قرار خليفة حفتر خوض الانتخابات من شأنه أن يثير غضب المناطق الغربية
ليبيا: الشرق رشح أفضل ما عنده بانتظار ترشيحات حاسمة في الغرب
ترك السياسيون من الوزن الثقيل في غرب ليبيا الشرق ليلقي أفضل ما عنده في ترشيحات الرئاسة قبل أن يعمدوا إلى تقديم أوراقهم.
وتقدم سيف الإسلام القذافي بترشيحه وأثار موجة من التساؤلات حول عودته السياسية كممثل لإرث أبيه معمر القذافي وإنْ كان الليبيون سيقبلون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
كما تقدم المشير خليفة حفتر بترشيحه بعد فترة صمت وهدوء سياسي أعقبا فشل قواته في السيطرة على العاصمة في هجوم وحصار استمرا لعام كامل.
وينتظر الغرب الليبي ترشيحين يعدّان حاسمين وهو تقدم وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا بأوراقه للترشيح مؤيدا بانتصار عسكري في معركة طرابلس، ورئيس الحكومة عبدالحميد دبيبة الذي يحتاج أن يحسم الجدل بصلاحية ترشيحه من عدمه بسبب "قانون" يمنعه بحكم منصبه الحالي.
ويراهن باشاغا على شعبية اكتسبها كرجل حسم وعلى قبول غربي وتقبل تركي نسبي له، في حين عمل الدبيبة على منح فئات من المواطنين لعطايا تشجيعية ساهمت في رفع شعبيته داخليا.
وفي اجتماع شبابي بالعاصمة طرابلس الاثنين أطلق الدبيبة وعودا بإجراءات جديدة لفائدة الشباب من بينها مشروع القروض السكنية ومنح قطع الأراضي المجانية، ومضاعفة المنح للطلبة الجامعيين. كما تعهد بأنه مع نهاية السنة سيعلن عن "جدول مرتبات عام وشامل وعادل لكل فئات المجتمع".
ويعتقد مراقبون أن الدبيبة يخفي مناورة قد تفاجئ الجميع وتضعه على قائمة المرشحين، مشيرين إلى أن هذه المناورة المتوقعة يمكن أن تتعلق بتغيير القانون الانتخابي أو الحصول على حكم من المحكمة العليا بعدم صلاحية المادة التي تمنع ترشحه.
وقال الدبيبة الاثنين إن قانون الانتخابات البرلمانية معيب ومصاغ لخدمة مرشحين محددين، مضيفا أنه سيعلن عما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة "في اللحظة الحاسمة".
ويتوقع على نطاق واسع أنه سيرشح نفسه على الرغم من تعهده عند تنصيبه رئيسا للوزراء في حكومة الوحدة المؤقتة بأنه لن يشارك في الانتخابات المقبلة.
وقال الدبيبة في تجمع حاشد في طرابلس "خرجوا بقوانين مفصلة لشخصيات، ولا يمكن أن نرضى بهذا القانون المعيب". وأضاف "في اللحظة الحاسمة سأعلن موقفي من هذه الانتخابات"، وهو ما فهم على أن الدبيبة يعد لمفاجأة.
وأكدت مصادر مطلعة في طرابلس لـ"العرب" أن الدبيبة يتولى التنسيق مع مجلس الدولة الاستشاري ومع قادة المجموعات المسلحة، وكذلك مع الفعاليات السياسية والاجتماعية في طرابلس ومحيطها، باعتباره الشخصية الوحيدة من الإقليم الغربي القادرة على منافسة حفتر وابن القذافي، وهو ما يجعله المرشح الأول فيما لو تمكن من تحقيق المفاجأة.
كما يحصل رئيس حكومة الوحدة على دعم قوى الإسلام السياسي والميليشيات المسلحة التي تجد نفسها تقف وبصورة تلقائية في صف الدبيبة المحسوب على النفوذ التركي في ليبيا والمنطقة، وعلى مراكز الضغط في مصراتة.
وقوى الإسلام السياسي غير قادرة على المنافسة الفعلية على منصب الرئاسة بسبب ضعف رصيدها الشعبي، ولذلك تعمد إلى التأثير من وراء الستار.
وأعلن خليفة حفتر الثلاثاء أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر. وقال في كلمة بثها التلفزيون “إنني أعدكم طوال رحلتي معكم أن أصطف إلى جانبكم أدافع عن ثوابتنا الوطنية الراسخة وفي مقدمتها وعلى رأسها وحدة ليبيا واستقلالها وسيادتها".
وشن حفتر، المثير للجدل، حروبا على فصائل في الغرب بعدما انقسمت ليبيا عام 2014، ومن ذلك هجوم دام 14 شهرا للسيطرة على طرابلس قبل أن يفشل في المهمة ويعود إلى بنغازي دون أيّ اتفاق.
ومن شأن قراره خوض الانتخابات أن يثير غضب الكثيرين في طرابلس والمناطق الغربية والذين يقولون إن التصويت في المناطق التي يسيطر عليها لا يمكن أن يكون نزيها ويتهمونه بارتكاب جرائم حرب خلال الهجوم على طرابلس، وهو ما ينفيه.
وفي سبتمبر، مهد حفتر السبيل لترشحه للانتخابات عندما قال إنه سيتنحى عن دوره العسكري لثلاثة أشهر، وهو أمر لازم بموجب قانون انتخابي رفضته فصائل مسلحة مقرها طرابلس.
وقبل إعلان حفتر لترشيحه، أعلن سيف الإسلام القذافي ترشحه الأحد. ويقول محللون إنهم لا يتوقعون أن يكون سيف الإسلام القذافي مرشحا بنفس قوة منافسيه الذين تمكنوا من كسب تأييد دوائر من خلال سيطرتهم على موارد مالية وعسكرية على مر السنوات العشر الماضية.