بعد متغير «أوميكرون»

هل يتحور وباء «كورونا» إلى مرض مستوطن كما حدث لجائحة الإنفلونزا التاريخية؟

واشنطن

كشفت تجارب انتشار الأوبئة، تاريخياً، تراوُح فترة بقائها من عامين ونصف إلى ثلاث سنوات ونصف، حيث تتحور الفيروسات الوبائية، بمرور الوقت، وتتطور إلى مرض مستوطن ينتشر عند مستويات أقل يمكن التحكم فيها.

ويأمل بعض علماء الفيروسات أن يحدث هذا التحول مع فيروس «كورونا» المستجد كما حدث مع الكثير من الأوبئة أشهرها سلالة الإنفلونزا التي تسببت في جائحة الإنفلونزا عام 1918 بعدما تحولت لمرض مستوطن بدرجة خطورة منخفضة، حسبما نشر موقع «هيلث لاين».

تشير التقارير المبكرة إلى أن متغير «أوميكرون» قد يسبب عدوى أكثر اعتدالاً، ربما بسبب مجموعته الفريدة من الطفرات جنباً إلى جنب مع تراكم المناعة في جميع أنحاء العالم.

ويعتقد الخبراء أن الفيروسات غالباً ما تتحور لتصبح أقل خطورة، إلا أنه ليس ضماناً بنسبة 100% بحدوث هذا حالياً مع فيروس «كورونا»، في ظل الاختلافات الكبيرة بين عامي 2021 و1918 وظهور متغيرات جديدة على مسار الوباء كالسفر واللقاحات والعلاجات التي تم التوصل لها وتؤثر بشكل كبير على الفيروس.

من جانبه، قال كيث أرميتاج، أستاذ الطب في قسم الأمراض المُعدية في جامعة كيس ويسترن ريزيرف الأميركية، إن انخفاض خطورة سلالة الإنفلونزا بمرور السنوات يرجع على الأرجح إلى مزيج من مناعة القطيع وتحور الفيروس لإنتاج مرض أقل خطورة.

وقال أرميتاج: «إذا فكرت في الطريقة التي تتصرف بها الفيروسات، بيولوجياً، فإن سبب حياتها هو التكاثر والانتشار، وليس هناك حقاً أي فائدة للفيروس لقتل المضيف»، موضحاً أن ما يريده الفيروس هو أن يصيب مضيفاً ويكون مُعدياً حتى يتمكن من إصابة مضيف آخر ويمكنه الاستمرار في الانتشار.

ولهذا يعتقد أنه غالباً ما تتحور فيروسات الجهاز التنفسي وتصبح أقل ضراوة وبالتالي أقل خطورة من المشكلات الصحية.

هل سينتهي وباء «كورونا» كما حدث بالمثل لجائحة الإنفلونزا؟ يجيب عن ذلك أرميتاج، قائلاً إن «الأمل هو أنه إذا لم يختفِ الوباء، فسنحصل على متغيرات جديدة شديدة العدوى ولكنها لا تسبب الكثير من الأمراض السريرية».