برشلونة المتأزم في ضيافة أتلتيكو... ومستقبل كومان على المحك

مدريد

بات مصير المدرب الهولندي لنادي برشلونة رونالد كومان على المحك أكثر من أي وقت مضى عشية زيارة فريقه لملعب «واندا ميتروبوليتانو» في العاصمة مدريد اليوم لمواجهة أتلتيكو حامل اللقب في قمة المرحلة الثامنة من الدوري الإسباني. وأُهين برشلونة مرة أخرى، الأربعاء، في مسابقة دوري أبطال أوروبا بخسارة مذلة على يد مضيفه بنفيكا البرتغالي (صفر - 3)، هي الثانية على التوالي له في المسابقة القارية العريقة بعد الأولى على أرضه بالنتيجة ذاتها أمام بايرن ميونيخ الألماني.

مثقل بالديون ويتيم من دون نجمه وقائده الأسطوري الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي، يغوص برشلونة في أزمة لا نهاية لها يمكن أن تكون قاتلة لمدربه كومان القريب من الإقالة بعد عام من تسلمه المهمة. كومان الذي سيغيب عن دكة بدلاء النادي الكتالوني بسبب عقوبة الإيقاف لمباراتين، لن ينفعه حتى فوز برشلونة في القمة لضمان بقائه كون الأصوات ارتفعت مطالبة بالتخلي عن خدماته والبحث عن مدرب جديد.

وحدها الروزنامة فقط في صالح كومان الآن، مع فترة الاستراحة الدولية، الأسبوع المقبل، رغم أنها تشير إلى أنه من المنطقي بالنسبة لبرشلونة تغيير مدربه بعد رحلته إلى واندا متروبوليتانو أكثر من ذي قبل. وأبقت الهزيمة المذلة أمام بنفيكا النادي الكتالوني في المركز الأخير للمجموعة الخامسة وصعبت مهمته في بلوغ الأدوار الإقصائية. في الدوري الإسباني، يحتل المركز السادس، رغم أنه يمكن تصحيح مساره بسهولة أكبر، بالنظر إلى أنه يتخلف بفارق خمس نقاط فقط عن غريمه التقليدي ريال مدريد المتصدر، ويملك مباراة مؤجلة ضد إشبيلية.

رغم ذلك، يبدو أن القليل من المسؤولين في النادي الكتالوني على استعداد لمنح كومان الوقت الكافي لتعويض ما كان بداية بائسة للموسم، مليئة بالنتائج المخيبة للآمال والأداء السيئ. كما أدت التغطيات الإعلامية عن المدرب الهولندي إلى تأجيج النار أيضاً، فهو في خلاف مع رئيس النادي خوان لابورتا في الأسابيع الأخيرة، مما زاد من الشعور بأن وقته في كامب نو بدأ ينفد.

ويعني الإيقاف لمباراتين أن كومان لن يكون على دكة البدلاء اليوم لما يمكن أن تكون آخر مباراة له على رأس الإدارة الفنية للنادي، وربما يكون أفضل أمل له في الاحتفاظ بمنصبه هو أن يفشل لابورتا في إيجاد خليفة له يتحمل مسؤولية قيادة النادي في هذه الفترة الحساسة التي يمر بها. في الصيف، أخبر لابورتا كومان بأنه سيحتاج إلى أسبوعين للعثور على بديل محتمل له، لكن لم يتم العثور على أي خليفة.

تصدر القائمة المختصرة للخلفاء المحتملين بالنسبة إلى لابورتا التي تطرقت إليها وسائل الإعلام الإسبانية، قائده السابق تشافي هيرنانديز وروبرتو مارتينيز والإيطالي أندريا بيرلو. يبقى أن نرى ما إذا كان لاعبو برشلونة متحمسين أو متضايقين بسبب تغيير وشيك محتمل، رغم أنه كان من الملاحظ هذا الأسبوع مدى قلة الدعم الذي حصل عليه كومان. وأتيحت الفرصة لكل من جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس ولاعب الوسط الهولندي فرينكي دي يونغ لدعم كومان، لكن دي يونغ فقط أجاب بـ«لا» عندما سُئل عما إذا كانت إقالة كومان ستغير أي شيء.

مناشدات كومان المنتظمة على نحو متزايد للمراقبين بأن يكونوا «واقعيين» في تحليلاتهم لم يعد لها صدى، رغم محاولاته تسليط الضوء على الانهيار المالي للنادي، ورحيل العديد من اللاعبين هذا الصيف والعديد من الإصابات كأسباب لتقليل التوقعات. كان المهاجم الدولي الفرنسي أنطوان غريزمان من بين أولئك الذين تم التخلي عنهم هذا الصيف، بعد عامين فقط من ضمه من أتلتيكو مدريد، وعودته إلى صفوف الأخير على سبيل الإعارة هي واحدة من أوضح مظاهر التفكير المتهور وقصير المدى في «كامب نو».

لكن غريزمان عانى من أجل التكيف مع فريقه القديم الجديد، في سلسلة مروعة من الأداء خففت أخيراً من خلال هدف رائع ضد ميلان الإيطالي (2 - 1) في سان سيرو في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا، الأربعاء. بعد فشل غريزمان في تسجيل هدف أو تمرير كرة حاسمة أو حتى تسديدة على المرمى في مبارياته الخمس الأولى مع أتلتيكو مدريد، بدا أن صبر مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني نفد أيضاً، حيث دفع بمواطنه أنخل كوريا أساسياً إلى جانب الدولي الأوروغوياني لويس سواريز في سان سيرو.

دخل غريزمان في الدقيقة 61 وسجل هدفاً في الدقيقة 83، حيث سدد ببراعة من عرضية رينان لودي، والأمل هو أنه بثقة يمكن أن يجد دوراً الآن في تشكيلة أبطال إسبانيا في مواجهة النادي الكتالوني. ويتقدم أتلتيكو مدريد بنقطتين فقط على برشلونة بعد تعثره الأسبوع الماضي أمام ديبورتيفو ألافيس الذي خسر جميع مبارياته الخمس السابقة.

ويسعى ريال مدريد المتصدر إلى تجاوز كبوتيه الأخيرتين بتعادله مع ضيفه فياريال سلباً وخسارته المدوية أمام ضيفه شريف تيراسبول المولدوفي المغمور 1 - 2 في المسابقة القارية العريقة، عندما يحل ضيفاً على إسبانيول برشلونة. ويأمل ريال سوسييداد الثاني في مواصلة بدايته الممتازة بالفوز على مضيفه خيتافي، فيما يخوض إشبيلية الثالث اختباراً سهلاً نسبياً أمام جاره الأندلسي غرناطة السابع عشر. ويلعب اليوم أيضاً أوساسونا مع رايو فايكانو، وريال مايوركا مع ليفانتي، وقادش مع فالنسيا، وغداً إلتشي مع سلتا فيغو، وفياريال مع ريال بيتيس.