السعودية تسعى لإعداد جيل متمكّن في قطاعي الإعلام والترفيه.

"سعودي آيدول".. صناعة نجوم سعوديين أولوية أم.بي.سي مستقبلا

الرياض

طرحت قناة أم.بي.سي قبل أيام الإعلان الرسمي لبرنامج “سعودي آيدول” لتتم دعوة كل سعودي يمتلك موهبة الغناء إلى التقدم للبرنامج، الذي لم يتم الكشف عن موعد عرضه بعد وتفاصيل لجنة تحكيمه ومقدميه.

 

ويندرج البرنامج ضمن برامج “المسابقات الفنية والغنائية” التي تحظى بمتابعة واسعة لدى المشاهد العربي عموما، وتعدّ وسيلة من وسائل القوة الناعمة؛ حيث تعمل هذه البرامج على استقطاب مواهب شابة مغمورة، وإعدادها من حيث المظهر والأداء وتقديمها للجمهور بعد أن تكتسب الكثير من الخبرات خلال فترة المسابقة التي تستمر أسابيع، بالإضافة إلى اتجاه بعض المحطات التي تنتج هذه البرامج إلى تبني المواهب التي تصل إلى التصفيات النهائية من المسابقة بما يسهم في تحوّل هذه المواهب إلى نجوم تعرّف ببلدانها. وتعد فئة الشباب الشريحة الأكبر بين متابعي هذه النوعية من البرامج.

 

وتأتي النسخة السعودية بعد نجاح النسخة العراقية من البرنامج “عراق آيدول”، التي ضمت في لجنة التحكيم كلا من الفنانة رحمة رياض، ومواطنها سيف نبيل، والفنان حاتم العراقي.

 

وباتت أم.بي.سي تعتمد بشكل واضح على الرياض لتصوير أعمالها الترفيهية، وتترافق تلك الخطوة مع “سعودة” المحطة وتحويلها إلى قناة سعودية بعدما كانت عربية بامتياز.

 

واتضحت في الفترة الأخيرة جزئيا صورة المشاريع الفنية التي سيتمّ تصويرها في المملكة قريبا. ومن أستديوهات أم.بي.سي في السعودية، انطلق الأسبوع الماضي عرض البرنامج الترفيهي الغنائي الجديد “بوليفارد المواهب” على أم.بي.سي1 وأم.بي.سي. العراق، ومنصة شاهد، حيث تُقدَّم مجموعة أم.بي.سي بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه حفلات البرنامج المباشرة على المسرح ضمن فاعليات موسم الرياض، وتقدم كواليسه عبر “يوميات البوليفارد” على قناة أم.بي.سي4، وكذلك تفاصيل أكثر تشويقا عن البرنامج وكواليس ما يحصل على وسائل التواصل الاجتماعي. وتقدم البرنامج السعودي أجواء الجودي التي شغلت السعوديين بإطلالاتها العصرية، في إشارة إلى بدء مرحلة جديدة في تقديم البرامج في السعودية بعدما كانت اللبنانيات يحتكرن تقديم هذه النوعية من البرامج.

 

واشتهرت السعودية خلال العقود الأخيرة بإطلاق امبراطورية إعلامية من خارج حدود المملكة، صنعت نجوما عربا على غرار وزير الإعلام اللبناني الحالي جورج قرداحي، الذي تسبب بأزمة حادة بين بلاده والسعودية رفض على إثرها الاستقالة. ويعد قرداحي صناعة سعودية بامتياز.

 

وطالما طالب سعوديون بصناعة نجومهم المحليين. ويقول الإعلامي سعيد الحارثي في هذا السياق إن “فرقة بي.تي.أس الكورية وصلت إلى العالمية في 6 سنوات بدعم مؤسسي.. أحسنت كوريا المهتمة بصناعة نجوم يصدّرون ثقافتها، أتمنى الاهتمام بملف صناعة نجوم سعوديين يصلون إلى العالم بهويتنا”.

 

وكان خبراء سعوديون كثيرا ما شكوا من أن صناعة النجم في السعودية خصوصا ومنطقة الخليج عموما غائبة، وأشاروا إلى عدم وجود مؤسسات تتبنى الفنان وتعمل على تحويله إلى نجم له جمهوره، وتوفر له الدعم المادي والتسويق والترويج الإعلامي. كما اعتبروا أن الحراك النشط الذي تشهده السعودية والذي يندرج ضمن رؤية 2030، أسهم في تسليط الأضواء على النجم المحلي، وهي خطوة إيجابية على طريق تسويقه عربيا.

