خاطرة
فرسان السلطان
في زمن قديم مضى
كانت الرجال مواقف
تعرف في الشدائد والمحن
في الحروب والاقتتال
تسير في مقدمة الجيوش
يمتازون بالشجاعة والإقدام
لا ينافقون الحاكم والسلطان
في زمن الطغيان اختفى
هؤلاء الابطال الشجعان
تم تهميشهم وتغيبهم
وجيء بفرسان جدد
يحمون الحاكم الجديد
~~
احد هؤلاء الفرسان
فارس مقدام مغوار
أعرفه تمام المعرفة
وأعرف سيرته ومسيرته
رجل خالي من الحياء
ضميره مات وانتهاء
وجهة نضب من ماء الحياء
سلك كل الطرق الدنيئة
الوقاحة والجراءة والحقارة
وصولي انتهازي بجدارة
انتمائه ومبادئه ومواقفه
حسب ما تقتضيه مصالحه
هذا هو بالوفاء والتمام
ما يطلبه سيدنا السلطان
~~
نابغه آخر جرئ في الكلام
وفلته من فلتات الزمان
ومن القابه شيطان الكلام
جهبذ في الرياء والنفاق
يمتلك ألف وجه وألف لسان
تفوق بجدارة على الحرباء
لونه حسب المكان والزمان
بهذه الصفات الخسيسة
والخصائص الدنيئة
اقترب من مواطن
المال والجاه والأعيان
وأهل النفوذ والسلطان
وقال فيهم عكس ما فيهم
سيرته ومسيرته الرخيصة
أهلته ليعتلي المناصب والرتب
صار عبدا بامتياز للسلطان
~~
من على شاكلة هذا الإنسان
جريمة في حق الشعوب والأوطان
هذا النكرة و أمثاله
من حثالات البشر
وصلوا إلى المكانة العالية
والوظائف والرتب الرفيعة
عاشوا في الترف والنعيم
امتلكوا العقارات الكثيرة
والسيارات الفاخرة ..
والحسابات العديدة
يا من تقرأ حروفي
لا تسأل عن احوالهم
هم ما شاء الله.. تبارك الله
آخر تمام
~~
هذه الآفات المريضة منتشرة
انتشارا واسعا في كل الأقطار
كلنا نعرفهم تمام المعرفة
يظهرون في عهد الطغيان
في زمن المهانة والانهزام
يتكاثرون تحت حماية السلطان
أمة تحكمها هذه النماذج السيئة
في عهدهم يتكاثر الفاسدون
وتنشأ مراكز قوى كثيرة
يتنافسون ويتسابقون
في نهب البلاد وفهر العباد
ينتهجون كل أنواع الفساد
والإجـرام
تبا لتلك الوجوهـ الرديئة
والنفوس الخبيثة