دراسة جديدة تتوصل لحل لغز الحلقات المفقودة لكوكب المشتري
توصلت دراسة جديدة إلى السبب الذي جعل كوكب المشتري لا يمتلك حلقات على غرار العملاق الغازي المجاور زحل.
وتتكون حلقات زحل إلى حد كبير من الجليد، وقد يكون بعضها مصدره مذنبات متكونة أيضا من الجليد.
وللمشتري نظام حلقي يعرف باسم حلقات المشتري أو نظام الحلقات الجوبترية، وتتكون من جزيئات غبار صغيرة. وهذا النظام الحلقي خافت للغاية لدرجة أنه لم يلاحظ حتى عام 1979، وذلك بفضل مركبة الفضاء “فوياجير1″ التابعة لوكالة ناسا
وقال عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا، ستيفن كين: ” منذ فترة طويلة أثار اهتمامي سبب عدم امتلاك المشتري لحلقات أكثر روعة من شأنها أن تضاهي كوكب زحل. وإذا كان كوكب المشتري يمتلكها، فستظهر أكثر إشراقا لنا، لأن الكوكب أقرب بكثير من زحل”.
وبحسب دراسة نشرت الخميس الماضي في مجلة Planetary Science Journa وعلى موقع arXiv ، فإن سبب غياب حلقات المشتري بسيط نسبيا، وهو أن أقماره الهائلة تمنعها من التكون.
ويحتوي الكوكب في الواقع على حلقات أصغر – مثل حلقات نبتون وأورانوس – ولكنها ليست كبيرة مثل حلقات زحل، وبالتالي يصعب رؤيتها باستخدام معدات مراقبة النجوم التقليدية.
وأجرى الباحثون محاكاة حاسوبية لكل من مدارات المشتري والأقمار الأربعة الرئيسية التي تحيط به: آيو وأوروبا وغانيميد وكاليستو، والتي تُعرف في المجتمع العلمي باسم أقمار غاليليو.
وقال البروفيسور كين: “وجدنا أن أقمار كوكب المشتري، وأحدها أكبر قمر في نظامنا الشمسي، ستدمر بسرعة أي حلقات كبيرة قد تتشكل. نتيجة لذلك، من غير المحتمل أن يكون للمشتري حلقات كبيرة في أي وقت في الماضي”.
عبارة أخرى، يعتقد كين وزملاؤه أن قوة الجاذبية والقوة الهائلة للأقمار التي تدور حول كوكب المشتري، خاصةً أكبر أربعة أقمار غاليليو – كانت ستقضي على أي وكل مادة تحاول إنتاج حلقات تشبه زحل حول عملاق الغاز.
وأوضح كين: “تشكل الكواكب الضخمة أقمارا ضخمة، ما يمنعها من تكوين حلقات كبيرة”. ومن المحتمل أن هذا قد يفسر أيضا سبب خفة وزن حلقات نبتون – على الرغم من أن حلقات الجرم السماوي لا تزال أكبر بقليل من تلم التي يمتلكها كوكب المشتري، من وجهة نظر الأرض.
وتظهر حلقات كوكب المشتري بشكل باهت في الصور الحديثة الصادرة عن تلسكوب جيمس ويب الفضائي.
وقال البروفيسور كين، الذي يعتزم إجراء محاكاة ظروف أورانوس للغرض نفسه: “لم نكن نعرف أن هذه الحلقات سريعة الزوال كانت موجودة حتى مرت المركبة الفضائية “فوييجر” لأننا لم نتمكن من رؤيتها”.
ويعتقد بعض علماء الفلك أن أورانوس ينحرف من الجانب نتيجة اصطدامه بجسم سماوي آخر، ويمكن أن تكون حلقاته ناتجة عن بقايا هذا الاصطدام.