بعيون طفل سوداني .. مخرج بالقومي للسينما المصرية يجسد مأساة الفيضانات

وكالة أنباء حضرموت

قام أشرف كمال المخرج بالمركز القومي للسينما بتجسيد مأساة فيضانات السودان المصاحبة للسيول من خلال لوحة تعبيرية توصف معاناة أهل الولايات المنكوبة بالسودان الشقيق و تنتشر الأسر المشردة  على امتداد العراء في الروابي الجافة وتلفحهم الشمس وتحاصرهم المياه من كل جانب وتمنع عنهم وصول المعونات وقد أبرز الفنان دور الدول العربية وعلى رأسهم مصر العروبة فى رفع المعاناة عن أهالينا بالسودان  .

رؤية الفنان فى التعبير عن كارثة الفيضان

يمر السودان الشقيق بمأساة السيول و الفيضانات والتى عبر عنها الفنان السابق عصره المخرج أشرف كمال بالمركز القومي للسينما حيث جسد المأساة التى قتلت العشرات ودمرت البيوت والمزارع وقطعت الطرق وتسببت فى حصار الولايات المنكوبة وإنقطاع الإمدادات والمعونات عنهم وجسد عدة مشاهد منها محاولات الفرار والنجاة من الموت والهلاك والضحايا بالعشرات حيث رسم الفنان أشرف كمال طفلا يرتدي الزى السوداني يجلس على حافة الطريق وينظر للأحداث المخيفة التى تحدث حوله ويتابع قسوة الطبيعة وكله أمل فى الله أن ينقذ بلاده من هول الأحداث ،كما عبر عن دور مصر تجاه الأشقاء بيد تمتد من داخل النيل وتحاول إنتشالهم من الأزمة وأضاف الفنان فى اللوحة طائرات الأغاثة الإنسانية التى أنطلقت من مصر والامارات والأمم المتحدة وقطر والسعودية  لكى تقدم المساعدات اللازمة للأشقاء بالسودان ويمر السودان سنويا بهذه المأساة بفعل الفيضانات والسيول مما تسبب فى إنهيار البنية التحتية  ودائما مصر تكون فى مقدمة الصفوف لتقديم يد العون للأشقاء السودانيين .


السيناريو الأسوأ لكوارث الغرق

تواجه دولة السودان الشقيقة  السيناريو الأسواء لكوارث الغرق نظرا لعدم تجاوزها الأوضاع الإنسانية المتدنية التى تعيشها حتى الأن بفعل الكوارث الطبيعية حيث أنها تواجه من جديد الأمطار والسيول والفيضانات معاً وقد باتت على حافة الفيضان بعد بلوغ النيل الأزرق مستوى ارتفاع 16.5 متر، وبدأت المياه بالفعل في التغلغل داخل بعض أحياء جنوب الخرطوم.

فقبل أن تجف السيول بولايات السودان المنكوبة، طرق فيضان النيل الأزرق أبواب العاصمة الخرطوم وكثيراً من المناطق ليضاعف المخاوف وسط قلق وتحذيرات ، ويضعها مجدداً في مرمى خطر الغرق.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية ظلت كوارث السيول والأمطار والفيضانات تتكرر في السودان، بصورة شبه سنوية نتيجة تدهور البنية التحتية، حيث شهد العام الماضي تضرر أكثر من 18 ألف منزل كما وقع الضرر على ما يقارب من 90 ألف مواطن في معظم ولايات البلاد.

حافة الخطر ويبقى الأمل

مع بلوغ مرحلة الفيضان، وزيادة معدلات الأمطار المتوقعة، يصبح كل شيء على حافة الخطر، ويبقى أمل تفادى الكارثة متمثلا في قدرة صمود خزان الروصيرص على استيعاب مزيد من تدفقات المياه بعد عبورها الممر الأوسط لسد النهضة.

الخسائر والدمار الناتج عن السيول

ارتفعت حصيلة الخسائر والأضرار البشرية والمادية إلى 89 شخصاً من الضحايا الذين فقدو أرواحهم، 19 منهم تحت الأنقاض و67 غرقاً وثلاث بصعق الكهرباء، كما أصيب 37 شخصاً.

كما تأثر بالسيول 50604 منازل، منها 20225 دمرت كلياً، بينما تضرر 30379 منزلاً جزئياً، شملت 115 قرية بمحلية المناقل ولاية الجزيرة وحدها، فضلاً عن عشرات القرى الأخرى بولايات نهر النيل وجنوب وغرب دارفور والنيل الأبيض وسنار وكسلا والقضارف، نتج عنها تشريد عشرات الأسر، إضافة إلى تهدم 137 مرفقاً من المتاجر والمخازن.

وارتفع عدد القرى المتضررة بمحلية المناقل بولاية الجزيرة وسط السودان، حيث تتجسد المحنة والمأساة بكامل وجعها ونزفها الإنساني، من 54 إلى 128 قرية، وانهار فيها أكثر من 4000 منزل وتهدمت 66 مدرسة، وأغرقت السيول 12230 فداناً زراعياً مروياً و102 فدان مطري، بحسب غرفة الطوارئ المحلية.

