عناصر من مليشيا الإخوانية
صحيفة بريطانية : عودة مسلسل تصفية القيادات العسكرية المناهضة للإخوان في محافظة تعز
ربطت أوساط سياسية يمنية عودة مسلسل الاغتيالات لقيادات عسكرية في محافظة تعز، بالإنجازات الميدانية التي تحققها القوات المشتركة في الساحل الغربي ولاسيما بين محافظتي الحديدة وتعز.
وقالت الأوساط إن تلك الإنجازات المتمثلة في استعادة مناطق استراتيجية على تخوم تعز تثير قلقا كبيرا ليس فقط لدى المتمردين الحوثيين الذين يفرضون حصارا على المحافظة ويسيطرون على الخطوط الحيوية التي تربطها بمحافظات أخرى، بل أيضا تقلق جماعة الإخوان المسلمين التي تهيمن على تعز.
وتوفي العقيد عبدالباسط القاضي، ركن إشارة اللواء 35 مدرع الجمعة، متأثرا بجراح أصيب بها جراء تفجير استهدفه في محافظة تعز.
وكان مجهولون عمدوا إلى زرع عبوة ناسفة في سيارته الخميس، لتنفجر خلال دخوله سوق الأحد في مديرية المعافر جنوبي المحافظة.
وأدى الانفجار إلى تعرّض القاضي لإصابات بالغة، وتسبب ببتر قدمه، قبل أن يلقى مصرعه بعد ساعات من نقله إلى المستشفى، كما أصيب خلال الهجوم عدد من مرافقيه.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم، كما لم يصدر أي تعليق من السلطة، لكن أصابع الاتهام تتجه إلى جماعة الإخوان.
ويعدّ القاضي أحد المقربين من الراحل عدنان الحمادي القائد السابق للواء 35 مدرع، المناهض لجماعة الإخوان، والذي قتل في ديسمبر 2019.
ولطالما سعت جماعة الإخوان إلى تحييد اللواء 35 مدرع منذ اغتيال قائدها حمدان، وسط ترجيحات بأن يكون اغتيال القاضي حلقة جديدة في سلسلة تصفية قيادات هذا اللواء.
وتلفت الأوساط إلى أن اغتيال القاضي يتزامن مع حالة استنفار في صفوف ميليشيات الإخوان، على ضوء التقدم الذي تحرزه القوات المشتركة على حساب المتمردين الحوثيين على تخوم المحافظة.
وكانت القوات المشتركة نجحت في التقدم في مديرية مقبنة غرب تعز وسيطرت على مناطق جديدة في أطراف وادي سقم، ما اضطر المتمردين الموالين لإيران إلى الدفع بالمزيد من المقاتلين نحو المناطق الحدودية لمحافظتي إب وتعز.
وذكر بيان عسكري في وقت سابق أن القوات المشتركة باتت على أطراف وادي سقم والعديد من المرتفعات الهامة منها تبة الجمل شمال مديرية مقبنة بمحافظة تعز، وسط حالة من الانهيار والتخبط في صفوف ميليشيات الحوثي، بعد معارك عنيفة خاضتها ضدهم، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وأكد البيان أن القوات المشتركة كبدت الحوثيين خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وسقط العشرات من عناصرهم بين قتيل وجريح، كما تم تدمير كمية كبيرة من الأسلحة بحوزتهم.
ودفعت حالة الانهيار في صفوف الحوثيين القيادات الإخوانية في تعز إلى الاستنفار، وكشفت مصادر إعلامية يمنية عن اجتماع جرى بين رئيس محور تعز خالد فاضل، ومرشد الجماعة عبده فرحان.
وبحسب تلك المصادر قرر الطرفان خلال الاجتماع، استدعاء قيادات وحدات الإخوان، والانعقاد الدائم للرد على السقوط السريع لمواقع الحوثيين.
وتم الاتفاق على نشر مقاتلين في جبهتي الكدحة ومقبنة، تحت اسم المقاومة الشعبية لخلط الأوراق، وتشكيل لواءين عسكريين، لإطلاق محور جديد باسم “محور مقبنة والساحل”، على غرار محور طور الباحة بمحافظة لحج.
وتخشى جماعة الإخوان أن يقوّض تقدم القوات المشتركة سيطرتها على تعز، في ظل حالة من الغضب الشعبي في المحافظة جراء الحصار وتردي أوضاع السكان الاقتصادية والاجتماعية.