نسبة انتشار المتحورة الجديدة تفوق دلتا وتنذر بموجة قادمة.

أي نجاعة للقاحات كورونا ضد المتحورة "أي واي.2.4"

تونس

لم تُحدد الدراسات العلمية بعد مدى فاعلية اللقاحات ضد كوفيد – 19 أمام الطفرة الجديدة  “أي واي.2.4”.

وقال أمين سليم المختص التونسي في علم الفايروسات وعضو اللجنة العلمية لمجابهة انتشار فايروس كورونا، إن الدراسات العلمية لم تحدد بعد مدى فاعلية اللقاحات ضد كوفيد – 19 أمام الطفرة الجديدة “أي واي.2.4” المتفرعة عن السلالة المتحورة دلتا.

وبيّن في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات) أن هذه الطفرة ظهرت في البداية في المملكة المتحدة وشملت خاصة غير الملقحين والشريحة العمرية من 12 إلى 15 سنة، مشددا على أنه لم يتم تسجيل حالات خطرة في صفوف المصابين كما هو الشأن في حالات الإصابة بدلتا.

وأضاف سليم أن منظمة الصحة العالمية لم تصنف بعد هذه الطفرة ومن المنتظر بعد عقد لقاءات تشاورية، تحديد نسبة انتشارها وتصنيفها وتسميتها في مرحلة قادمة.

وقال سهيل العلويني الأخصائي في جراحة طب الأطفال إن الدراسات العلمية الصادرة في المملكة المتحدة، منبع الطفرة الجديدة، قد تمكنت من تحديد نسبة انتشارها والتي تفوق من 10 إلى 15 في المئة نسبة انتشار المتحورة دلتا.

وأشار إلى أن هذه الطفرة قد انتشرت كذلك في بعض الدول الأوروبية وروسيا والولايات المتحدة.

واعتبر أن تونس ليست في معزل عن بقية الدول، مثمّنا الإجراءات الوقائية التي تم إقرارها وتستهدف الوافدين عبر المعابر الحدودية والتي يمكن حسب تقديره أن تحد من ظهور هذه الطفرة في تونس.

وأكد على ضرورة ملازمة الحذر للمحافظة على استقرار الوضع الوبائي، خاصة وأن نسبة التلقيح في تونس والتي وصلت إلى 50 في المئة تبقى غير كافية.

وتعمل اللقاحات عبر محاكاة عامل معد، فايروسات، أو بكتيريا، أو كائنات دقيقة أخرى يمكنها التسبب بالأمراض. وتؤدي هذه المحاكاة إلى ’تعليم‘ نظام المناعة لدينا أن يستجيب بسرعة وفاعلية ضد العامل المُعدي.

وكانت اللقاحات تقوم بذلك تقليديا من خلال تقديم شكل ضعيف من العامل المعدي يتيح لنظام المناعة لدينا بناء ذاكرة للتعامل معه. وبهذه الطريقة، بوسع نظام المناعة أن يميّز العامل المعدي بسرعة وأن يكافحه قبل أن يصيبنا بالمرض. وهذه هي الطريقة التي صُممت وفقها بعض لقاحات كوفيد – 19.

وثمة لقاحات أخرى ضد كوفيد – 19 طُوِّرت باستخدام نُهج جديدة، وهي تدعى لقاحات الرنا المرسال. وبدلا من تقديم عامل معد ضعيف (أي مادة تدفع نظام المناعة لديك إلى إنتاج أجسام مضادة)، يمنح لقاح الرنا المرسال جسد المرء رموزا جينية يحتاجها لتمكين نظام المناعة من إنتاج الأجسام المضادة اللازمة. وقد خضع نهج لقاح الرنا المرسال لدراسات على امتداد عقود من الزمن. ولا تحتوي هذه اللقاحات على فايروس حي ولا تتدخل بالحمض الخلوي الصبغي البشري (DNA).

وتسجل العديد من الدول الأوروبية عودة قوية لانتشار الفايروس ومنها ألمانيا. وقد أعلن معهد “روبرت كوخ” الألماني أن معدل الإصابة الأسبوعي بفايروس كورونا المستجد في ألمانيا سجل رقما قياسيا مرتفعا جديدا بلغ 201.1 حالة إصابة مؤكدة بفايروس كورونا لكل 100 ألف نسمة.

ويعتبر هذا أعلى معدل إصابات على مدار سبعة أيام منذ بداية جائحة كوفيد – 19، حيث ارتفع من 154.5 الخميس الماضي و130.2 قبل أسبوع.

وبلغ الرقم القياسي السابق لمعدل الإصابات خلال 7 أيام 197.6 شخصا والذي تم تسجيله في الثاني والعشرين من ديسمبر 2020 في ذروة الموجة الثانية من الجائحة.

ويخوض مسؤولو الصحة والمشرعون الألمان نقاشا محتدما بشأن الموجة الرابعة التي تلوح في الأفق مع احتمال إعادة فرض القيود.

ويخشى الأطباء في ألمانيا من تضاعف عدد مرضى كورونا في وحدات العناية المركزة مع ارتفاع أعداد المصابين بالفايروس.