تعاطف دولي مع المأساة

أوجدت المأساة تعاطفاً إقليمياً ودولياً مع السودان، بخاصة من الدول العربية على رأسها مصروالإمارات وقطر التي سارعت بإرسال مساعدات للمتضررين شملت مواد غذائية ومواد إيواء، وصل بعض من تلك المعونات فعلياً إلى الخرطوم، هذا فضلاً عن التعاطف المحلي من القوات المسلحة والشرطة وقوات الدعم السريع وجهاز الأمن والاستخبارات وديوان الزكاة ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني الوطنية، التي سارعت بإرسال قوافل مساعدات إلى الولايات المتضررة.

القري غارقة فى الوحل

القرى المنكوبة لا تزال غارقة في وحل السيول، التي تلتهم كل يوم مزيداً من المنازل والمباني، التي استسلمت بعد أن تعذر تصريف المياه التي لا تجد حتى الآن منفذاً بسبب امتلاء كل المجاري المائية بالجوار حتى سعتها القصوى ولم يعد هناك مخرج سوى التبخر.

الإهمال يزيد المأساة

في تطلعهم إلى المجهول، يشكو مشردو السيول من الإهمال والغياب الرسمي عن متابعة أوضاعهم على المستويين المركزي والمحلي، وشح الخيام والطعام والدواء وانتشار الالتهابات الرئوية وسط الأطفال وبعض الكبار.

انقطاع الطرق يصعب الأمر

انقطاع الطرق تسبب فى منع وصول المعونات إلى  المنكوبين عند منطقة عبود الموحلة، حيث أصبح  الجو أو التراكتورات الزراعية هى الطرق الوحيدة للوصول ، هذا إلى جانب دور الخيرين من أبناء المنطقة الذين اجتهدوا في توصيل بعض الإعانات والخيام إليهم.

مناطق تهددها السيول

مع تدهور الموقف بولايتي الجزيرة ونهر النيل يوماً بعد يوم، تتمدد مخاطر السيول وتجدد اجتياحها عدداً آخر من القرى على ضفتي النيل بمنطقة الشريك بمحلية أبو حمد، في مناطق ندي الأراك وسبنس والغريب وسوق الأربعاء.

وشهدت مناطق عدة بمحلية السلام، جنوب ولاية النيل الأبيض، التي تضم أكبر معسكرات اللاجئين من دولة جنوب السودان، أمطاراً غزيرة الأسبوع الماضي، مما تسبب في انهيار عدد من المنازل وغمر المزارع.

وفي جنوب دارفور اجتاحت أمطار غزيرة مصحوبة بسيول جارفة فجر الأربعاء 24 أغسطس الحالي، معسكر كلمة للنازحين بمحلية بليل، مما تسبب في خسائر كبيرة في الممتلكات، وتدمير منازل عدة، مما اضطر النازحين إلى اللجوء إلى المدارس والمساجد والساحات العالية داخل المخيم.

فيضان الخرطوم

أما الخرطوم فقد بات فيها خطر الفيضان ماثلاً بعد بلوغ مناسيب النيل الأزرق، منذ يوم أمس الخميس 25 أغسطس، مرحلة الفيضان، مسجلاً ارتفاعاً قدره 16.5 متر.

ويبدو أن الزيادة التي طرأت على مناسيب النيل الأزرق حدثت في وقت وجيز بسبب عبور المياه الممر الأوسط لسد النهضة بشكل فجائي

تماسيح مفترسة

حذر مدير الدفاع المدني السودانى  عثمان عطا مصطفى من فيضان متوقع للنيل نسبة إلى الارتفاع الكبير في مناسيبه، وقال إنهم لاحظوا ظهور تماسيح في النيل.

ودعا مصطفى المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر من التماسيح التي قد بدأت في الظهور بمحلية جبل أولياء، مناشداً المواطنين بالتبليغ الفوري لنقاط ارتكاز الدفاع المدني المنتشرة على المناطق النيلية للمراقبة والتدخل السريع حال ظهور أي حيوانات مفترسة.

مخاطر وتحذيرات

من جانبها، حذرت لجنة أطباء السودان المركزية من كارثة ومخاطر بيئية وصحية جراء المياه الراكدة في الولايات المتأثرة، ما يهدد بانتشار الأوبئة كالإسهال والحمى والنزلات المعوية، وبعض الأمراض المعدية المنقولة عبر المياه، فضلاً عن المخاطر على الحوامل وتعرض كثير من المواطنين الذين فقدوا منازلهم للدغات العقارب والثعابين والحشرات السامة، مطالبة بسرعة التحرك لتصريف مياه السيول والأمطار تفادياً لتلك المخاطر.
أشارت اللجنة إلى أن انعدام البنية التحتية لتصريف المياه في معظم مدن ومناطق البلاد يراكم المياه الراكدة لأيام عديدة، ما يجعلها بيئة خصبة لانتشار الأوبئة.

كما طالبت اللجنة بالاعتراف بوجود كارثة صحية وبيئية وإعلان حالة الطوارئ وتوجيه كل ميزانيات الولايات لمعالجة الوضع الصحي والإنساني في المناطق المنكوبة، وفتح الباب واسعاً للمنظمات العالمية والإقليمية والمحلية لتقديم المساعدة.