تجميد واشنطن دعم القبة الحديدية يثير مخاوف إسرائيلية
ردت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك" على إزالة البند الذي ينص على منح إسرائيل مليار دولار من الميزانية الأميركية لشراء صواريخ للقبة الحديدية بان المتطرفين في الكونغرس يلعبون السياسة مع حياة الإسرائيليين والفلسطينيين".
و"أيباك"، وهي اللوبي الإسرائيلي الأكبر في الولايات المتحدة، كانت توجه بذلك انتقادات حادة إلى من تسميهم إسرائيل بـ"التقدميين الديمقراطيين"، الذين يطالبون بتقييد المساعدات الأميركية لإسرائيل بسبب ممارساتها ضد الفلسطينيين.
وأضافت "أيباك"، في تدوينة على فيسبوك، الأربعاء "الدعوة إلى إزالة التمويل لنظام دفاعي مخصص لإنقاذ الأرواح هو إهانة لقيمنا، ويخاطر بالمزيد من الصراع وهو يتعارض مع الالتزام الذي أعلنه (الرئيس الأميركي جو بايدن وتدعمه قيادة الكونغرس".
وقالت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، الأربعاء، إن الخطوة قادها عضوي الكونغرس الكساندريا كورتيز ورشيدة طليب.
وأضافت "الديمقراطيون التقدميون الذين يعرقلون تمويل القبة الحديدية هم من بين أولئك الذين ضغطوا لمنع وصول الأسلحة إلى إسرائيل خلال عملية حارس الأسوار في مايو/أيار" في إشارة الى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
وفي هذا الصدد، قالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إن "عددا من أعضاء الحزب الديمقراطي المنتمين إلى ما يسمى بالجناح التقدمي، حالوا دون إقرار البند الذي ينص على منح إسرائيل مساعدات بمبلغ مليار دولار لتمويل وحدات اعتراض يتم استخدامها في منظومات القبة الحديدية".
ونقلت الهيئة عن مصدر إسرائيلي، لم تحدد اسمه، قوله "ثمة أغلبية داخل مجلسي الشيوخ والنواب لإقرار المساعدات الطارئة لدولة إسرائيل، لكن الجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي أصبح بيضة القبان مع أن المساعدات ستتم المصادقة عليها في نهاية المطاف".
وأوضحت "جروزاليم بوست" أنه "لم يتمكن الديمقراطيون من تمرير مشروع القانون بدون التقدميين؛ لأن الجمهوريين لن يصوتوا لصالح مشروع القانون، أيضًا، مستشهدين بسقف الديون كسبب له".
ولفت موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي إلى أنه "قبل ساعات قليلة من التصويت على قانون الميزانية في مجلس النواب الأميركي، أعلن بعض أعضاء الكونغرس أنهم لن يصوتوا لصالح الميزانية إذا تضمنت بند القبة الحديدية".
وأضاف "بعد المعارضة، تم حذف هذا القسم من قانون الموازنة وسيتم إدراجه في قانون ميزانية الدفاع، الذي سيتم طرحه للتصويت في غضون بضعة أشهر فقط".
وتابع "معنى إزالة قسم القبة الحديدية من قانون الموازنة هو تأخير كبير في نقل مساعدات إضافية لإسرائيل، وهو حدث نادر لا يوافق فيه الكونغرس على تقديم مساعدات لإسرائيل لأغراض دفاعية المقاصد".
واعتبرت أوساط سياسية إسرائيلية أن منع نواب ديمقراطيين التصويت على بند المساعدة هو نتاج أخطاء الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وكتب وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون، في تغريدة عبر "تويتر" الأربعاء "معارضة مجموعة من الديمقراطيين الموافقة على مساعدة القبة الحديدية هو ثمرة تدخل حكومة نتنياهو السافر في السياسة الأميركية عبر دعم الجمهوريين".
وأضاف "من الجيد أن حكومة التغيير بدأت في التصحيح" في إشارة إلى حكومة نفتالي بينيت.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية يائير لابيد في تغريدة على تويتر، الأربعاء: "بعد سنوات أهملت فيها الحكومة السابقة الكونغرس والحزب الديمقراطي، وألحقت أضرارًا كبيرة بالعلاقات الإسرائيلية الأميركية، نحن اليوم نعيد بناء علاقة ثقة مع الكونغرس".
وسارع لابيد للاتصال مع زعيم الأغلبية في الكونغرس ستاني هوير، وقال الأخير في تغريدة: "تحدثت مع لابيد لمناقشة دعمي القوي لتمويل القبة الحديدية، لقد كررت التزامي بضمان حصول إسرائيل على هذه المساعدة المطلوبة، وأكدت مجددا على أهمية دعم الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لإسرائيل".
وأضاف أن الكونغرس "سينظر في تشريع هذا الأسبوع لتمويل القبة الحديدية بالكامل، سنعمل على ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها، وأتوقع دعما قويا من الحزبين لهذا الجهد".
وقلل لابيد من أهمية ما جرى معتبرا إياه "تأجيلا فنيا"، وكتب عبر تويتر "لقد تحدثت مع هوير بشأن المساعدة الأميركية لنظام القبة الحديدية".
وأضاف "كشفت المحادثة أن هذا كان تأجيلا فنيا ناتجا عن النقاش في الكونغرس حول سقف العجز في الموازنة الأميركية".
وتابع: "شكرت هوير على التزامه وأكدت له ضرورة الموافقة على الطلب في أقرب وقت ممكن لضمان الاحتياجات الأمنية لإسرائيل".
غير أن عضو الكونغرس البارز من الحزب الجمهوري اعتبر أن هناك أعضاء كونغرس من الحزب الديمقراطي يعادون إسرائيل.
وقال عبر "تويتر" الثلاثاء "مأساوي.. قيادة الحزب الديمقراطي تستسلم لليسار المعادي للسامية".
وأضاف "إنهم يكرهون إسرائيل لدرجة أن الديمقراطيين يمنعون مليار دولار لتمويل القبة الحديدية، وهو نظام دفاعي بحت يحمي عددا لا يحصى من المدنيين الأبرياء من صواريخ حماس".
وتابع: "هل سيكون لدى أي من الديمقراطيين الشجاعة للتنديد؟".
وسبق أن تعهدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في أكثر من مناسبة بإمداد "القبة الحديدية" الإسرائيلية بالذخيرة.
والعام الماضي، منحت واشنطن إسرائيل مساعدات مالية تبلغ 3.8 مليارات دولار، كجزء من التزام سنوي طويل الأمد، ضمن اتفاق وقعه الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2016، ويمنح تل أبيب حزمة مساعدات تبلغ 38 مليار دولار خلال 10 سنوات، تخصص كلها لأغراض عسكرية.
وتحصل تل أبيب من واشنطن على صواريخ "تامير" الاعتراضية المستخدمة في منظومة "القبة الحديدية"، وثمن الصاروخ الواحد 50 ألف دولار.
وخلال الحرب التي شنّها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في الفترة بين 10 و21 مايو/أيار الماضي، تم استخدام كميات كبيرة من صواريخ منظمة القبة الحديدية، المضادة للصواريخ، في التصدي للقذائف التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية.
وتسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بتدمير واسع في الوحدات السكنية والبنى التحتية، وفاقم مستويات الفقر.