وقال كريستيان كاراجانيديس المدير العلمي لسجل وحدات العناية المركزة في الجمعية الألمانية متعددة التخصصات للعناية المركزة وطب الطوارئ، إنه يتعين الآن رعاية ما يقرب من 2500 حالة في وحدات العناية المركزة، مثلما كان الحال قبل عام في الموجة الثانية من الجائحة.

وأضاف كاراجانيديس في تصريحات لصحيفة “أوجسبورجر ألجماينه” الألمانية أنه من المتوقع في الأسابيع المقبلة أن يتضاعف العدد تقريبا إذا استمرت الإصابات الجديدة في الارتفاع على هذا النحو.

وتابع “إذا وصل معدل الإصابة الأسبوعي إلى 300 حالة بين كل مئة ألف نسمة، نتوقع حوالي 4500 مريض بكورونا (في وحدات العناية المركزة) على مستوى ألمانيا بتفاوت إقليمي كبير”.

وقال وزير الصحة المحلي في ولاية بافاريا كلاوس هوليتشيك، في تصريحات لنفس الصحيفة “إذا تضاعف عدد الإصابات سنتجاوز عدديا الأرقام القياسية التي سجلناها في الموجات الماضية لن يكون نظامنا الصحي في ألمانيا قادرا على التعامل معها”، مضيفا أن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع الإصابات هو معدل التطعيم المنخفض، وقال “في بافاريا أيضا، يغمر غير الملقحين على وجه الخصوص مستشفياتنا. أكثر من 90 في المئة من هؤلاء هم من المرضى الذين رفضوا فرصة التطعيم حتى الآن”.

ويرى كاراجانيديس أنه من الصعب التنبؤ على المدى الطويل بشأن مسار الجائحة، مشيرا إلى أنه بناء على معدل الإصابة الأسبوعي يمكن التنبؤ بوضوح نسبيا بما سيحدث في الأسابيع المقبلة، وقال “ما لا نستطيع التنبؤ به هو عند أي مستوى سيصل الأمر برمته إلى حالة الشلل التام”.

وذكر كاراجانيديس أنه لم يتضح بعد مدى فعالية قواعد مثل حظر تواجد غير المطعمين في فعاليات بأماكن مغلقة أو اللقاحات المعززة أو ما إذا كان السكان سيغيرون سلوكهم، وقال “نحن نبحر حاليا عبر الضباب دون نظام تحديد المواقع العالمي”.

ويسجل عدد من دول العالم، من بينها المملكة المتحدة، ظهور متحورة جديدة من سلالة دلتا المتحورة بدورها عن فايروس كورونا. وتشعر تلك الدول بالقلق جراء ذلك وتتساءل عن مدى قابلية “أي واي.4.2” للانتقال وقدرتها على الإفلات من الدفاعات المناعية.

وكانت سمر صمود الأستاذة الجامعية الاستشفائية المبرزة في المناعة بمعهد باستور تونس، أفادت في تصريح سابق لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن طفرة AY.4.2 تحمل نفس خصائص المتحور دلتا بما في ذلك الأعراض التي تسببها، من أوجاع في الرأس والعضلات والإسهال وفقدان حاستي الشم والتذوق.

وأفادت صمود بأن المتحورة “أي واي.2.4” المتفرعة عن السلالة دلتا والتي ظهرت في عدد قليل من الدول بأعداد ضعيفة لا تزال تحت الدراسة لتبيان حدّة انتشارها وخطورتها، غير أن ظهورها يؤكد ضرورة الالتزام بالتلقيح لمنع حدوث حالات خطرة وإمكانية الإيواء بالمستشفيات.

وتباينت الآراء العلمية حول حدة انتشار وخطورة هذه المتغيرة مقارنة بمتحورة دلتا السلالة الأصلية لها والتي تعد بدورها أكثر انتشارا بـ65 في المئة من سلالة ألفا.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أنها تراقب عدوى سلالة AY.4.2 من المتحورة دلتا التي باتت تظهر أكثر في حالات الإصابة بكوفيد – 19.

وذكرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن الوباء أنها سجلت زيادة في انتقال سلالة  “أي واي.2.4” منذ يوليو.

وتتضمن السلالة ثلاث متحورات إضافية منها طفرتان في بروتين نتوء غلاف الفايروس.

وتم تحميل تسلسلات“أي واي.2.4” إلى قاعدة البيانات العالمية GISAID من 43 دولة. 93 في المئة كانت من المملكة المتحدة، حيث لوحظ ارتفاع تدريجي في نسبة الحالات الجديدة.

ومثلت هذه السلالة 5.9 في المئة من جميع حالات المتحورة دلتا التي تم الإبلاغ عنها في المملكة المتحدة خلال الأسبوع الذي يبدأ في الثالث من أكتوبر.

ووفقا لمنظمة الصحة فإن “دراسات وبائية ومخبرية جارية” لتحديد ما إذا كانت أكثر عدوى أو أنها تضعف الأجسام المضادة.