سابق من هذا الأسبوع شاحنات مساعدات تصل إلى المنطقة القريبة من معبر رفح قبل قصف المنطقة.
ما الذي تخشاه مصر؟
وقد أشار المسؤولون المصريون، بمن فيهم رئيس البلاد، عبد الفتاح السيسي، إلى أنهم غير مستعدين للسماح للفلسطينيين بالفرار إلى شمال سيناء، خوفا من أن يصل ذلك إلى إعادة توطين دائمة لأكثر من 2 مليون شخص لن تسمح لهم إسرائيل بدخول غزة مرة أخرى.
وألمح السيسي إلى المخاوف بشأن عواقب نزوح الفلسطينيين من غزة الأسبوع الماضي، قائلا إن السماح لهم بالاستيطان في سيناء، حتى مؤقتا، سيكون بمثابة السماح لإسرائيل بالسيطرة على قطاع غزة الفارغ. وقال "مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى". لن يكون هناك تساهل أو تبديد للأمن القومي المصري تحت أي ظرف من الظروف".

ويشارك آخرون السيسي مخاوفه، بما في ذلك الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الذي قال في نهاية الأسبوع الماضي إنه "لن تكون هناك هجرة من غزة إلى مصر"، بعد أن طالبت إسرائيل بفرار حوالي 1.1 مليون شخص إلى جنوب القطاع، وتصريحات من الجيش الإسرائيلي بأن الفلسطينيين يجب أن يغادروا غزة ببساطة، على الرغم من عدم قدرتهم على ذلك. وقال إن مصر "ترحب بالشعب الفلسطيني، ولكن ليس على أساس الهجرة أو الهجرة".
تكثرت المخاوف من أن إسرائيل أو الشركاء الدوليين قد يضغطون على مصر لقبول ملايين الفلسطينيين الذين يستقرون في سيناء منذ عقود في القاهرة: نفى حسني مبارك بشدة التقارير التي تفيد بأنه أبرم صفقة مع مارغريت تاتشر في عام 1983 لإعادة توطين الفلسطينيين المنفيين في لبنان في شبه الجزيرة، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكان بنيامين نتنياهو قد اقترح الفكرة أيضا في عام 2010. واقترح العديد من السياسيين الإسرائيليين إقامة دولة فلسطينية بديلة في سيناء، وهي فكرة يرفضها المسؤولون المصريون منذ فترة طويلة.
هل يمكن إقناع القاهرة بالسماح للفلسطينيين بالعبور؟
كانت الحياة في شمال سيناء يائسة منذ عقود، وتشكو المنطقة منذ فترة طويلة من إهمال القاهرة وسط نقص في البنية التحتية الأساسية والطاقة وحتى الأراضي الصالحة للسكن. هناك مساحة شاسعة قريبة من الحدود مع غزة تم تدميرها، بما في ذلك المنازل والأراضي الزراعية، من أجل إنشاء ما وصفته مصر ب "المنطقة العازلة"، ومنع الجيش، الذي يسيطر على المنطقة، المدنيين من العودة إلى منازلهم.
كما أن مصر تعاني من أزمة اقتصادية كبرى، بما في ذلك انخفاض قيمة عملتها، مما يجعل احتمال قبول اللاجئين أمرا صعبا. ومع ذلك، أفاد آخر منفذ إخباري مستقل في مصر، مدى مصر، أنه في حين رفضت القاهرة أي اقتراح بنزوح جماعي من غزة إلى سيناء، إلا أنها لا تزال "تتعرض لضغوط من الدول الغربية التي تقدم أيضا حوافز اقتصادية في محاولة للتوصل إلى اتفاق".
وقالت إن مصر على وشك قبول اتفاق يسمح للأجانب ومزدوجي الجنسية بالعبور من رفح، طالما سمح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة. ووفقا لستة مصادر تحدثت إلى «مدى مصر»، هناك بعض «الميل إلى قبول» تدفق كبير للفلسطينيين إلى سيناء داخل دوائر صنع القرار في مصر إذا قدم الشركاء الدوليون حوافز اقتصادية. ومع ذلك، فإن احتمال تقديم دعم مالي طويل الأجل للفلسطينيين في مصر، سواء من القاهرة أو دوليا، يبدو بعيد المنال.
 

المصدر The Gurdian (ترجمة وكالة أنباء حضرموت)