 

ودعا خبراء المحطات التلفزيونية السعودية إلى المساهمة في دعم المواهب السعودية، وفي صناعة نجوم قادرة على المنافسة عربيا وعالميا.

 

يذكر أن قطاع الإعلام السعودي يشهد نهضة جديدة تستعيد من خلالها المملكة إعلامها بحيث يتركز النشر والبث داخل حدود البلد، لتعكف على مشروعات كبرى في الثقافة وصناعة الإعلام. وتسعى السعودية إلى تحويل قطاع الترفيه إلى مصدر مهم من مصادر الدخل القومي فضلا عن دوره كقوة ناعمة لا يستهان بها. ويعتبر فهد العرابي الحارثي، رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام أن “السينما، المسرح، الترفيه، الآثار، السياحة، المؤتمرات، المعارض، ومدينة الإعلام هي أذرع السعودية الجديدة لاحتضان المنطقة والعالم”.

 

وفي يونيو 2020، أعلنت أكاديمية أم.بي.سي عن بدء استقبال طلبات الشباب السعودي إناثا وذكورا، ممن لديهم رغبة بالعمل في التلفزيون والأفلام والراديو والمسرح والإنتاج والتصوير والموسيقى والإضاءة والتحرير والمحتوى والكوميديا، وذلك بهدف إعداد وتطوير جيل من المبدعين ليكون خير ممثّل للسعودية في قطاعات الإنتاج والإعلام والترفيه.

 

كما ُيشكل دعم المواهب السعودية وتنمية مهاراتها مرتكزا استراتيجيا للهيئة العامة للترفيه، يهدف إلى إعادة تشكيل جيل متمكن من الكفاءات السعودية في شتى قطاعات الترفيه القادرة على دعم صناعة ومحتوى الترفيه سعوديا في مرحلة أولى وعربيا في مرحلة ثانية. وسبق أن أعلنت هيئة الترفيه وأكاديمية أم.بي.سي عن شراكة للبحث عن مواهب سعودية وإعدادها لتكون نجوما في المستقبل.

 

وقال الشيخ وليد بن إبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة أم.بي.سي التي تعتبر حجر الزاوية في القوة الناعمة السعودية “إن كتابة قصصنا الخاصة التي تُعنى بمنطقتنا وثقافتنا وإرثنا الحضاري القيّم، وروايتها للعالم بطريقتنا هي إحدى أبرز مهامنا كمجموعة إعلامية رائدة في المنطقة”.

 

وأكد أن “السعودية هي موطن لكبار المواهب الذين لديهم إمكانات واعدة بشكل لا يصدق. ما تفتقده هذه المواهب هو منصة لمساعدتهم على الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة، فضلا عن تقديم فرص تجربة عمل لمرة واحدة في العمر غير متوفرة في أي مكان آخر”.

 

وأضاف رئيس مجلس إدارة مجموعة أم.بي.سي “تأسست أكاديمية أم. بي.سي كجزء من مهمتنا لعرض إمكانات المنطقة وخلق مساحة لتبادل الحوار والخبرات بين منطقتنا والكيانات الدولية في نفس المجالات. نحن نؤمن بالاستثمار في شبابنا وتمكينهم من المهارات التي يحتاجونها لممارسة مهنة مزدهرة وواعدة في قطاع الإعلام. هذه الحاضنة الأولى من نوعها للشباب السعودي لتحقيق أهدافهم وإدراك إمكاناتهم الكاملة. إن الاستثمار في شبابنا لا يتيح لهم فرصا واعدة فحسب؛ ولكنه بدوره يساهم في التنمية الاقتصادية لمملكتنا الرائعة”.

 

يذكر أنه مع بداية عام 2022، تبدأ بشكل رسمي معظم المؤسسات الإعلامية السعودية العمل من الرياض. والواضح أن الخطة الخاصة بنقل مراكز هذه المؤسسات إلى الرياض تسابق الزمن لتبدأ نشاطها الفعلي.